16 أغسطس 2011 00:25
أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان أصدرته أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وافق الأسبوع الماضي على خطة لبناء 277 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة أرئيل قُرب نابلس شمالي الضفة الغربية، وهي رابعة كبريات المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية، حيث انها مقامة على مساحة آلاف الدونمات ويقطنها نحو 18 ألف مستوطن.
وقال رئيس بلدية المستوطنة رون نحمان في تصريح صحفي، إن الوحدات السكنية الجديدة ستُبنى في حي يُسمى”نُعمان” وسط المستوطنة أُقيم عام 2001، وتم وقف البناء فيه منذ عام 2004 لاعتبارات سياسية. وأضاف “الآن سمح لنا وزير الدفاع بإكمال الحي. لا توجد لدينا أي شقة فارغة في كل المستوطنة”.
واستنكر المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة خطة توسيع المستوطنة. وقال، في تصريح صحفي في رام الله، “هذا عمل مدان وهو محاولة إسرائيلية لتعطيل وتدمير ما تبقى من أي جهد لإحياء عملية السلام” وأضاف “مرة أُخرى، تشكل هذه الاجراءات الإسرائيلية الاستيطانية سبباً قوياً يدعونا للذهاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لطلب العضوية للدولة الفلسطينية، ومن أجل وقف هذه الاجراءات الإسرائيلية.”
في غضون ذلك، رأى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن خيار طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة لدى افتتاح الدورة السنوية لجمعيتها العامة يوم 20 سبتمبر المقبل، سيعزز فرص استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المجمدة بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية، وتحقيق السلام في أقرب وقت ممكن.
وقال، في مقالة نشرتها له صحيفة “القدس” الفلسطينية، “لم نقرر التوجه إلى الأمم المتحدة كبديل عن المفاوضات. فما زلنا نؤكد أن المفاوضات ستبقى خيارنا الأول للوصول إلى السلام سواء قبل أيلول (سبتمبر) أو بعده”. وأضاف “نحن نعتقد أن نجاحنا في هذا المحفل الدولي سيعزز فرص الدخول في مفاوضات جادة متكافئة الواجبات تضمن الوصول إلى السلام في أقرب وقت”. وتابع “نعني بالمفاوضات الجادة تلك التي تستند إلى مبادئ الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتلتزم بجدول زمني واضح، وتتعهد أطرافها بالامتناع عن كل إجراء قد يلحق الضرر بنتائج المفاوضات مثل الاستيطان والتهويد والترحيل وغير ذلك من سياسات وتدابير”.
وأوضح عباس أنه قرر التوجه إلى الأمم المتحدة بسبب تعثر المفاوضات. وقال “لم نكن لنطلق هذه المبادرة لولا أننا اصطدمنا بحقائق ما عادت خافية على أحد، أولها أن المفاوضات الثنائية قد وصلت إلى طريق مسدود، وثانيها أن الحكومة الإسرائيلية لم تعط مؤشراً واحداً ولم تمنحنا بصيص أمل بأنها مستعدة للعودة إلى المفاوضات الجادة المسؤولة التي من شأنها أن تفضي إلى حل عادل ودائم للنزاع في المنطقة، وثالثها أن القوى الدولية الراعية لعملية السلام باتت عاجزة عن إقناع إسرائيل بتنفيذ ما عليها من التزامات وبالكف عن سياساتها الاستيطانية والتهويدية”.ودعا عباس الدول العربية إلى دعم القيادة الفلسطينية سياسياً ومالياً لمواجهة ضغوط إسرائيل وحلفائها بهدف ثنينها عن التوجه إلى الأمم المتحدة.
وقال “واضح للعيان كم أثارت مبادرتنا من قلق لدى إسرائيل وواضح أيضا حجم ما نتعرض له من ضغوط وتهديدات من إسرائيل وحلفائها بهدف ثنينا عن التوجه إلى الأمم المتحدة. غير أننا عقدنا العزم على المضي في هذا الطريق حتى النهاية، متوكلين على الله ثم على عدالة قضيتنا ثم على أغلبية دول العالم التي أبدت استعدادها للتجاوب مع طلبنا”. وأضاف “مع ذلك، فنحن ندرك أننا ما لم نحظ بالدعم العربي السياسي والمالي لاجتياز هذه المرحلة، فإن تلك الضغوط والتهديدات ستتواصل وستقلل من فرص النجاح”.
وفي سياق مساعيه لحشد الدعم الدولي لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، التقى عباس في سراييفو أمس رئيس وعضوي مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، الكرواتي زيليكو كومسيتيتش والصربي نيبويسا رادمانوفيتش والمسلم باقر عزت بيجوفيتش، ووزير الخارجية البوسني سفين الكالاج. وقال للصحفيين “إنني راضٍ جدا عن الاجتماعين، ونتوقع الحصول على كامل الدعم من السلطات البوسنية كما قالوا لنا ونحن نصدقهم”. والبوسنة والهرسك هي إحدى الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي حالياً.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أرسل مذكرات إلى زعماء نحو 40 دولة وأوفد مسؤولين إسرائيليين إلى البرازيل والمكسيك وأوروجواي وبيرو وجواتيمالا وكوستاريكا وجامايكا ساحل العاج.
ونشرت الصحيفة نسخة من إحدى المذكرات قال نتنياهو فيها “إن الاعتراف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية سيضر بعملية السلام. مع اقتراب انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلب منك معارضة الاعتراف من جانب واحد بإقامة الدولة الفلسطينية، فإن الفلسطينيين باختيارهم التوجه إلى الأمم المتحدة، يحاولون تجنب المفاوضات على أساس تنازلات متبادلة. إن هذا يعتبر خرقاً للاتفاقيات القائمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ويضع علامة استفهام حول إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة هي الطريق الوحيد لحل هذا الصراع”.
المصدر: رام الله، غزة