هالة الخياط (أبوظبي)
شهدت محمية الوثبة للأراضي الرطبة ميلاد رقم قياسي من صغار طيور الفلامنجو (الفنتير) خلال موسم التكاثر الذي امتد لمدة شهرين ونصف، في الفترة من منتصف أبريل حتى الأسبوع الأول من يوليو، حيث بلغ عدد الأفراخ التي اكتمل نمو ريشها في المحمية 714 فرخا لتكون بذلك محمية الوثبة الموقع الوحيد في الدولة الذي تتكاثر فيه طيور الفلامنجو بصورة منتظمة.
وأوضح الدكتور سالم جافيد، مدير إدارة التنوع البيولوجي البري بالإنابة في الهيئة، أنه بتسجيل هذا العدد خلال موسم التكاثر للعام الحالي، فقد وصل عدد طيور الفلامنجو في محمية الوثبة للأراضي الرطبة لـ 5500 طائر، وذلك نتيجة لجهود الهيئة المتواصلة لتحسين حالة الموائل في المحمية وإدارتها بشكل فعال، حيث عزز هذا الاكتشاف من مكانة محمية الوثبة كأحد المواقع الرئيسة المهمة لتكاثر الطيور.
وبين جافيد أن المساحات المحيطة بمحمية الوثبة قد تغيرت بدرجة كبيرة خلال العقد الماضي، حيث تحرص هيئة البيئة على تخصيص الموارد اللازمة لضمان حماية المحمية على نحو سليم. وتعتبر حماية مثل هذه المناطق أمراً بالغ الأهمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي.
يذكر أن أول عملية تكاثر ناجحة لطيور الفلامنجو في محمية الوثبة للأراضي الرطبة قد سجلت في عام 1998، وبعد هذا النجاح، تم إعلان المحمية، التي تبعد نحو 45 دقيقة بالسيارة عن مدينة أبوظبي، محمية طبيعية بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتوفر المحمية ملجأ آمناً لكثير من الأنواع الأخرى من الزواحف والثدييات الصغيرة والحشرات.
وقال جافيد لـ«الاتحاد» إنه خلال فصل الشتاء من كل عام تعج محمية الوثبة للأراضي الرطبة بتوافد أسراب الطيور المهاجرة.
وتعتبر المحمية مصدراً للتغذية، كما أنها ملاذ آمن لعدد كبير من الطيور التي تقضي الشهور القادمة في المحمية.
وتضم هذه المجموعات طيوراً متنوعة الحجم والوزن من الصغيرة مثل الدريجة الصغيرة، التي يتراوح وزنها من 20-25 جم إلى الطيور الكبيرة مثل الفنتير الكبير (الفلامنجو)، الذي يتراوح وزنه ما بين 1500 -2500 جم.
وترصد هيئة البيئة - أبوظبي بشكل مستمر العناصر الأساسية للحياة البرية في المحمية كما أنها تدير برنامجاً ناجحاً لتعقب طيور الفلامنجو بواسطة الأقمار الصناعية.
ومن خلال رصد وتتبع هذا النوع، استطاعت الهيئة أن تجمع بيانات قيمة عن تحركات وأعداد طيور الفلامنجو التي تزور شواطئ الإمارة فضلا عن مسار هجرتها.
كما تقوم بشكل دوري برصد نوعية المياه وروبيان الملح (الأرتيميا)، وهو الغذاء الأساسي والوحيد القابل للعيش والتكاثر في مياه البحيرة لطيور الفلامنجو، للمساهمة في ضمان توفير بيئة مناسبة لطيور الفلامنجو لتتكاثر على مدار العام.
ويمتد نطاق انتشار طائر الفلامنجو من غرب حوض البحر الأبيض المتوسط إلى سريلانكا في الشمال، وحتى جنوب أفريقيا في الجنوب.
ويزور هذا الطائر الإمارات بشكل منتظم، ويمكن رؤيته طوال العام في بحيرات المياه العذبة والمالحة للأراضي الرطبة، حتى أنه يتواجد بالقرب من الأماكن السكنية والعامة مثل الطرق السريعة والضواحي والمناطق الصناعية والأحواض الملحية، وبرك الصرف الصحي.
وتهاجر مئات الآلاف من الطيور عبر دولة الإمارات العربية المتحدة أثناء مواسم الهجرة السنوية في فصلي الخريف والربيع، يمر بعضها بالدولة في طريقه إلى مواطن الهجرة الجنوبية، وبعضها يتوقف لقضاء فترة الشتاء، والكثير منها يتواجد في محمية الوثبة خلال فترة الهجرة.