أشرف جمعة (أبوظبي)
نشأتها في بيت يزخر بالمفردات التراثية ويدخر الفن لتجسيد ما درج عليه الآباء والأجداد، جعل حليمة عوض محفوظ تتجه لفنون عدة، فقد برعت في تفصيل الملابس التراثية والحديثة المتداولة في البيئة التراثية، ومع مرور الأيام شكلت بأناملها لوحات تعبر عن البيئة القديمة، فحاكت الصحراء، واستلهمت من الهجن موضوعاتها التراثية، وهو ما جعلها تتوافر لعالم الرسم بروح وثابة تحلق في فضاء الموروث، ودفعها شغفها للتفاعل مع بعض الحرف التراثية مثل العمل على الكاجوجة وآلة السدو وتجريب الغزل، ومن ثم عمل مجسمات تراثية تعرضها في المهرجانات التراثية، إذ التحقت للعمل بنادي تراث الإمارات في عام 2010، لتصبح مدربة وخبيرة فنية في مركز أبوظبي النسائي، فتخرج كثير من الفتيات على يديها من خلال دورات تدريبية في الخياطة والكثير من الحرف والفنون.
خياطة الملابس
تقول حليمة عوض: «بدأت في سن صغيرة أساعد والدتي في خياطة الملابس، حتى اكتسبت فنياتها في فترة قصيرة، وفي هذه المرحلة بدأت أتعامل مع هذه المهنة بحرفية، وهو ما جعلني أتوجه لفنون أخرى مستوحاة من الموروث الشعبي، خصوصاً أن بيتنا كان يزخر بمنتجات الخوص والخزف والعديد من الأشكال التراثية».
وتشير إلى أنها انجذبت للرسم، خصوصاً أنها في أوقات الفراغ كانت تجد أصابعها «تخربش» على الأوراق، فتشكل مفردات البيئة التراثية القديمة وتصور الطبيعة بمهارة فائقة، ما جعلها تحتفظ ببعض اللوحات التي شكلت معالم رحلتها مع عالم الرسم الذي تمكنت منه، فأثمر عن رسوم تحاكي النخيل والصقور والصحراء والجمل والخيام ومباهج الحياة في الماضي، حيث استلهام بعض موضوعات التراث في أشكال فنية معبرة.
نقش الحناء
وتذكر أنها أجادت فن نقش الحناء الذي تمارسه في المهرجانات التراثية، حيث برعت في رسم أشكال مستوحاة من الفن الإسلامي بدوائره وخطوطه ونقوشه، التي تمثل ذروة الفن، ومن ثم الغوص في تفاصيل الأشكال الإسلامية العتيدة، لافتة إلى أنها تستمتع بهذا اللون من فن النقش، كما أنها نقشت أعلاماً وطنية على أيدي الصغار، موضحة أنها جربت الكثير من الحرف التراثية مثل العمل على الكاجوجة والسدو والغزل وصناعة الخوص، وأنها سعيدة كون أن قدمت عشرين دورة تدريبية وتخرج على يديها العديد من الفتيات.
مجسمات تراثية
وقالت إنها من خلال مشاركاتها في الفعاليات التراثية والمهرجانات المعنية بإبراز الموروث الشعبي، عملت على تشكيل العديد من المجسمات التي استوحت أفكارها من مضامين تراثية، ومن ضمنها صناعة مجسم لبوابة تراثية تكونت من إطار خشبي الكثير من «الفنر» للإضاءة وزينتها بأشكال تراثية، فضلاً عن مجسمات أخرى ترمز إلى أعمال وطنية شهيرة، مؤكدة أن هذه المجسمات تمتزج بروح القديم وجماليات الفن المعاصر، وتبين أنها تتمنى أن تحقق أمنيتها المستقبلية بإنشاء مركز لتعليم الفنون التراثية والفنون الأخرى بشكل عام، وأنه تسعى إلى تحقيق هذا الحلم الذي من شأنه أن يساعد الفتيات والنساء والراغبات في اكتساب مهارات خاصة.