5 أغسطس 2012
طيلة شهر رمضان يحل الفنان الكويتي عبد الناصر درويش، ضيفاً على إذاعة “إمارات إف إم”، حيث يقوم بتقديم برنامجه الكوميدي “بو دروش تايم”، وذلك للمرة الأولى التي يخوض فيها تجربة مقدم برامج إذاعية، ويشاركه في التقديم صالح العلي والبرنامج من إخراج يعقوب الروسي. وتقوم فكرة البرنامج على استضافة فنان في كل حلقة ليشاركه في إجراء المسابقات مع المتصلين، وذلك في جو عائلي خفيف الظل لا يخلو من لمسات “بودروش” الكوميدية.
فاطمة عطفة (أبوظبي) - عبر الفنان عبدالناصر درويش، عن رضاه عن هذه التجربة، خاصة وأنه يتمتع برصيد كبير لدى الجمهور الإماراتي، والخليجي أيضاً.. ويوضح: “هو شيء جيد، وأنا آتي لأبوظبي دوما وتقريبا شبه مقيم في هذه المدينة الجميلة، وقبل عامين كنت هنا في العاصمة الرائعة، واليوم أنا أقضي رمضان بين أصدقائي وأحبابي.. ونحن ننتظر هذا الشهر المبارك لنقضي أيامه ولياليه بصحبة الأهل والأحباب.
صعوبة الكوميديا
وبما أن الموهبة الكوميدية نادرة بين الفنانين، حيث إنه من الصعب أن ينجح الفنان في رسم البسمة على شفاه المشاهدين، فإن هذه الموهبة وكيفية اكتشافها، يحدثنا عنها درويش قائلا: “عندما تخرجت من الثانوية العامة دخلت المعهد العالي للفنون المسرحية، بنظري الموهبة لا تدرس فهي نعمة من الله، لقد ظهرت موهبتي عندما كنت في المدرسة الثانوية حيث أنه كان يقام فيها احتفالات وكنت أشارك بها وأقلد المدرسين، فمن هنا ظهرت موهبتي ونصحني أحد أساتذتي بالدخول للمعهد العالي للفنون المسرحية وقد سمعت نصيحته وها أنذا هنا الآن”.
والفنان الذي يستطيع أن يدخل الفرحة لقلوب الناس ويدفعهم للابتسام، هذا الشعور العفوي الجميل يكشف لنا الفنان الكبير عن سره قائلا: “في الواقع أنا أضحك قبلهم، فأنا في حياتي وفي عملي أميل إلى الجانب الجميل والمشرق في العلاقات بين الناس.. وكما أضحك الناس أضحك من الداخل”.
ويكشف عن مواهبه الإبداعية المتنوعة موضحا: “فيما مضى قمت بتمثيل مسلسلات وسهرات تراجيدية، لكن الناس اعتادوا علي كممثل كوميدي، وأخشى ما أخشى في حال قمت بلعب دور تراجيدي أن تضحك الناس بفعل العادة، لكن بالطبع أستطيع تأدية أدوار تراجيدية ودراما جادة، فالفنان يتمثل دوره في العمل ويعيش الحالة التي يتطلبها هذا الدور، خلافا لما يتصور المشاهد بشكل مسبق”.
كوميديا الموقف أجمل
وعن كوميديا الحركة والفرق بينها وبين كوميديا الموقف، يبين لنا درويش نظرته من خلال تجربته الطويلة قائلا: “بالتأكيد كوميديا الموقف أجمل كوميديا وهي أفضل من كوميديا اللفظ والحركة، بالنسبة لي كوميديا الموقف أجمل وأصعب شيء، كما أن أداء هذا الموقف أصعب وخاصة لما فيه من مفارقات مفاجئة ولا تخلو من قسوة، كما أن المشاهد في هذه الحالة يتوقع شيئا أو تصرفا مختلفا.. ومن هنا تأتي أهمية كوميديا الموقف”.
وحول تأثير الكوميديا على اختلاف أنواعها على المجتمع، يقول: “نعم للكوميديا تأثيرها الكبير على الناس وربما أكثر من الأعمال التراجيدية المحزنة، وكما يقال: المسرح مدرسة المجتمع. وبما أن الكوميديا تتناول الجوانب السلبية في عاداتنا الشخصية والاجتماعية بطريقة فنية خفيفة، وإن كانت تنتقد ذلك، من هنا تأتي قيمة الفن وأهميته في بناء مجتمع راق وعلاقات طيبة وسليمة بين الناس”.
وعن الأعلام في فن الكوميديا، بالرغم من قلتهم في العالم العربي وفي العالم، مثل اسماعيل ياسين وشارلي شابلن قديما، ودريد لحام وعادل إمام وغيرهم اليوم، يقول الفنان عبد الناصر درويش: “أنا أتابع كل الأعمال الكوميدية، وكل عمل جميل يضحكني وليس بالضرورة أن يكون نجما، فحتى لو كان ممثلا مبتدئا إن كان العمل والأداء جيدا فهو يعجبني. مثلا، هناك أشخاص يكون لديهم كاريزما خاصة، وبشكل خاص في المسرح أو التلفزيون يدخلون قلبك مباشرة. بالنسبة لي وبصراحة، أنا لم أتأثر بأحد، لكني أحب الكوميديا الطبيعية التي تصدر من قلب الفنان وليس بها أي ابتذال أو تكلف، سواء من نجم أو كومبارس أو من ممثل مبتدئ. المهم أن ينقل الفنان مشاعره بعفوية وصدق إلى المشاهد الذي ينسى أنه أمام ممثل”.
مسرح الأطفال
وعن الكوميديا إن كانت موجودة في حياة الفنان العادية واليومية، أم أنها فقط في أعماله، يوضح: “في حياتي العادية، تكون في بعض الأحيان موجودة، أحيانا أكون في حالة مرح وفي أوقات أخرى أكون عاديا، وهذا يتوقف على الظروف التي يمر بها كل إنسان، ولا تخص الفنان وحده”.
وحول ما يشهده الوطن العربي، وكيف يستطيع كفنان كوميدي أن يقدم مشهدا يلامس هذا الوضع، يقول: “في ظل هذه الظروف من المفروض أن نقدم مشهدا مأساويا يتماشى مع المشاهد المؤلمة التي تمر بها بعض البلاد العربية في الوقت الحالي”.
وعن جديد درويش، يقول: “ليس لدي شيء جديد للمسرح أو التلفزيون، ولكن لدي حاليا برنامج مع إذاعة إمارات إف إم. وهذا يستحق مني أن أعطيه الوقت الكافي”.
وعن نصيب الأطفال في أعمال الفنان عبد الناصر درويش، يؤكد قائلا: “مسرح الأطفال وعالم الطفولة مهم جدا ومن واجب كل فنان أن يهتم بهذا العالم الجميل. وأنا سابقا قمت بأكثر من عمل مسرحي للأطفال، لكن الآن قد كبرت، وقد ابتعدت حتى عن مسرح الكبار منذ أربع أو خمس سنوات تقريبا، فالمسرح متعب ويتطلب بذل جهودا يومية مرهقة، ولكن أتمنى أن يقوم الفنانون الشباب بهذه المهمة”.
منافسة التلفزيون
وعن فكرة البرنامج واختيار ضيوفه يقول يعقوب الروسي رئيس “إذاعة إف إم”، ومخرج البرنامج، إنه تم اختيار عبد الناصر درويش، فهو اسم معروف على مستوى الخليج والوطن العربي، أما فكرة العمل فهي أن نقدم في شهر رمضان برنامج خفيف لأن كل البرامج التي تقدم في الشهر الكريم جادة، وتركن إلى المسابقات الرسمية، لذا فكرنا أن نقدم مسابقات لكن بشكل فكاهي، وطبعا تم اختيار الفنان عبد الناصر، وهو من أفضل الأسماء في عالم الكوميديا الخليجية. والبرنامج حصل على إقبال كبير لم يكن متوقعا”.
وحول إن كانت المنافسة بين برامج الإذاعة والفضائيات موجودة، يوضح: دائما أقول، إن الإذاعة لها أجواؤها سواء هذا البرنامج أو برنامج آخر، طبعا المستمعين للإذاعة هم يستمعون خلال أسفارهم بالسيارات، عندما لا يكون الأشخاص أمام التلفزيون، لذلك الإذاعة لها جمهورها، أنا لا أنافس التلفزيون لكن جمهوري يمكن أن يكون كبيراً، بعيدا عن المقارنة مع جمهور التلفزيون”.
ردود أفعال الجمهور
يقول يعقوب الروسي رئيس “إذاعة إف إم”، ومخرج البرنامج، عن ردود الأفعال عند جمهور المستمعين مع “بو دروش تايم”، وإن كان هناك من أعمال جديدة سيتم تقديمها بعد انتهاء الشهر الكريم: “من دون شك فقد لمسنا نجاحا كبيرا للبرنامج، لذلك سوف نستمر إن شاء الله بعد رمضان مع فنانين شباب منهم ممثلين أو مطربين ومن أجيال مختلفة، ونعد المستمعين دائما بأن نقدم الأفضل”.
عدد اليوم
