عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلسة مباحثات مع فخامة ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال الصديقة الذي يقوم بزيارة رسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة تستغرق عدة أيام.
تناولت المباحثات، التي عقدت في قصر الوطن في أبوظبي، العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها في المجالات كافة ومستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، إضافة إلى القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية المباحثات، بفخامة الرئيس السنغالي والوفد المرافق، متمنياً له طيب الإقامة في دولة الإمارات، وأن تتكلل الزيارة بالتوفيق والنجاح بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
ونقل سموه تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» للرئيس ماكي سال، وتمنياته لجمهورية السنغال وشعبها الصديق دوام التقدم والتنمية والاستقرار.
وأشار سموه، خلال المباحثات، إلى اللقاء الذي جمعه بفخامة الرئيس السنغالي العام الماضي. وقال «كان آخر لقاء جمعنا قبل عام تقريبا عندما شرفتنا بحضور بطولة الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية 2019. لقد سعدت بمشاركتكم في هذا الحدث وسعيد بتجدد اللقاء معكم، ونحن حريصون على التواصل والتشاور حول كل ما يهم البلدين الصديقين».
وأكد سموه أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية السنغال قوية ومتينة، وتشهد منذ إقامتها عام 1973 تطورا مهما على المستويات كافة حتى أصبحت دولة الإمارات الشريك التجاري الأول للسنغال على مستوى الدول العربية. كما أن السنغال تعد شريكاً مهماً للإمارات في منطقة غرب أفريقيا.
وأشاد سموه، في هذا السياق، بجهود اللجنة المشتركة الإماراتية-السنغالية في تعزيز العمل الثنائي بين البلدين ودورها المهم الذي تقوم به في هذا الخصوص. ونوه سموه بالتعاون الحيوي بين البلدين في مجال الابتكار والتنمية المستدامة. وأضاف أن «اختيار جمهورية السنغال لتكون مقراً إقليمياً لمركز الابتكار وريادة الأعمال الذي أقامته دولة الإمارات كان تجسيداً واضحاً لهذا التعاون».
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أن دولة الإمارات تسعى، بالتعاون مع المجتمع الدولي، إلى ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتتطلع إلى دور جمهورية السنغال الصديقة المهم في تعزيز الحلول السلمية للأزمات التي تشهدها المنطقة.
وقال سموه، مخاطبا الرئيس السنغالي، إن «دولة الإمارات تثمن دوركم البناء من خلال منظمة التعاون الإسلامي في دعم قضايا الإسلام والمسلمين وجهودكم المخلصة في إظهار الوجه الحضاري لديننا الإسلامي الحنيف البعيد عن التطرف والعنف».
وأوضح سموه أن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً، خلال السنوات الماضية، في تعزيز وتعميق علاقاتها مع القارة الأفريقية على أسس قوية من الاحترام المتبادل والثقة والمصالح المشتركة والعمل من أجل التنمية والسلام والاستقرار لشعوب القارة، مشيراً إلى أن هذا يزيد من تعميق العلاقات الإماراتية-السنغالية، خاصة أن السنغال لها دور مهم وحضور مؤثر في أفريقيا.
وأعرب سموه عن تمنيات دولة الإمارات بنجاح القمة الثالثة والثلاثين للاتحاد الأفريقي التي تعقد في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بعد أيام.
من جانبه، أعرب الرئيس السنغالي عن شكره للدعوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به والوفد المرافق. وعبر عن تحياته لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وتمنياته لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار.
وأكد العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، معرباً عن شكره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمه لهذه العلاقات.
وعبر فخامته عن شكره للدعم الذي تقدمه دولة الإمارات إلى بلده من خلال صندوق خليفة لتطوير المشاريع، مشيراً إلى أن المشاريع المقدمة يستفيد منها الشباب والنساء خاصة «مشروع محمد بن زايد للابتكار وريادة الأعمال».
وأشار فخامة الرئيس ماكي سال إلى تعاون دولة الإمارات مع السنغال في التصدي للإرهاب والعنف والجماعات التي تحصد الأبرياء في أجزاء من أفريقيا وإسهاماتها في دعم «مركز داكار للأمن والسلم».
وقال فخامته إن السنغال تتشارك مع دولة الإمارات تأكيدهما سماحة الإسلام ورحمته ووسطيته واعتداله. وأضاف أن السنغال بلد مفتوح للشركات الإماراتية للاستثمار، مؤكداً دعمه العلاقات بين البلدين وتطويرها.
ودون فخامته كلمة في سجل كبار الزوار في قصر الوطن أعرب خلالها «عن بالغ سعادته بزيارة دولة الإمارات وحرصه على تعزيز علاقات بلاده وتعاونها مع الدولة وتطلعه إلى دفع آليات التعاون المشترك بينهما في المجالات كافة».
وقد أقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مأدبة غداء تكريما لرئيس السنغال والوفد المرافق.
حضر المباحثات والمأدبة، من جانب الدولة: سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي أحمد جمعة الزعابي وزير شؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ومعالي المهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي وسعادة الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي نائب رئيس أركان القوات المسلحة وسعادة محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وسعادة سلطان علي الحربي سفير الدولة المعين لدى السنغال، وسعادة حسين جاسم النويس رئيس مجلس إدارة صندوق خليفة لتطوير المشاريع وسعادة محمد عتيق الفلاحي أمين عام هيئة الهلال الأحمر.
وحضرهما من الجانب السنغالي الوفد المرافق للرئيس ماكي سال ويضم: معالي أمادو باه وزير الخارجية والسنغاليين في الخارج ومعالي آمد وات وزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون ومعالي سيدو غي وزير مستشار مسؤول عن الاتصالات، ومعالي عمر ديمب باه وزير مستشار دبلوماسي لرئيس الجمهورية، وإبراهيم صال مستشار خاص لرئيس الجمهورية، ومالك سيك مستشار خاص لرئيس الجمهورية، وسعادة إبراهيم صوري سيلا سفير جمهورية السنغال لدى الدولة، وسعادة كيموكو دياكيت مدير عام الشؤون القانونية في وزارة الخارجية، ومصطفى ديوب مدير شؤون آسيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية.