كلف الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الخميس، حسان دياب بتشكيل الحومة الجديدة.
بذلك، يدخل دياب، الذي لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، نادي رؤساء الحكومة.
خاض دياب (60 عاماً) غمار السياسة للمرة الأولى في عام 2011 وزيراً للتربية بعد الإطاحة بحكومة سعد الحريري آنذاك، في خضم أزمة سياسية حادة. والمفارقة أنه يعود اليوم لترؤس حكومة غداة إعلان الحريري عزوفه عن ترؤس الحكومة مجدداً.
ويأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكومبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهرين ضد السلطة السياسية.
وتزيد تسميته، جملة التحديات التي تنتظره على أكثر من مستوى.
وليس لدياب، وهو شخصية مستقلة، إطلالات إعلامية أو تصريحات سياسية في وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة.
ومنذ بدء التظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها مدن عدة من الشمال حتى الجنوب مروراً بالعاصمة بيروت، تكاد مواقفه العلنية تقتصر على تغريدة واحدة، نشرها في 20 أكتوبر الماضي. وكتب حينها "في مشهد تاريخي مهيب، انبرى الشعب اللبناني موحداً للدفاع عن حقه في حياة حرة كريمة من بيئة وصحة وتعليم وعمل شريف. له تنحني الهامات وترفع الدعوات بغد أفضل ينعم المواطنون فيه بكامل حقوقهم".
ويتحدر دياب ذو القامة الطويلة من مدينة بيروت وهو أب لثلاثة أولاد. وله خبرة أكاديمية طويلة، منذ التحاقه بالجامعة الأميركية في بيروت في العام 1985، مدرساً وباحثاً وصولاً إلى توليه مسؤوليات إدارية آخرها نائب رئيس الجامعة، بخلاف تجربته السياسية التي خاضها على وقع انقسام سياسي كبير بين العامين 2011 و2014.
اقرأ أيضا... الرئيس اللبناني يكلف حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة
تقول سمر حمدان، وهي جارة دياب منذ 15 عاماً، إنه "شخص صالح للغاية. لم نر منه إلا كل الخير".
وأضافت "إنه أكاديمي رفيع، ووفر أفضل تربية لأبنائه، وحافظ على تواضعه عندما أصبح وزيراً"، معربة عن أملها في أن يكون تكليفه "خيراً" على البلاد.
في موقع إلكتروني يحمل اسمه ويتضمن تفاصيل عن سيرته الذاتية ورؤيته، يصف دياب نفسه ب"أحد الوزراء التكنوقراط النادرين منذ استقلال لبنان".
وكتب في الموقع "أنا متأكد من أن الحل لغالبية تحدياتنا، الاقتصادية والاجتماعية والمالية وحتى السياسية والبطالة، تكمن في التعليم بكافة أشكاله".
وتولى دياب مقعده الوزاري في حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي. وخلفت هذه الحكومة حكومة ترأسها الحريري وأسقطت مطلع العام 2011 بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في العام 2005 وتمويلها.
مع التدهور الاقتصادي المتسارع، فإن مهمة دياب في تشكيل حكومة ترضي الشارع لن تكون سهلة على الإطلاق، خصوصاً مع اشتراط المجتمع الدولي تقديم أي دعم مالي للبنان بتشكيل حكومة اصلاحية.
ولم يتضح، على الفور، موقف الشارع بعد من تسمية دياب.
ودياب، الحائز على بكالوريوس (مع مرتبة شرف) في هندسة الاتصالات ودكتوراه في هندسة الكومبيوتر من بريطانيا، حيث تلقى علومه الجامعية، أستاذ محاضر في كلية "مارون سمعان" للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية.
كما تولّى منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة في جامعة "ظفار" في سلطنة عمان والرئيس المؤسس بين العامين 2004 و2006.
وفي سجله، أكثر من 150 منشوراً في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية، وفق سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.