عيد الشكر الأميركي.. فوائد وعوائد اقتصادية

شريف عادل (واشنطن)

أخبار ذات صلة

أضرار واسعة خلفتها عاصفة عاتية اجتاحت الولايات المتحدة

الدولار يهبط إلى أدنى مستوى في أسبوع

يستعد الشعب الأميركي هذا الأسبوع لواحدة من أهم مناسبات العام في الولايات المتحدة، وهي عيد الشكر، الذي يحل كل عام في الخميس الرابع من شهر نوفمبر، فيسافر أفراد العائلة المنتشرون في الولايات إلى أهلهم للتجمع على مائدة عشاء، يشكرون حولها أنعم الله عليهم، قبل أن ينقضوا على الديك الرومي لالتهامه.
ويتسابق الأميركيون خلال عيد الشكر على منح الفقراء الطعام أو المال اللازم لشرائه، حيث يتواجد في كل مدينة أو حي في الولايات الأميركية المختلفة بعض المتطوعين لجمع الأطعمة المعلبة وغير القابلة للتلف لتوزيعها على الآلاف من الفقراء، كما يتولى العديد من الشركات الأميركية رعاية توزيعات خيرية مماثلة من الأغذية الأساسية وعشاء العيد.
لكن البعد الاقتصادي لعيد الشكر لا يتوقف عند حملات التبرع للفقراء، حيث تشير التوقعات إلى أن عيد الشكر هذا العام، والذي سيكون اليوم الخميس، الثاني والعشرين من نوفمبر، سيكون سعيداً على الأميركيين، لعدة أسباب، أهمها انخفاض أسعار البنزين، التي انخفضت في المتوسط خلال الشهر الأخير حوالي 30 سنتاً.
ويتوقع اتحاد السيارات الأميركي أن يقطع حوالي 54.3 مليون شخص مسافة لا تقل عن 50 ميلاً من بيوتهم لقضاء العطلة، بنسبة زيادة 8% مقارنة بالعام الماضي، ويعتبر هذا العدد من المسافرين هو الأكبر في تاريخ أيام عيد الشكر في الولايات المتحدة منذ عام 2005، وقد أرجع المحللون السبب في ارتفاع عدد المسافرين هذا العام إلى الانتعاش الاقتصادي الذي أحدثه ترامب باعفاءاته الضريبية التي أقرها بداية العام الحالي، إضافة إلى زيادة الإنفاق الحكومي التي اتفق عليها الحزبان لمنع إغلاق الحكومة. والانتعاش الاقتصادي ظهرت أعراضه هذا العام في تحقيق الشركات الأميركية أرباحاً قياسية، وانخفاض معدلات البطالة لأدنى مستوياتها فيما يقرب من نصف قرن، مع ارتفاع متوسطات أجور العاملين للمرة الأولى في سنوات طويلة.
ومع الانتعاش الاقتصادي، تزداد نسبة المسافرين جواً، حيث تتوقع مؤسسة A4A، أو مؤسسة خطوط الطيران لأميركا، التي تعد بمثابة اتحاد شركات الطيران الكبرى في الولايات المتحدة، أن يصل عدد المسافرين على الخطوط الأميركية الداخلية خلال فترة الاثني عشر يوماً التي بدأت مع بداية الأسبوع الحالي إلى ملايين المسافرين، منهم حوالي 2.85 مليون مسافر يوم عيد الشكر نفسه. كما توقعت المؤسسة أن يكون أكثر الأيام ازدحاماً بالمسافرين ضمن تلك الإجازة هو يوم الأحد الخامس والعشرين من نوفمبر الحالي، حيث يعود حوالي 3.06 مليون مسافر إلى بيوتهم، استعداداً لاستئناف العمل في اليوم التالي. ويبلغ متوسط عدد المسافرين على الخطوط الأميركية طوال العام حوالي 2.3 مليون مسافر يومياً، وستضيف شركات الطيران الأميركية حوالي 158 ألف مقعد إضافي في كل يوم من أيام العطلة لمقابلة.
وفي عام 2017، كان يوم الأحد الذي أعقب خميس عيد الشكر هو ثاني أزحم أيام العام من حيث عدد المسافرين بالطائرات، بعد إجازة يوم الرابع من يوليو.
وفي آخر إحصاء سنوي قام به الاتحاد الأميركي للمَزارع قبل أيام، شمل المكونات المعتادة لعشاء عيد الشكر لعشرة أفراد، كانت التكلفة المتوسطة حوالي 48.90 دولار أميركي، أو أقل من خمسة دولارات للفرد. وتعتبر تكلفة العشاء في العام الحالي أقل من مثيلتها للعام الماضي بحوالي 22 سنتاً، في استمرار لمسلسل الانخفاض الذي تشهده تكلفة عشاء ذلك اليوم في السنوات الثلاث الأخيرة، حتى وصلت هذا العام إلى أقل مستوى لها منذ عام 2010. وتحدث الاتحاد عن أهم أسباب انخفاض التكلفة هذا العام، وهو ما أرجعه لانخفاض سعر الرطل (الباوند) من الديك الرومي بحوالي 1.36 دولار، بعد زيادة المعروض في الفترة الأخيرة.
وتشهد فترة عيد الشكر، وتحديداً في يومي الخميس (عيد الشكر) والجمعة (الأسود)، تخفيضات كبيرة في المحلات وللشراء عبر الانترنت. لكن بعض المستهلكين يستاؤون عادة من عدم إعطاء العمال عطلة في تلك المناسبة، الأمر الذي يدفعهم أحياناً للانصراف عن الشراء في تلك الأيام. ويتوقع الاتحاد الوطني للتجزئة أن تزيد المبيعات خلال نوفمبر الحالي، باستثناء السيارات والبنزين والمطاعم، بنسبة تتراوح بين 4.3% - 4.8%، مقارنة بالعام الماضي، رغم أن السنوات الخمس الأخيرة سجلت معدل زيادة سنوياً بنسبة 3.9% في المتوسط.