الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 39 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بداية ونهاية».. يطلق مشوار سناء جميل

«بداية ونهاية».. يطلق مشوار سناء جميل
20 ديسمبر 2019 00:06

سعيد ياسين (القاهرة)

سناء جميل موهبة نادرة، تميزت بروح التحدي والجرأة والاعتماد على النفس، حيث لم تلتق بأي من أهلها منذ كان عمرها تسعة أعوام، وكانت الوحدة بمثابة دافع قوي لها لتحقيق طموحها الفني. ولدت سناء في 27 أبريل 1930 في محافظة المنيا في صعيد مصر، وانتقلت مع أسرتها قبل الحرب العالمية الثانية للقاهرة، وألحقها والدها وهي في التاسعة بمدرسة «الميردي دييه»، وهي مدرسة داخلية، أي تقيم بها إقامة كاملة ودائمة، وسدد لها المصروفات حتى وصولها للمرحلة الثانوية، ثم اختفى والدها ووالدتها، ولم ترهما طوال حياتها.
سأل عنها صديق لوالدها واصطحبها إلى منزله للإقامة فيه، ولكنه طردها عقب اكتشافه رغبتها في العمل بالفن، فطرقت أبواب الفن ووقف إلى جانبها زكي طليمات وساعدها في إتقان اللغة العربية، ثم الالتحاق بمعهد التمثيل، وعينها في المسرح القومي بأجر 6 جنيهات شهرياً.
وفّر الفنان سعيد أبوبكر مسكناً لسناء في بيت للموظفات والطالبات المغتربات، وكانت تقوم بحياكة الملابس والمفارش لتستطيع مواجهة الحياة ولتنفق على نفسها، وعملت عقب تخرجها من معهد التمثيل في الفرقة القومية، ولعبت الصدفة دوراً كبيراً في مشوارها الفني.
وفي ظل انشغالها بالعمل في المسرح، كان المخرج صلاح أبو سيف يحضّر لفيلم «بداية ونهاية» لفريد شوقي وعمر الشريف، وعرض دور «نفيسة» في الفيلم على فاتن حمامة، ولكنها رفضته، فرشح سناء عقب مشاهدته لها في إحدى المسرحيات. وكان دورها في الفيلم بداية فعلية لها، ومثّل نقطة فارقة في مشوارها السينمائي الذي بدأته بأدوار صغيرة وتقليدية على مدار تسعة أعوام في عدد من الأفلام.
شاركت بعده في «فجر يوم جديد»، وهو الفيلم الوحيد الذي تعاونت فيه مع يوسف شاهين، و«المستحيل» مع حسين كمال، وقدمت شخصية «سمية» أول شهيدة في الإسلام في فيلم «الرسالة» لمصطفى العقاد.
وأسند إليها صلاح أبو سيف مجدداً واحداً من أفضل أدوارها السينمائية، وهو دور «حفيظة» زوجة العمدة في فيلم «الزوجة الثانية» أمام سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور، وبعده شاركت في «فداك يا فلسطين» و«حكمتك يا رب» و«توحيدة» و«أهلاً يا كابتن» و«الشك يا حبيبي» و«المجهول» و«الخرتيت» و«البدرون» و«السيد كاف».
ثم شاركت في «سواق الهوانم» و«اضحك الصورة تطلع حلوة» مع الراحل أحمد زكي، بعدما اتصلت به وقالت له إنها تريد أن تمثل معه قبل وفاتها فأرسل لها سيناريو الفيلمين.
كما شاركت في بطولة العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، وتنوعت أدوارها فيها ما بين التراجيدي والكوميدي، ومنها «عيون» مع فؤاد المهندس ويونس شلبي، و«رنين» و«أزواج لكن غرباء» و«الامتحان»، ثم أسندت إليها أدوار كانت بمثابة مفاجأة للجمهور ولها عقب عرضها، ومنها «ساكن قصادي» و«الراية البيضاء» و«خالتي صفية والدير» و«البر الغربي».
تزوجت سناء في العام 1961 من الكاتب الصحفي لويس جريس بعدما تعرف عليها عن طريق صحفية سودانية كانت تدرس الصحافة في مصر، ونشأت علاقة طيبة بينهما تحولت إلى حب نبيل توج بالزواج الذي رفض القسيس إشهاره لعدم وجود معازيم، وهو ما دفع لويس للتوجه إلى مجلة «روزاليوسف» وأحضر زملاءه ليشهدوا مراسم الزواج.
لم تنجب سناء خوفاً من أن يبعدها الأطفال عن الفن مثلما حدث مع زميلتها الفنانة نعيمة وصفي، وآثرت التفرغ الكامل، وحصلت على جوائز من وزارتي الثقافة والإعلام، وعلى وسام العلوم والفنون، وتوفيت في 22 ديسمبر من العام 2002 عن 72 عاماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض