الجمعة 25 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 44 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرحلات تزيل التوتر بين الزملاء وتيسر تحقيق أهداف المؤسسة

الرحلات تزيل التوتر بين الزملاء وتيسر تحقيق أهداف المؤسسة
30 أغسطس 2014 20:01
المنافسة بين زملاء العمل كثيراً ما تسبب ضغوطاً وأجواء مشحونة بالتوتر في بيئة العمل، وهذا يترك تأثيره على الحالة النفسية وقدرة الأفراد على الأداء المتميز في كافة المسؤوليات المكلفين بها، من هنا تلعب رحلات زملاء العمل إلى أماكن وبيئات مختلفة تماما عن جدران المؤسسات والمنشآت العاملين فيها، دوراً كبيراً في إذابة ما قد ينشأ بينهم من خلافات، ويمنح العلاقة مزيداً من الصفاء والترابط، وبالتالي يعودون أكثر قدرة على العطاء والإيجابية داخل بيئة العمل، ويترك أفضل الأثر على صحتهم النفسية وعلاقتهم الاجتماعية. أنشطة ورحلات يقول أيمن بركات (32 سنة)، إن الشركة التي يعمل بها تقوم ببعض الأنشطة والرحلات على مدار العام، منها رحلات للبر في بداية موسم الشتاء، وبعض إمارات الدولة الأخرى لرؤية أبرز معالمها السياحية من شواطئ وغيرها، مؤكداً أن الأجواء الجميلة التي تسود بين زملاء العمل في هذه الرحلات تعتبر من أجمل الذكريات التي يحتفظ بها في سجل حياته، حيث إنه في الأصل شخص كسول يميل إلى الجلوس في المنزل خارج أوقات العمل، ولكن هذه الرحلات جعلته يزور أماكن كثيرة ويقوي علاقته بزملائه، ولم تعد تقتصر فقط على أوقات العمل، حيث صار يتبادل معهم الزيارات في أيام العطلات الأسبوعية، وحتى في المناسبات الرسمية مثل عيدي الأضحى والفطر، وصار يقضي معظم الوقت مع بعض زملاء العمل الذين صاروا أصدقاء قريبين جداً منه، وكأنهم أهل له بدلاً من أسرته التي تركها في بلده الأصلي، كونه يعيش بمفرده منذ أن جاء إلى الإمارات منذ 4 سنوات. أمل ممدوح (27 سنة)، تعمل تنفيذية مبيعات بإحدى شركات العقارات، أكدت من جانبها أن المجال الذي تعمل فيه، من أكثر المجالات التي تحدث فيها منافسة بين الزملاء، خاصة أن معظمهم يعتمد دخله على النسبة التي يحصل عليها من المبيعات وليس من الراتب، ولذلك يحدث كثير من المشاحنات بين الزملاء وتخلق أجواء متوترة جدا بينهم، ولذلك يحرص مسؤولو الشركة على عمل رحلات منتظمة في بداية كل شهر إلى أحد الأماكن في أبوظبي أو غيرها من إمارات الدولة، حتى لو كان الأمر بسيطا وتمثل في تناول وجبة الغداء أو العشاء معاً، كون هذا كفيلا بتخفيف حدة التوتر بشكل كبير بين الزملاء، وإبراز الجانب الإنساني فيهم من خلال جو الفكاهة والمرح السائد، وحتى إظهار البعض لمواهبهم المختلفة في الغناء وغيره خلال الرحلات التي نبقى فيها فترة كبيرة من الوقت بصحبة زملائنا. بساطة المدير بساطة المدير وحرصه على راحة جميع الزملاء، وكرمه اللافت، هي أبرز النقاط التي تعجب شادي عبد الغفور، فني الأشعة في أحد المراكز الطبية في أبوظبي، مشيراً إلى أن مدير المركز يحاول تطبيق أعلى النظم الاحترافية في العالم ومنها خلق أجواء أسرية بين العاملين، على اختلاف درجاتهم الوظيفية، حيث تجمع الرحلات التي ينظمها بين جميع العاملين بدءاً من الأطباء وطاقم الإدارة العليا بالمؤسسة، وحتى أبسط الوظائف مثل عمال النظافة، حيث ينظم رحلة سنوية بشكل مجاني يدفع المركز تكاليفها كاملة، وينظم رحلتين أخريين بنصف التكاليف، فضلاً عن لقاء في شهر رمضان من كل عام بأحد مطاعم فنادق أبوظبي ويوجه الدعوة للعاملين وأسرهم، للإفطار على نفقة المركز، وهو ما جعل الجميع يشعرون بنوع من الانتماء العميق للمكان. سالم الحمادي، الموظف بإحدى الدوائر الحكومية، من جهته يعلن أن طلعات البر وكذا سفراته الخارجية مع بعض زملاء العمل، تعتبر من أجمل الأنشطة التي مارسها في حياته، حيث يستعدون بشكل خاص عند حلول موسم الشتاء لتجهيز طلعات البر كلما تيسرت الظروف، بحيث يبتعدون عن ضغوط العمل ونمط الحياة العصرية والتنزه داخل المراكز التجارية، إذ يشعرون بأن هذه الطلعات تمثل «غسيلا» نفسيا لهم من حب المظاهر الذي صار سائداً بين كثير من الناس ومنهم زملاء العمل. ويبين أن خروجه مع زملائه لم يقتصر على رحلات داخل الإمارات فقط، بل ذهبوا وأدوا فريضة العمرة، وسافروا أيضاً إلى كينيا لممارسة هواية الصيد معاً، برفقة أحد الأصدقاء ذوي الخبرة عن هذه البلاد، الذي دعاهم للسفر إلى هناك وكان بمثابة دليل سياحي لهم، وكانت بالفعل من أجمل الرحلات التي قام بها في حياته، وحفلت بذكريات غريبة ومدهشة وشاهد أشياء للمرة الأولى في حياته. فوائد كثيرة الدكتور محمد بهاني، مدير المختبرات الاحترافية المركزية بأبوظبي، يؤكد من جانبه أن تنظيم مثل تلك الرحلات والحفلات البسيطة بين الحين والآخر بين زملاء العمل ومسؤوليهم، يعود بفوائد كثيرة على نظام العمل بصفة عامة، من خلال تقوية العلاقات بين الجميع، وبالتالي تقل حدة الشكاوى التي تصدر من بعض الموظفين تجاه الآخرين، كما يُشعر الموظفين بأن المؤسسة أو الهيئة التي تنظم أنشطة ترفيهية لهم، تراعي الجانب الإنساني ولا تركز فقط على العمل وكأنهم آلات وليست لديهم مطالب أخرى توازي المطالب المادية، وهو ما يلاحظه بنفسه من حواراته مع مرؤوسيه أو بعض زملائه في الإدارة العليا لتلك المؤسسة، حيث يعبرون عن فرحتهم بإقامة الرحلات وبعض حفلات أعياد الميلاد لبعض الموظفين داخل المؤسسة، ما يضفي جواً أسرياً على العاملين، وفي النهاية يصب في مصلحة الجميع، حيث يترسخ لديهم حب المكان الذي يتعيشون منه، وكذا الاحترام المتبادل مع زملائهم رغم اختلاف الثقافات والجنسيات والديانات. المعنوي والمادي وبذكر التكلفة يورد، بهاني أن تكلفة تلك الرحلات والحفلات، التي يتحمل أصحاب الأعمال والإدارة العليا للشركات القسم الأكبر منها أو كلها في أحيان كثيرة، لا تقارن أبداً بالمردود المعنوي والمادي على المدى البعيد، نتيجة زيادة ارتباط الموظفين بأماكن عملهم واعتبارها بمثابة بيت ثان لهم، وهو ما يلحظه بنفسه من وجود كثيرين يعملون معه مرت عليهم سنوات طوال داخل نفس المؤسسة ولا يسعون إلى الانتقال إلى غيرها، كونهم يشعرون بأنهم أصحاب العمل ويقدمون كل ما لديهم بإخلاص ويرغبون دوماً في تقديم كل ما هو مفيد لمصلحة العمل. خبيرة التنمية البشرية والتطوير الذاتي الدكتورة نوال الكتاتني، تقول إن الشركات والمؤسسات الناجحة في العالم، صارت تضع بيئة العمل وراحة موظفيها في مقدمة اهتماماتها، إدراكاً لقيمة العامل وحالته النفسية واستقراره على مستوى الإنتاج وجودته، موضحة أن بيئة العمل تشكلها كثير من النواحي، منها طريقة وصول الموظف إلى العمل وتوافر وسائل المواصلات وقربه من مكان العمل، وكذا وضعية المكاتب والألوان، ونظام التهوية، والإضاءة المستخدمة داخل المنشأة سواء كانت شركة أو مصنعاً أو غيرهما من أشكال المؤسسات التجارية والصناعية والخدمية. وقالت: فيما يخص رحلات زملاء العمل، فهي من أهم ملامح بيئة العمل الإيجابية، لما لها من منافع عديدة، أولاها إزالة أي ترسبات أو توترات بسيطة بين رفقاء العمل، وإظهار الجانب الآخر الجميل في كل منهم عبر مشاركة بعضهم بعضا الألعاب والمسابقات وتناول الطعام في الهواء الطلق بعيدا عن روتين المكاتب المغلقة. فرصة للمديرين وبالنسبة للمديرين، تعتبر تلك الرحلات فرصة لهم، لتقوية علاقتهم بمرؤوسيهم بعيداً عن أساليب الأوامر والتوجيهات التي اعتادوها، والتي تجعل الموظفين يسعون إلى تنفيذ تلك الأوامر بغض النظر عن تجويد الإنتاج والحرص والولاء للمكان الذي يعملون فيه، ولكن حين يرون مديرهم أو المسؤول عنهم يتعامل معهم بتواضع ولطف ويشاركهم بعض المسابقات والألعاب البسيطة تُزال جبال من الحواجز بين المسؤول ومرؤوسيه، مع بقاء الاحترام والتقدير المتبادل، هنا يعود الجميع إلى العمل بروح جديدة وقدرة على الابتكار، وهذا ما يسعى إليه مسؤول أي مؤسسة في الوقت الحالي، نتيجة شدة المنافسة بين كافة الشركات، ما يستلزم من المدير أو صاحب العمل تقوية البيت من الداخل قبل أي شيء، وبعد ذلك يكن قادراً على السير بنجاح في مجال العمل الذي يقوم به ويحقق أهدافه وتتوسع دائرة أعماله وبالتالي تزداد مكاسبه. وتشدد خبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات، بأنه على المديرين إدراك قيمة التواصل الإنساني بين طاقم العمل وخلق الظروف التي تتيحه، مثل تشجيع الموظفين على عمل بعض احتفالاتهم الخاصة البسيطة داخل المؤسسة، مثل أعياد الميلاد وغيرها، وتقديم هدايا من قبل الموظفين إلى زميلهم الذي دخل في تجربة زواج أو خطوبة، وغيرها من المناسبات التي تبهج الناس ويحتاجون إلى أن يشاركهم الآخرون ذات الشعور بالبهجة، مؤكدة أن سيادة هذه الروح داخل أي مؤسسة كفيلة برفع مستوى إنتاجيتها في وقت وجيز، ووضعها في مصاف الشركات الناجحة والتي يسعى الجميع إلى الالتحاق بها وتقديم كل خبراتهم من أجل إنجاحها. التواصل الإنساني دعا الدكتور محمد بهاني، مديري الشركات المختلفة وأصحاب الأعمال، إلى المبادرة بأنفسهم وترتيب رحلات خارجية إلى موظفيهم، وتحين الفرص لعمل حفلات بسيطة تجمع العاملين بعيدا عن ضغط العمل والشحن والتوتر الملازم له في أغلب الأحوال وتحسين التواصل الإنساني فيما بين الموظفين والإدارة بمختلف مستوياتها، ومع اتباع ذلك سيرى المديرون وأصحاب الأعمال بأنفسهم القيمة الكبرى التي سيتحصلون عليها من وراء تحسن بيئة العمل وتقليل حدة المشكلات العارضة التي تنشأ بين الموظفين بشكل كبير، ما يؤدي إلى التركيز أكبر في العمل ثم تجويده والوصول إلى الأهداف التي وضعتها المؤسسة بمجهود أقل وتكلفة أقل أيضاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض