26 فبراير 2009 02:43
تقوم هيئة الكهرباء والمياه بالشارقة حالياً بدراسات وأبحاث لبحث وإيجاد مصادر مياه أخرى بديلة لتشغيل محطة التحلية في خورفكان التي توقف العمل بها أكثر من 3 مرات بسبب ظاهرة المد الأحمر، في حين دلت عينات المياه البحرية التي أخذت من السواحل الشرقية على عدم نقاوة المياه بسبب تجدد الظاهرة·
وعلى الرغم من الجهود المبذولة للقضاء على المد الأحمر إلا انه لا زال يشكل خطرا جسيما على الثروة السمكية في الدولة وإن كانت ظاهرة نفوق الأسماك اختفت، في حين يشكو سكان كلباء من انتشار الروائح الكريهة الناجمة عن نفوق الأسماك سابقاً·
عينات مياه غير نقية
ولفت المهندس أحمد الملا نائب مدير الإدارة العامة للمنطقة الشرقية للشؤون الفنية إلى أن القسم الفني يقوم بأخذ عينات من مياه البحر بشكل دوري لقياس نسبة نقاوة المياه، موضحاً أنه من خلال العينات الأخيرة التي أخذت في الساعة العاشرة صباح أمس تبين أن نسبة النقاوة قليلة·
وقال إن هيئة الكهرباء والمياه بالشارقة تقوم حاليا بدراسات وأبحاث لبحث وإيجاد مصادر مياه أخرى بديلة لتشغيل محطة التحلية في خورفكان لأن المحطة معتمدة على مياه البحر، وبسبب ظاهرة المد الأحمر المتكررة على سواحل المناطق الشرقية تم تعطيل عمل المحطة أكثر من 3 مرات، موضحا أن تلك الدراسات والمشاريع تحتاج إلى وقت طويل يتعدى السنة لتنفيذها·
بحث أسباب المد الأحمر
من جانبها قامت بلدية الفجيرة الأسبوع الحالي بعقد اجتماع تنسيقي مع وزارة البيئة والمياه برئاسة المهندس محمد سيف الافخم مدير البلدية وحضور الخبير الأميركي الدكتور دونالد اندرسون من معهد ودزهول لعلوم البحار وعدد من المهندسين في وزارة البيئة والمياه وأقسام حماية البيئة وتنميتها، وذلك لمناقشة الأسباب المؤدية إلى تكاثر أنواع معينة من الطحالب والتي تستغل ارتفاع نسبة المغذيات في المياه ودرجات الحرارة المناسبة لتقوم عن طريق عملية التركيب الضوئي بسحب الأوكسجين من المياه، وتحويل المغذيات الموجودة فيه إلى غذاء يضمن استمرارها وتكاثرها لتصل تركيزها إلى نسب مرتفعة ولأكثر من مليون خلية في اللتر الواحد مؤدية إلى نفوق الأسماك القاعية·
وأشار الأفخم إلى أن بلدية الفجيرة قامت منذ بداية الظاهرة بتشكيل فريق عمل من المختصين من قسم حماية البيئة وتنميتها وجامعة الأمم المتحدة والصندوق العالمي لصون الطبيعة لوضع آلية لمراقبة الظاهرة وتطوراتها وأخذ عينات بشكل دائم ومنتظم وتسجيل جميع المتغيرات في نوعية المياه والكائنات الحية، كما تم تشكيل فريق من الغواصين لتوثيق جميع هذه المتغيرات عن طريق التصوير وتسجيل التغيرات في البيئة البحرية·
كما قامت البلدية ايضا بتركيب أربع محطات لمراقبة نمو المرجان وقياس مدى تعفنه من آثار إعصار جونو، حيث إن المرجان هو المتضرر من المد الأحمر بسبب نموه البطيء لأن كثافة الطحالب أدت إلى حجب أشعة الشمس لمدة طويلة·
استياء من الروائح
وفي هذا الإطار، أكد أحمد جمعة الهورة مدير بلدية كلباء وجود المد الأحمر على امتداد 14 كيلو متراً من شاطئ مدينة كلباء، لكن بشكل قليل ولون فاتح يتركز داخل مياه البحر، مضيفاً ''ليست لدينا الإمكانيات والصلاحيات لتنظيف مياه البحر من الداخل''·
ولفت إلى أن سكان المنطقة مستاؤون من الروائح الكريهة التي جلبها المد الأحمر منذ بداية ظهوره قبل أكثر من خمسة أشهر حيث تسبب حينها في نفوق أطنان كثيرة من الأسماك على امتداد سواحل المناطق الشرقية الساحلية، لكنه أوضح ''لم نتلق أية شكاوى من الصيادين حيث إن عملية الصيد تمارس بصورة طبيعية ولا وجود لأسماك نافقة حالياً، والبلدية تقوم بمراقبة منافذ بيع الأسماك''، ومؤكداً صلاحية الأسماك·
انخفاض كميات صيد الأسماك في دبا
من ناحيته، قال عبدالله سالم عضو جمعية الإمارات للغوص بمنطقة دبا، إن المد الأحمر عاد عن انحساره لفترة قليلة جداً على بعد 3 إلى 4 أميال بحرية من شواطئ دبا وفق ما أكده عدد من الصيادين في المنطقة، مشيرا إلى قلة كميات الأسماك المتوفرة عن السابق بنسبة 15% تقريباً·
وأوضح أن هناك أنواعاً من الأسماك أصبحت قليلة وشبه نادرة وهي البياح والعومة والنيسر والصيما وذلك بسبب تمركزها في المياه القريبة من الشاطئ على بعد نصف ميل بحري، موضحاً أن الجهات المسؤولة تقوم بدورها من خلال الجولات الاستكشافية للإطلاع على تطورات المد الأمر الذي أدى إلى خوف الصيادين نتيجة تمركز المد لفترة طويلة بالرغم من إنها ظاهرة طبيعية تحدث سنويا على طول امتداد الساحل الشرقي ابتداءً من دبا الفجيرة ودبا الحصن مروراً برول ضدنا والبديا وشواطئ خورفكان ومدينة كلباء·
وقال إن الوزارة قامت بالتنسيق مع بلدية الفجيرة ودبا الحصن وحرس الحدود والسواحل بتشكيل لجنة لمراقبة ومتابعة تطورات المد الأحمر ومنع الصيد على بعد نص ميل بحري ورفع القراقير من المياه على بعد 8 أميال بحرية، وكذلك تنظيف الشواطئ من الأسماك النافقة ومراقبة منافذ بيع الأسماك·
المصدر: الفجيرة