محمد حامد (الشارقة)
يشهد كلاسيكو البارسا والريال، الذي يقام الليلة، في معقل الفريق الكتالوني، مفارقة صنعتها السياسة، حيث يحتمي فريق برشلونة، وهو صاحب الدار، بالضيف وهو الريال، ويستقر معه في مقر إقامته، بفندق الأميرة صوفيا، الذي يبعد عن الكامب نو، حوالي 500 متر، وقد أتى هذا الإجراء لتوفير حماية أمنية قوية للفريقين، وهي في الأساس إجراءات أمنية لمصلحة الريال، باعتباره الفريق الضيف على كتالونيا، التي تشهد تظاهرات غاضبة تطالب بالانفصال عن مدريد.
كلاسيكو الكرة والكبرياء الإسباني، والذي يعد واحداً من أهم الأحداث، التي تجعل لإسبانيا مكانة عالمية براقة، قد يكون ضحية للمشاكل السياسية، خاصة أنه قد تم تصنيف المباراة والمناطق المحيطة بالكامب نو أمنياً باعتبارها عالية الخطورة، وسط تهديدات باقتحام الملعب من جانب بعض الانفصاليين في كتالونيا، وتستعد أجهزة الأمن لحماية الكلاسيكو، بما يقرب من 5 آلاف شرطي.
وتأكيداً لمكانة الكلاسيكو الذي لا يموت، فإن القيمة السوقية لنجوم البارسا والريال، تقترب من 10 مليارات درهم، أي 2.37 مليار يورو، ولا يوجد فارق ملحوظ بين الفريقين في هذا الجانب، وهو أحد مؤشرات التكافؤ بينهما، وهو في الأساس أقوى مؤشرات المكانة الكروية، والقدرات الفنية التي يملكها كل منهما، كما أن عدد المتابعين لهما في العالم الافتراضي يقترب من نصف مليار، فضلاً عن ملايين يتابعون نجومهما بصورة مباشرة، وفي سنوات ماضية قبل أن يظهر عالم السوشيال ميديا كانت الصحافة الإسبانية، تشير إلى أن جمهور الكلاسيكو حول العالم لا يقل عن نصف مليار مشاهد.
وبعيداً عن ظل السياسة الثقيل، والمخاوف الأمنية التي سوف تذوب على الأرجح، بفعل السحر والتحدي الكروي بين العملاقين، فإن الأنظار تتجه صوب ليونيل ميسي كالعادة، فهو هدف الليجا بالمشاركة مع النجم الفرنسي كريم بنزيمة، برصيد 12هدفاً لكل منهما، وشارك ليو في 901 دقيقة في الليجا الموسم الحالي، سجهل وصنع خلالها 18 هدفاً، ولا زالت آمال جماهير البارسا تتعلق به، كما أنه على المستوى التاريخي اللاعب الأكثر تأثيراً في الكلاسيكو، فقد شارك في 41 كلاسيكو، أحرز خلالها 26 هدفاً، مما يجعله الهداف التاريخي للقمة الإسبانية، وصنع 14 هدفاً، منها هاتريك في مناسبتين.
ويسعى البارسا لفض الشراكة مع الريال على القمة، حيث يملك كل منهما في رصيده 35 نقطة بعد مرور 16 جولة، ومباراة الليلة مؤجلة من المرحلة العاشرة، وسعياً للحصول على نقاط المباراة، يعتمد الفريق الكتالوني على الثلاثي الجديد الذي يريد فرض بصمته، وهو ميسي وسواريز و جريزمان، ويعرف الثلاثي اختصاراً بـ«MSG»، والذي يطمح إلى تكرار أسطورة ثلاثي 2015، الذي أبدع على المستويات كافة، والذي كان يتكون من ميسي وسواريز ونيمار «MSN».
في المقابل، تبدلت النظرة لدى عشاق الريال للثنائي كريم بنزيمة وتيبو كورتوا، فقد نجح الأول في الخروج من ظل الغائب كريستيانو رونالدو، وبرهن عملياً على أنه كان يعاني في إلزامه تكتيكياً بدور اللاعب المساعد للنجم البرتغالي، فقد توهج بنزيمة منذ بداية الموسم الحالي، بل إنه بدأ رحلة التوهج منذ بداية 2019، وسجّل وصنع في النسخة الحالية لليجا 17 هدفاً، إلى حد أنه أصبح في وضعية مقارنة من حيث التأثير مع ميسي، بعد أن كان ليو موضع مقارنة مع غريمه الأزلي رونالدو.
أما كورتوا، فقد بدأ رحلة التألق والتعافي من فترات الاهتزاز، ويعود له الفضل مع خط دفاعه، في ندرة الأهداف التي تدخل شباك الريال، والتي لا يتجاوز عددها 12 هدفاً، في حين استقبل المرمى الكتالوني 20 هدفاً، ويمكن القول إن كورتوا أصبح أفضل رقمياً على الأقل من تيرشتيجن حامي عرين البارسا، وتتعلق آمال عشاق الملكي بالثنائي الذي تحول من جحيم الانتقادات إلى رمز للأمل، وهما بنزيمة هجومياً، وكورتوا حامياً للعرين.
معركة «العمق الكتالوني» و«الأطراف الملكية»
عمرو عبيد ( القاهرة )
يدخل برشلونة الكلاسيكو كالمعتاد، بخط هجومه الأقوى على الإطلاق في الليجا، حيث سجّل 43 هدفاً في 16 مباراة، بمعدل 2.7 كل مباراة، مواجهاً ثاني أقوى خطوط الدفاع في البطولة الإسبانية، الريال، الذي لم تهتز شباكه سوى 12 مرة، بمعدل 0.75 كل مباراة، وعجزت ماكينة تهديف البلوجرانا في بلوغ شباك المنافسين، مرتين، مقابل 3 مباريات للملكي، الذي خرج بشباك نظيفة في 7 مواجهات سابقة، بنسبة 44%، في حين لم تهتز شباك العملاق الكتالوني في 4 مباريات فقط، بنسبة 25%.
ويتمتع البارسا، بجودة عالية فيما يتعلق بتنوع أهدافه، بين المحاولات قريبة المدى، التي أنتجت 33 هدفاً، مقابل 10 أهداف من خارج المنطقة، وهو الأفضل على الإطلاق في هذا الأمر، ويعود الفضل في ذلك بالطبع إلى البرغوث الأسطوري، ميسي، الذي سجّل 7 منها وحده، بينها 4 ركلات حرة مباشرة، وفي ظل وجود الثنائي، ميسي وسواريز، مع تحرك جريزمان أحياناً بعيداً عن الأطراف، أصبح العمق الهجومي للبلوجرانا هو أخطر نقاط قوته، حيث منح الفريق 77% من إجمالي أهدافه، ولا خلاف على أن اللعب المتحرك هو سر نجاح البارسا الهجومي، بعد إنتاج 34 هدفاً، لكن الركلات الثابتة في ظل وجود ميسي، تعتبر أداة مؤثرة للغاية أيضاً، حيث شارك ليو في تسجيل وصناعة 8 منها، بواقع إحراز 6 أهداف من ركلات حرة مباشرة، وركلات جزاء، بجانب صناعة هدفين عبر تمريرتين حاسمتين، من ركلة ركنية، وأخرى حرة غير مباشرة.
الوضع يختلف كثيراً لدى فريق القلعة البيضاء، حيث يعتمد أولاً على الطرفين، لا سيما الجانب الأيمن، الذي أسهم في إحراز 14 هدفاً، تُمثّل نسبة 42.4% من الإجمالي، ليصل مجموع أهداف الجانبين إلى 20 هدفاً، بنسبة تزيد على 60% من أهداف الملكي، ويقدم كارفاخال وبيل وهازارد، بجانب تحركات بنزيمة على الأطراف مع مودريتش أحياناً، النسبة الأكبر من التمريرات الحاسمة عبر الطرفين، ولن يثير الدهشة، أن تؤكد الإحصائيات إحراز الريال 46% من أهدافه، عبر التمريرات العرضية، طالما اتخذ هذا النهج التكتيكي، مع تراجع كبير وواضح في الاعتماد على الركلات الثابتة، التي أسفرت عن إحراز 7 أهداف فقط، بينها 4 ركلات جزاء.
وما زال الدفاع الكتالوني يعاني، مثلما حدث في السنوات الأخيرة، من الهجمات السريعة للمنافسين، التي تسببت في استقبال شباكه 75% من الأهداف في الليجا، وهى ذات النسبة الخاصة بأهداف اللعب المتحرك، في ظل استمرار سياسة الاستحواذ على الكرة من جانبه، التي تبلغ في المتوسط 61%، وبالتالي يسهل شن الهجوم الخاطف عليه، بسبب حالة البطء التي يعاني منها دفاعه، على جميع الجبهات، لا سيما قلب الدفاع، الذي ضُرِب بنصف عدد الأهداف، بينما جاء النصف الثاني عبر الجانبين الدفاعيين أيضاً، وكان الطرف الأيسر هو الأكثر تأثراً، بعدما استغله المنافسون في إحراز 35% من إجمالي الأهداف. وبرغم الأفضلية النسبية لدفاع الميرنجي، إلا أن قلب دفاعه يُعد أحد نقاط ضعفه الواضحة، وكان سبباً في 58% من إجمالي الأهداف التي منى بها مرماه، وبدا من السهل اختراق الدفاعات والتوغل داخل منطقة الجزاء، لأن جميع الأهداف جاءت من محاولات قريبة، رُبعها داخل منطقة الـ 6 ياردات، كما تسببت العرضيات في استقبال 42% منها أيضاً، وضربت المرتدات السريعة خط الريال الخلفي، بما يقارب نسبة 80% من الأهداف.
على الجانب الهجومي.. ومع رحيل الدون البرتغالي، كريستيانو رونالدو، تولى الفرنسي كريم بنزيمة مهمة تحدي الأسطورة ليو، حيث يتساوى الثنائي فوق قمة الهدافين والصناع في الليجا هذا الموسم، وشارك بنزيمة في تسجيل وصناعة 17 هدفاً مع الريال، بنسبة تزيد على نصف عدد أهداف الفريق، بـ 51.5%، وفي المقابل أحرز ميسي 12 هدفاً بالتساوي مع الفرنسي، بجانب صناعة 6 أهداف أخرى، منحته صدارة «توب أسيست»، ليشارك في 42% من أهداف البارسا، مع العلم بأن أغلب الهجمات المؤثرة التي تسفر عن أهداف، يشارك فيها ميسي بتمريرة أولى، أو بناء سريع ورائع، لأنه صنع حتى الآن 30 فرصة مؤكدة للتهديف، أهدر زملاؤه 24 منها، في حين منح بنزيمة فريقه 31 تمريرة فعالة، وهو المعدل الأفضل، لكن شارك الفرنسي في 15 مباراة، مقابل 11 للبرغوث الأرجنتيني.
ميسي يعادل تشافي !
علي الزعابي ( أبوظبي )
التاريخ بين الفريقين عريق.. ملاحم كروية شهدتها المباريات، ونجوم كبار مثلوا الفريقين، منهم من صنع التاريخ، ومنهم من ضاع أمام عظمة الكلاسيكو، هنالك لاعبون كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في المواجهة التاريخية بين الغريمين، على مر التاريخ، سجلت الأرقام وتحطمت، وفي كل حقبة يأتي لاعبون جدد ليحطموا هذه الأرقام، ويكتبوا أسماءهم من جديد على رأس القائمة، هنالك أرقام لم تحطم، وأخرى ستحطم قريباً، منافسة شديدة بين الفريقين في السنوات الأخيرة الماضية، يكفي أنهما حصدا بطولة الدوري 14 مرة، في آخر 15 عاماً، النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، يعتبر الهداف التاريخي في مواجهات الفريقين، برصيد 26 هدفاً قابلة للزيادة، بحكم استمراره حتى الآن في اللعب بقميص النادي الكتالوني، لا يقترب منه أحد سوى كرستيانو رونالدو، الذي رحل إلى يوفنتوس الإيطالي برصيد 18 هدفاً، وفي هذه المباراة هنالك رقمان على وشك التحطيم من الجانبين، سينال شرفهما قائدا الفريقين سيرجيو راموس وليونيل ميسي، فالأول سيعادل رقم الأسطورة المدريدية مانولو سانشيز، بـ 43 مباراة كلاسيكو، بينما النجم الأرجنتيني أيضاً، سيعادل رقم تشافي هيرنانديز برصيد 42 مباراة، في حال مشاركتهما بكل تأكيد، وكحال كل مباراة يظل رقم المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة صامداً، بتسجيله أسرع هدف في تاريخ الكلاسيكو، بعد مرور 22 ثانية فقط، في ديسمبر 2011، وهو ما يفتح المجال دائماً في كل مباراة لتحطيمه من قبل أي لاعب، ويعتبر تشافي هيرنانديز وايكر كاسياس، أكثر منافسين التقيا في تاريخ الكلاسيكو، بـ 36 مواجهة، ميسي وراموس التقيا في 29 فقط.
العيون تترقب «مشهد جدة»
مراد المصري (الرياض)
قمة «الكلاسيكو» للدوري الإسباني، ستكون ذات طابع مختلف هذه المرة في السعودية، وذلك مع ترقب الجميع في المملكة، احتمالية تكرار المشهد مرة أخرى، حينما تقام منافسات كأس السوبر الإسباني في جدة، في شهر يناير المقبل، مع وجود احتمالية صعود كل من برشلونة وريال مدريد للمباراة النهائية، وخوض مباراة رسمية، ستكون تاريخية على الأراضي العربية.
ومن خلال رصدنا لتطلعات المتابعين للشأن الكروي في السعودية، لمسنا مدى الاهتمام البالغ بهذه الخطوة المستقبلية، حيث أجمع الكل أن «الكلاسيكو» أصبح بالمتناول، بعدما أرهقت ميزانية السفر وصعوبة التنقل، عشاق الفريقين الذين كانوا يسافرون إلى برشلونة ومدريد، لتحقيق حلمهم بالتواجد على المدرجات، فيما ستأتي المباراة إليهم هذه المرة، وبسعر تذكرة يبدأ من 50 ريالاً فقط، داخل دولتهم، وهو ما يحفز الجماهير الإماراتية للاستفادة من هذه الفرصة، من خلال اختصار المسافة، والتواجد مع أشقائهم. وأكد علي الحدادي، الصحفي في جريدة الرياضية السعودية، أن الترقب كبير والحدث غير عادي في الشارع السعودي، وقال: هناك استفسارات دون توقف، والجميع ينتظر طرح التذاكر، ويمكن مقارنة ما حصل مع كأس السوبر الإيطالي، الذي يقام بعد أيام في جدة، حيث تم بيع التذاكر رسمياً بعد ساعتين فقط من طرحها، وبالتالي هذا مؤشر كيف سيكون الإقبال على شراء تذاكر مباريات السوبر الإسباني المقبل، وتحديداً النهائي الذي قد يجمع بين برشلونة وريال مدريد. فيما اعتبر، مسفر الحسيني، الإعلامي في القنوات الرياضية السعودية، أن الحدث المقبل سيكون استثنائياً وكبيراً، نظراً للشعبية التي تمتلكها الفرق الإسبانية، وتحديداً قطبا «الكلاسيكو»، برشلونة وريال مدريد، بوصفها الأشهر على مستوى العالم. أما عبد العزيز المحمود، الإعلامي في تطبيق دوري بلس السعودي، فكشف أن التفاعل كبير للغاية، منذ وقت الإعلان، عن استضافة البطولة على أرض المملكة، واحتمالية إقامة «الكلاسيكو» هنا، وبات تداول هذا الأمر بشكل يومي ومتزايد، ترقباً للحدث المقبل.