السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الدينية تغيب عن شاشة رمضان لأسباب إنتاجية والمشاهد يفتقدها

الدراما الدينية تغيب عن شاشة رمضان لأسباب إنتاجية والمشاهد يفتقدها
15 أغسطس 2011 23:31
بعيداً عن الجدل الذي أثير حول مسلسل «الحسن والحسين»، نتيجة اعتراض بعض الجهات الدينية على عرضه خلال شهر رمضان الجاري، والتفاف بعض القنوات حول الأمر بحصولها على فتاوى تجيز عرضه من عدة جهات دينية من دول عربية مختلفة، فإن الدراما الدينية قد اختفت عن شاشة رمضان هذا العام. خلال السنوات الماضية، احتلت الدراما الدينية مساحة كبيرة على شاشة رمضان، ولاقت استحسان الجمهور، خاصة وأنها تفوقت على نفسها في الإنتاج والإخراج وأداء الممثلين الراقي لها، لدرجة أن هذا النوع من الدراما كان سبباً في نجومية العديد من الفنانين.. مثلما حدث مع مسلسلات “الحجاج” الذي حقق نجاحاً غير مسبوق وقت عرضه، وكذلك مسلسل الشيخ المراغي بطولة الفنان حسن يوسف، ومسلسل حسن البصري، بطولة عزت العلايلي، ومسلسل “ذو النون المصري، بطولة ممدوح عبد العليم، وغيرها.. بالحديث عن الشيخ محمد مصطفى المراغي فقد كان أصغر من تولى مشيخة الأزهر عبر تاريخه، إلا انه كان من أكثر مشايخه علماً وفضلاً، حيث كان إصلاح مؤسسة الأزهر على رأس أولوياته، ويرجع اليه جميع الفضل، بعد الله سبحانه، في نقل الأزهر من الموت الى الحياة من خلال أربع وسائل هي مذكرته الخالدة في الإصلاح, وفتح باب الاجتهاد في الفقه ونقل الدين من التقليد الى الاجتهاد، وتهيئة الجو لعالمية القرآن من خلال حث الطلاب على دراسة اللغات الأجنبية ليكونوا أكثر قدرة على نشر الإسلام والثقافة الإسلامية لغير المسلمين في كل أنحاء العالم، وفتح باب الأمل أمام الأزهريين. سيرة ذاتية وحتى لا تمر هذه الشخصية مرور الكرام، خصوصاً لأبناء الجيل الحالي اختارها المؤلف الدكتور بهاء الدين إبراهيم لتقديمها في مسلسل تلفزيوني عرض في رمضان 2006، ولعب بطولته حسن يوسف وعمر الحريري ورشوان توفيق وسميرة عبد العزيز ومحمد الدفراوي ومنى عبدالغني ونهال عنبر وخليل مرسي ورانيا يوسف وابراهيم خان وأخرجه الراحل وفيق وجدي. وتناولت أحداثه السيرة الذاتية للإمام المراغي منذ مولده في قرية المراغة في محافظة سوهاج في صعيد مصر عام 1881. إخراج بصورة جيدة وقال حسن يوسف إنه يعتز كثيراً بالمسلسل وبشخصية الشيخ المراغي الذي لم يكن يعرف عنه الكثير قبل الشروع في تنفيذه، ولكنه قرأ عنه بما في ذلك مؤلفاته في التفسير والفقه واللغة ومنها كتابه “الأولياء والمحجورون” وهو بحث فقهي تناول فيه الحجر على السفهاء، وبحث “في وجوب ترجمة القرآن الكريم” ودروس دينية نشرت بمجلة “الأزهر” ضمت الدروس التي ألقاها الشيخ في المساجد الكبرى في القاهرة والإسكندرية. وأدرك أن غايته في الحياة كانت تتلخص في التعبير عن همّ الأمة، لا همّ المنصب، إضافة إلى دوره في تحويل الأزهر الى جامعة للعلوم وحرصه على ترجمة القرآن الكريم الى الإنجليزية والفرنسية في الوقت الذي كانت فيه هذه الترجمة شيئاً خارجاً عن تقاليد الإسلام من وجهة نظر بعض العلماء. وأكد حسن يوسف أن مخرج العمل الراحل وفيق وجدي الذي قدم قبل “الامام المراغي” عدداً من المسلسلات الدينية منها “الوعد الحق” و”سيف اليقين” و”عمرو بن العاص” كان له بالغ الأثر في ظهور العمل بصورة جيدة، لامتلاكه أدواته الإخراجية إضافة الى خلفيته الدينية. «الحسن البصري» كما كان للدراما التلفزيونية شرف إلقاء الضوء على حياة الامام الحسن البصري الذي سئل يوماً عن سبب زهده فقال “علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي، وعلمت أن الله مطلع عليّ فاستحييتُ أن يراني على معصية، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي”. قدم المسلسل الذي حمل عنوان “الحسن البصري” في شهر رمضان 2001 وقام ببطولته عزت العلايلي وأحمد بدير وتيسير فهمي ومحمود الجندي ورشوان توفيق ومديحة حمدي ومنال سلامة ولقاء سويدان وريهام عبد الحكيم وتأليف عايد الرباط واخراج أحمد توفيق. وتناول العمل قصة حياة الامام منذ مولده في المدينة عام واحد وعشرين من الهجرة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ونشأته في بيت أم المؤمنين أم سلمة، زوج النبي رضي الله عنها، حيث كانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة تتركه عندها وتذهب لقضاء حوائجها، فكان الحسن إذا بكى ألقمته أم المؤمنين ثديها، فيدر عليه لبنـاً بأمر الله، على الرغم من كبر سنها فضلاً عن أنه لم يكن لها ولد وقتها. شخصيته وجرأته ويقول عزت العلايلي إن أهم ما توقف عنده في شخصية الإمام الحسن البصري ـ الذي جسد دوره في أحداث العمل ـ بعيداً عن علمه وزهده، أنه لم يكن يعبأ بحاكم ظالم، ولا أمير غاشم ولا ذي سلطة متكبر، ومن ذلك أن الحجاج كان قد بنى لنفسه قصراً في “واسط” فلما فرغ منه نادى في الناس أن يخرجوا للفرجة عليه وللدعاء له، فخرج الحسن . وقال: ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه، وأن أهل الأرض غرّوه، ولما حذره أحد السامعين من بطش الحجاج رد عليه الحسن قائـلاً: لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليبيننه للناس ولا يكتمونه، وكتب إلى عمر بن عبد العزيز لما ولي كتابـاً جاء فيه: إن الدنيا دار مخيـفة، إنما أهبط آدم من الجنة إليها عقوبة، واعلم أن صرعتها ليست كالصرعة من أكرمها يهن، ولها في كل حين قتيل، فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوي جرحه يصبر على شدة الدواء خيفة طول البلاء. «ذو النون المصري» إمام العارفين ثوبان بن ابراهيم الأخميمي الشهير بذي النون المصري، الفقيه الحكيم الفيلسوف الزاهد والعقل المستنير الذي دعا للثورة على جمود العقل والتزمت ونادى بحرية النظر والتأمل، قد تم تقديمه في مسلسل تلفزيوني في شهر رمضان 2001، ولعب بطولته ممدوح عبد العليم وسميحة أيوب وعبدالرحمن أبوزهرة وشيرين وحنان شوقي وأحمد راتب ومديحة حمدي ونشوى مصطفى وعزيزة راشد وسلوى عثمان وخليل مرسي وأحمد عبد الحليم وسمير حسني ومحمود العراقي وتأليف عبد السلام أمين وإخراج هاني لاشين. وجاءت أحداث المسلسل في 35 حلقة، وألقت الضوء على جوانب العبقرية المتعددة في هذا الرجل منذ مولده في أواخر أيام الخليفة المنصور في مدينة اخميم بصعيد مصر حيث مقر أخناتون والمعابد الفرعونية، وهو المؤسس الحقيقي لعلم التصوف إلى جانب تميزه في الكيمياء والطب والفلك وعلم الكلام، كما روي عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وابن لهيعة، والفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وتوفي عام 246 من الهجرة عن عمر يناهز 90 عاماً.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©