هناء الحمادي (أبوظبي)
على مدار 120 دقيقة خاضت 6 فتيات صراعاً شرساً مع سمكة قرش (يريور) تزن 50 كيلو جراماً، التقمت الطعم الذي وضعنه، حتى خضعت السمكة، واستلقت هادئة على متن قاربهن في عرض البحر.
وهؤلاء الفتيات هن عضوات فريق «الناموس»، اللواتي خضن منافسات «بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد والسكل»، التي نظمها مؤخراً نادي أبوظبي للرياضات البحرية، وحظين بالتكريم بوصفهن أول فريق نسائي يشارك فيها.
وتقول نوخذة الفريق (قائدته) لمياء الصيقل: «قضينا ثلاثة أيام في عرض البحر من الصباح الباكر وحتى الساعة الـ7 مساء من دون أن نصطاد سمكة واحدة، إلا أن اليأس لم يتسرب إلى نفوسنا، وبقينا مصرات على المنافسة في بطولة هي الأكبر على مستوى الشرق الأوسط».
وأضافت: «تمكنا من إحراز المركز الثالث من بين 26 فريقاً، وكان ذلك إنجازاً كبيراً لنا رغم قلة خبرتنا في مجال الصيد».
وتوضح «بحثنا في مواقع إلكترونية متخصصة لتعلم أساليب الصيد، وأدواته، والتعرف إلى أنواع الأسماك، وكنا نسأل أصحاب الخبرة من الصيادين، ونذهب إلى السوق لشراء أدوات الصيد، والخاصة بالأسماك الكبيرة». وتضيف «جمعنا حب اكتشاف أسرار الصيد، ودفعنا إلى القيام بجولات صيد على حسابنا الخاص عبر تأجير قوارب لصيد الأسماك لاكتساب المزيد من المهارة والخبرة. وبعد أن تمكنا من الصيد شاركنا في مسابقة نادي أبوظبي للرياضات البحرية، والتي استمرت 4 أيام، فحالفنا الحظ باصطياد سمكة «يريور» وزنها 50 كيلو جراماً، وهي من الأسماك الخطيرة».
وتعاونت لمياء وفاطمة الحمادي، وشيخة المنصوري، وأسماء الريسي، وموزة المنصوري، ريم القبيسي، على خوض التجربة المثيرة، والسيطرة على السمكة الضخمة.
وبابتسامة النصر تقول فاطمة الحمادي: «المغامرة جميلة بحد ذاتها، ورغم نظرات الاستغراب التي لاحقتنا من الفرق الأخرى المشاركة في المسابقة، والتشكيك بقدرتنا على الإنجاز نظراً لكوننا فتيات ولدينا خبرة ومهارة محدودتان، وقد لا نستطيع صيد سمك الكنعد والكسل. إلا أن روح الفريق الواحد كان له أثر كبير في أن نكسب هذا التحدي، ونثبت للجميع قدرتنا على تقبل التحدي مهما كان عدد الفرق المشاركة، لتبدأ حكايتنا منذ اليوم الأول بالنهوض في الساعة 6 صباحاً، وبدء رحلة صعود القارب لنتناول وجبة الإفطار، وتجهيز أدوات الصيد من خيوط وسنارة وطُعم»، لافتة إلى أنه خلال الأيام الثلاثة الأولى شعر الفريق بالإحباط لأن حصيلته من الصيد كانت أسماكاً تتراوح أوزانها بين 6 و9 كيلو جرامات إلا أنه سرعان ما استجمع عزيمته.
وتقول الحمادي «أخيراً حالفنا الحظ في اليوم الرابع باصطياد سمكة (يريور) في الـ10 صباحاً، ليبدأ صراع بيننا وبينها لمدة ساعتين كنا خلالها نتناوب على الإمساك بسنارة الصيد بحسب أوامر النوخذة، وقد كان أمراً صعباً للغاية»، مضيفة «اعترتنا الدهشة ونحن نرى سمكة اليريور تظهر على سطح البحر فنحن لم نكن ندرك نوع السمكة التي التقمت طعمنا، وتعالت أصواتنا بالصراخ فرحاً بالانتصار الكبير على سمكة معروفة بالشراسة، وكم كانت فرحتنا عارمة عندما أعلن المحكمون أن وزن السمكة التي اصطدناها بلغ 50 كيلوجراماً».
وتقول شيخة المنصوري إن «الناموس» كان محط الأنظار، رغم قلة خبرته ومهارته فقد جاءت المشاركة في المسابقة من باب التحدي وإثبات الذات، موضحة أن «البقاء في البحر لمدة 4 أيام صعب جداً».
وتضيف «بعد أن كان الفريق يخرج في رحلات صيد من باب الهواية، شاركنا في مسابقات عدة، لكن المسابقة الأخيرة هي الأهم حيث دخلنا في محاولة لإثبات وجودنا كأول فريق نسائي يشارك في بطولة على مستوى رفيع في أبوظبي لنتعلم فنون صيد الأسماك باستخدام الطرق التقليدية والحديثة في الصيد».
فخر واعتراف
بفخر تقول موزة المنصوري -إحدى عضوات فريق «الناموس»- «خلال المسابقة وزعنا الأدوار فيما بيننا، وكان هدفنا المركز الأول، ورغم عدم تحقيقنا ذلك إلا أن اعتلاءنا منصة التتويج يعد فخراً للمرأة الإماراتية، واعترافاً بأنها قادرة على الدخول في كل المجالات مهما كانت الصعوبات التي تواجهها».