عدد اليوم
عبدالله القواسمة (أبوظبي)
أسدلت بطولة «مبادلة العالمية للتنس» الستار على نسختها الثانية عشرة، مسطرة نجاحاً تنظيمياً وفنياً يعد بصمة على الصعيد العالمي، وبعد المواجهة النهائية التاريخية التي أنهاها الإسباني المخضرم رافايل نادال لصالحه، متفوقاً على النجم اليوناني ستيفانوس تيستيباس الذي يصغره بعشرة أعوام بمجموعتين لواحدة.
ويعد فوز نادال بلقب بطولة مبادلة العالمية للتنس إنجازاً فريداً في مسيرة هذا النجم، الذي أنهى العام الحالي في صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، رغم أنه من أكبر اللاعبين سناً، ورغم ذلك أنهي العام متفوقاً على كافة منافسيه وبشكل لافت، خصوصاً أنه عبر في طريقه للنهائي لاعبين في سن صغيرة، حيث أطاح الروسي خارشوف «23 عاماً»، وتخطى عقبة اليوناني تيستيباس «21 عاماً»، كما تصدر نادال لائحة شرف البطولة بخمسة ألقاب، متفوقاً على الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الثاني والذي بحوزته أربعة ألقاب.
واعتبرت المواجهة النهائية على لقب النسخة الثانية عشرة للبطولة، الأشرس من بين جميع المواجهات النهائية السابقة، حيث امتدت لمدة 192 دقيقة وثلاث مجموعات، كان الصراع فيها على أشده بين اللاعبين؛ إذ أنهى تيستيباس المجموعة الأولى لصالحه بواقع 7-6 فيما ذهبت المجموعة الثانية لمصلحة نادال بواقع 7-5، قبل أن يظفر الأخير بالمجموعة الفاصلة بواقع 7-6، وهو ما يعني اللجوء لشوط فاصل في مجموعتين من أصل ثلاث.
وأبدى رافايل نادال سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز التاريخي اللافت، مؤكداً على العلاقة الوثيقة التي تربطه ببطولة مبادلة العالمية والعاصمة أبوظبي، موجهاً شكره إلى جميع المشجعين الذين وقفوا إلى جانبه في مشاركته العاشرة بالبطولة والتي يحرص سنوياً على المشاركة بها، مؤكداً أنه يتطلع إلى المشاركة في النسخة القادمة منذ الآن، نظراً للأجواء الرائعة التي يحفل بها هذا الاستحقاق. ورغم أن نادال استبق البطولة بالإعراب عن قلقه على حالته البدنية، بسبب انقطاعه فترة لا بأس بها عن التدريبات، بعد الموسم الشاق والطويل الذي خاضه إلى جانب ارتباطه بحفل زفافه، فإنه أظهر تماسكاً كبيراً في مباراة نصف النهائي، التي تفوق فيها على الروسي كاران خاشانوف وكذلك في المباراة النهائية، وهو الأمر الذي يعكس النظرة الصارمة التي يرنو فيها هذا النجم إلى المنافسة ورغبته الدائمة في تحدي كافة المعيقات التي تواجهه.
وأكد نادال أنه يأمل الابتعاد عن الإصابات في الموسم القادم، والتي رأى أنها العائق الوحيد الذي قد يحرمه من المشاركة في الاستحقاقات التي يعشقها، واصفاً بطولة مبادلة بالحدث الذي يرتبط به على الصعيد العاطفي، حيث يكن الكثير من المشاعر الإيجابية للمشجعين له في أبوظبي.
ورغم خسارته المباراة النهائية على اللقب، فإن اليوناني تيستيباس فاز بقلوب المشجعين في أبوظبي، بعد العروض القوية التي قدمها، وأكدت أنه اللاعب الذي ينتظره مستقبل مشرق، حيث يرشحه الكثيرون ليكون أحد عظماء اللعبة في الأعوام القادمة؛ إذ كان أمام نادال على مقربة من حسم اللقب لصالحه، لكن خبرة «الماتادور» الكبيرة التي يضطلع بها ونجح من خلالها في احتواء نزعات منافسه والتفوق عليه.
وقال تيستيباس: «خضت بطولة مبادلة بعد انقطاع عن المواجهات التنافسية. أنا سعيد بما قدمته هنا، كما أنني سعيد بالتشجيع الكبير الذي حظيت به خلال هذه الأيام العظيمة والجميلة».
