9 نوفمبر 2010 20:34
تحتضن أبوظبي غداً المؤتمر الأول للتطورات والتقنيات الحديثة في علاج وجراحات العمود الفقري في شيراتون أبوظبي تحت عنوان “آفاق جديدة في علاج آلام وتشوهات العمود الفقري “الذي يشارك فيه نخبة من أطباء وأساتذة متخصصين من الإمارات وخارجها، حيث يستعرضون آخر التطورات والمستجدات العلمية والطبية العالمية من واقع خبرات وممارسات مهنية عالية مشتركة بهدف تحقيق أفضل وأحسن النتائج في جراحات العمود الفقري وزيادة كفاءتها وتطوير المهارات الطبية والمهنية والفنية، ومن أجل المعرفة المتعمقة والخبرات في هذا المجال، وبحث سبل تطوير الأساليب والتقنيات الجديدة التي من شأنها أن تساهم في تحسين نتائج عمليات جراحة العمود الفقري وتنمية كفاءتها في مستشفيات أبوظبي والإمارات المتخصصة.
يناقش الملتقى أسباب انتشار أعراض اعوجاج وتشوهات العمود الفقري، وخطورة الإصابة بهذه الأعراض، وكيفية الوقاية منها والحد من انتشارها بين الأجيال القادمة بنشر المفاهيم الصحية السليمة والكفيلة برفع حالة الوعي السلوكي بين أفراد المجتمع للحد من انتشار تشوهات العمود الفقري، كما يتطرق المشاركون إلى كيفية تصحيح وعلاج الحالات التي تعاني من عيوب جراحات وعلاجات خاطئة سابقة. نظراً لكونها تمثل فئة غير قليلة من مرضى العمود الفقري.
رؤى جديدة
البروفيسور العالمي الدكتور كمال إبراهيم، أستاذ جراحة عظام الأطفال والعمود الفقري بجامعة لايولا بولاية شبكاغو الأميركية ونائب رئيس الجمعية العالمية لتشوهات العمود الفقري، يقدم آخر ما توصل إليه الطب العالمي الحديث من تطورات وقفزات هائلة لعلاج تشوهات العمود الفقري.
كما سيشارك البروفيسور الدكتور يسري الهواري، أستاذ جراحة العظام والعمود الفقري بجامعة القاهرة ورئيس الرابطة العربية لجراحات العمود الفقري بورقة عمل تتناول كيفية علاج الحالات التي تعاني من عيوب جراحات العمود الفقري، من خلال خبرات وممارسات علاجية ورؤى ميدانية مباشرة.
كما يطرح البروفيسور الدكتور حسام صلاح، أستاذ جراحة العظام والعمود الفقري بجامعتي القاهرة وطرابلس الليبية، بالملاحظة والنقد والتقييم آخر المستجدات والتقنيات الطبية الحديثة في تثبيت فقرات العمود الفقري، والتحليل المهني لمختلف المدارس والاتجاهات والممارسات والطرق المعتمدة والمعمول بها في كافة أنحاء العالم، وما سجلته التقنيات الجديدة من نجاحات ونتائج مشجعة. إلى جانب تقديم نماذج لحالات وخبرات عملية ناجحة، ومناقشة كيفية الاستفادة منها في إطار النهضة التي يشهدها القطاع الصحي في أبوظبي ودولة الإمارات والمنطقة العربية بشكل عام.
وفي السياق نفسه يناقش الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري ومدير مركز “إكستر ميدكال سنتر” في أبوظبي، الطرق والأساليب الحديثة لعلاج آلام أسفل الظهر، من خلال عرض عدد من الحالات المرضية التي توضح تباين واختلاف وتعدد أسباب الشكوى من هذه الأعراض، مع التركيز على علاج السلوكيات السلبية الخاطئة لهؤلاء المرضى للحد من هذه الأعراض.
ويقدم الدكتور أنطوان سلوم استشاري جراحة المخ والأعصاب بمستشفى النور بأبوظبي رؤية طبية عن تشوهات الفقرات العنقية وفقرات الرقبة من حيث الأسباب الوراثية والمكتسبة الناتجة عن السلوكيات اليومية الخاطئة، والآفاق الجديدة لعلاج الآلام والتشوهات وتسليط الضوء على علاقة هذه الأعراض بالأمراض العضوية الأخرى وطرق وأساليب تجنبها والوقاية منها.
من جانب آخر يشارك الدكتور ديجان بوفانوفيتش اختصاصي الطب الرياضي في مركز “اكستر ميدكال سنتر” في أبوظبي بورقة عمل عن “آلام الظهر عند الرياضيين” من خلال انتشار تلك الأعراض بين الشباب والرياضيين وعلاقة هذه الأعراض بالأحمال التدريبية وطرق وأساليب التدريب وأفضل السبل للتعامل معها.
مؤتمر كيوتو
يؤكد الدكتور يسري الهواري أنه فيما يتعلق بعلاج الحالات التي تعاني من عيوب الجراحات السابقة أو أي جانب آخر يُطرح في المؤتمر ستبدأ من حيث انتهى المؤتمر العالمي للجمعية الدولية لتشوهات العمود الفقري الذي انعقد في كيوتو باليابان في شهر سبتمبر 2010، ولاسيما ما توصل إليه المؤتمر من توصيات فيما يخص تشوهات العمود الفقري عند الصغار، والتدخل الجراحي المحدود جداً للحالات التي تستدعي ذلك. وكما يعرف أن اعوجاج العمود الفقري يصيب أكثر من 5 % في مرحلة الشباب، وخطورة الإصابة بهذا المرض هي أنها تؤثر في الشكل الخارجي للظهر وينتج عنه الحدب، وإذا ترك هذا التشوه من دون علاج فإنه يؤثر تأثيرا بالغا في شكل ووظيفة العمود الفقري. وينتج عن اعوجاج العمود الفقري ألم بالظهر وتدهور في درجة الاعوجاج مع الضغط على الرئة والقلب، هذا إلى جانب الحالة النفسية السيئة للمريض، والتقليل من فرصة العمل والاندماج بالمجتمع والزواج وغيره من المشاكل الاجتماعية التي تحيط بالمصاب.
ويشير الدكتور حسام صلاح إلى الآفاق العالمية الجديدة لجراحات العمود الفقري، ومدى النجاح الذي تحقق، ويقول:” أثبتت الدراسات أن تشوهات العمود الفقري تصيب أكثر من 12 مليون شخص في العالم، معظمهم من الأطفال، وذلك لعدم اكتمال نمو عظامهم، وأكثر أنواع تشوهات العمود الفقري شيوعا ما يسمى بالاعوجاج الجانبي، ويحدث نتيجة إعاقة عضلية عظمية تسبب انحناء جانبياً في العمود الفقري أو عظام الظهر.
فالإحصاءات تشير إلى أن من بين كل 1000 طفل يوجد من 19 - 30 مصاباً بالمرض منهم من 3-5 أطفال تستلزم حالتهم العلاج. وهناك جراحات تمت بالطرق الحديثة، وهي تمثل صورة حية للنتائج العالمية التي يتم تصنيفها بالخارج على قمة الجراحات، قبل جراحة القلب المفتوح وزراعة الأعضاء، وهذه الحالات تم إصلاح الاعوجاج بنسبة تفوق الـ90% وبدرجة أمان كاملة ومضاعفات جانبية محدودة للغاية”.
التدخل الجراحي المحدود
أشار الدكتور ولاء الأسيوطي -مقرر المؤتمر- إلى أن المؤتمر سيولي اهتماماً خاصاً الأبحاث والاتجاهات والآفاق الجديدة الموجودة في العالم من حولنا فيما يتعلق بالمحاور والموضوعات المذكورة المتعلقة بآلام وجراحات العمود الفقري، أما فيما يتعلق بآلام أسفل الظهر فسيتم التركيز على حالات انزلاق الفقرات وليس الغضاريف، وهي أعراض موجودة بنسبة قد تصل إلى 5% بين الأشخاص وهي تُعد نسبة عالية ويعاني أصحابها من آلام مزمنة في منطقة أسفل الظهر نتيجة الحركة غير الطبيعية أو نتيجة انزلاق الفقرات وسيتم مناقشة أفضل طرق العلاج للحد من هذه الآلام، وعادة ما تتم عن طريق العلاج التحفظي أو العلاج الجراحي عند اللزوم وفي أضيق الحدود، وفق الأساليب الحديثة لتثبيت الفقرات بالتدخل الجراحي المحدود.
المصدر: أبوظبي