دبي (الاتحاد)
ارتوت حديقة نعيمة أميري بحب وعشق صاحبتها، التي بذلت الكثير من الجهد والصبر في رسم ملامحها وتوزيع عناصرها ومكوناتها وفق نظام هندسي وتخطيط فني ابتدعته بخبرتها الطويلة في تصميم الكثير من الحدائق المنزلية للأهل والأصدقاء، فهي تنظر إلى الأفنية الخارجية كلوحة بيضاء صماء، في حاجة إلى تشكيل وإحياء بأفكار متجددة. ويعكس تصميم الحدائق إيمانها بضرورة أن يتمتع كل بيت بحديقته الخاصة، التي تعتبره بيئة مثالية لإعادة التوازن لأصحاب المنزل.
أبعاد جمالية
وحول أهمية الحدائق المنزلية، تقول أميري (ملهمة ومؤثرة على شبكة التواصل الاجتماعي لنشر سبل تنسيق الحدائق): «لا تكتمل أناقة المنازل من غير حديقة غناء تزهو في أفنيتها الخارجية، لتزيدها بهاء وجمالاً، محولة إيها إلى تحفة فنية حية، لتذوب النفس في هواها، وترتاح العيون في ملاحقة ألوانها المتناغمة مع هندسة المنزل. ودائماً ما تشدو الطبيعة بلغة الهدوء والراحة والاسترخاء، مانحة المنازل هالة من الجمال الذي تنعكس آثاره على نفسية الأفراد، الذين يجدونها مساحة تمنحهم المتعة والبهجة والخصوصية»، مضيفة «الحديقة قد تكون مصممة وفق أبسط مكوناتها وعناصرها، أو قد تظهر بطريقة منمقة، وأكثر بهرجة، ولكنها في كلا الحالتين تقوم بوظيفة واحدة، وهي خلق بيئة متجددة في المكان».
وتتابع «ترتدي الحدائق حلة زاهية مع اعتدال الأجواء، وهو الوقت المناسب للهروب إلى الخارج والاستمتاع بأوقات هانئة تحت أغصان الأشجار الوارفة، والإنصات إلى صوت الطبيعة كهدير الماء وشدو الطيور».
وحول عملية رسم أبعاد الحديقة، تقول أميري «يجب أن تكون الحديقة في مظهرها كوحدة واحدة متكاملة مع هندسة البناء الخارجي، فالهدف منها هو إبراز جمال المنزل الخارجي، إلى جانب خلق محطات للاستفادة من المساحات المحيطة بالمنزل، وبتصاميم وأشكال مختلفة لتهيئ للأفراد بيئة طبيعية هادئة». وتؤكد «الحديقة ليست مجرد نباتات وأشجار موزعة، ولكن يجب النظر إليها بمنظار أعمق في تشكيل الحديقة بمختلف مكوناتها، من نباتات وماء وأثاث، وإضاءات وأكسسوارات. كل هذه العناصر يجب أن توزع بطريقة منهجية صحيحة تدعم كل منهما الآخر، لتقدم لوحة فنية متوازنة، وتلبي احتياجات سكان البيت».
وتوضح أن الحدائق يمكن أن تصمم حتى في مساحات محدودة وضيقة، من خلال الزراعة العمودية أو الزراعة في الأحواض، خصوصاً في الشرفات أو على أسطح المنازل.
إزهار دائم
وحول ما يميز حديقتها، تقول أميري: «حديقتي متنوعة من حيث النباتات والشجيرات المزهرة، والزهور الموسمية، فلم أعتمد على نوع معين من النباتات، ولكن حرصت على تكون دائمة الخضرة، فالحديقة غير مرتبطة بموسم معين، ونحن في حاجة إلى أن نتلمس جمال الطبيعية في مختلف فصولها، فكل شجيرة متواجد في حديقتي لها وقت معين لتزهر فيه تختلف عن الأخرى، الأمر الذي جعل حديقتي زاهية الألوان في كل موسم». وتضيف «لقد صممت الكثير من المحطات التي تتمتع بتفاصيل مختلفة تعكس مفهوم الحديقة الطبيعية، والتي يمكن أن تتحول مساحتها إلى زوايا غنية وغير تقليدية، فلا مكان للملل فيها».
وعن عناصر الحديقة ومكوناتها، تقول «المدخل يشعر الزائر أنه ينفصل عن عالمه الخارجي، بل عن بيئته، ليجد نفسه في قلب الطبيعة الخضراء التي تأخذه بدفء إلى حيث تقوده الممرات التي أيضاً وزعت لتطلع الزائر على زوايا الحديقة وما فيها من محطات وعناصر، فلا يشعر الفرد بالملل وهو يسير في ثناياها. وقد حرصت على أن يكتسي السور الخارجي بالنباتات المتسلقة المزهرة، حتى أكسر صمت الجدران وأبث فيها الحياة. كما حرصت على تنوع محطات الجلوس التي ظهر بعضها بالطريقة البنائية الثابتة والمحدد بعدد الأفراد، والتي توزع عليها الوسائد، وهناك أيضاً الجلسات الحرة القائمة على مسطح محدد وتوزع عليها الكراسي وفقاً لعدد الزوار، مع وضع البرجولات وإزالتها عند الحاجة».
الرعاية اليومية
تؤكد مصممة الحدائق نعيمة أميري أن الرعاية اليومية مهمة للحفاظ على مظهر الحديقة، والكشف عما يعيق نمو نباتاتها، إلى جانب تنظيفها بإزالة الأوراق الصفراء، وتقليم الشجيرات. كما لا بد من تصميم وحدات ري أوتوماتيكية قبل مباشرة الزراعة، وتوزيعها وفقاً لحاجة كل نوع نبات من الماء من دون زيادة أو نقصان».