علي الزعابي (أبوظبي)
كان فريق ستورمز الوصيف دائماً طوال 4 نسخ ماضية منذ إطلاق بطولة صاحب السمو رئيس الدولة لهوكي الجليد.. وكان البطل دائماً فريق الرئيس البيلاروسي، أمس الأول وفي المحاولة الخامسة تبدلت المراكز واختلفت المواقع.. صعد ستورمز أبوظبي إلى منصة التتويج ليحتفل باللقب بعد أن اسقط حقبة الوصيف وأذاق منافسه من ذات الكأس، ليكون عام زايد فأل خير على نادي أبوظبي للرياضات الجليدية الذي نجح في انتزاع اللقب.
وتمثلت 4 عوامل في تحقيق اللقب لفريق ستورمز تصدرها الدعم غير المحدود من قبل سمو الشيخ فلاح بن زايد آل نهيان، الذي تحدث للاعبين قبل المواجهة النهائية لتحفيزهم والشد من أزرهم ليتحقق الانتصار بعد ذلك، كما عمل نادي أبوظبي على تغيير مدرسة التدريب واعتمد المدرسة البيلاروسية قبل عام والتي ساهمت في تغيير شكل الفريق وتقديم صورة قوية هذا العام وفي هذه النسخة من البطولة، وكان ستورمز قد شارك في السنوات الأربع الماضية بمدرستين الأولى كانت الروسية ثم الفنلندية قبل عامين، وغير الفريق جلده بالمدرسة البيلاروسية التي قدمت ستورمز جديداً بمستوى مغاير وقوة أكبر، كما تم الاعتماد على عنصر الشباب وتهيئتهم للدخول في مضمار الكبار لاكتساب أكبر قدر من الخبرة والمواصلة في خوض نزالات قوية وأمام لاعبين عالميين وهو ما تحقق في هذه البطولة بمشاركة أكثر من لاعب شاب في المواجهات المختلفة.
وبقيت أكاديمية هوكي الجليد في أبوظبي هي كلمة السر في النجاحات منقطعة النظير باحتضان اللاعبين المواطنين منذ الصغر وتنشئتهم على حب وممارسة هذه الرياضة التي تعتبر غريبه على مجتمعنا في الدولة والمنطقة، إلا أن الاهتمام التي تناله كافة الرياضات في الإمارات من قبل القيادة الرشيدة والتشجيع المستمر على جعل الرياضة أسلوب حياة، أعطى كافة القائمين على أي رياضة الأمل في الاهتمام والتطوير بأي رياضة كانت.
واجه نادي أبوظبي للرياضات الجليدية صعوبات كبيرة في كيفية إيصال رسالة هذه اللعبة لأهالي اللاعبين والمجتمع بشكل عام، إلا أن النجاحات التي سطرها المنتخب وفريق أبوظبي ستورمز بمختلف المشاركات الدولية والإقليمية والقارية كانت سبب رئيس في انتشار اللعبة لدى المجتمع الإماراتي ومعرفة أهميتها.
أصبحت أكاديمية نادي أبوظبي للرياضات الجليدية تضم اليوم 500 لاعب من الصغار والشباب، خصوصاً في العامين الماضيين، عندما تضاعف العدد من 250 إلى 500 لتضيق صالات التزلج في أبوظبي والعين بممارسي اللعبة من المواطنين والمقيمين، الأمر الذي يعد مميزاً لرياضة هوكي الجليد على مستوى الدولة والسمعة الكبيرة التي اكتسبها النادي والرياضة على جميع الصعد، ولم تتوقف مساعي الأكاديمية عند تنشئة الصغار على هذه الرياضة بل أصبحت تصدر مواهب مميزة لفريق أبوظبي ستورمز والمنتخب الأول بشكل مستمر ومتواصل في كل عام وفي كل بطولة يشارك بها المنتخب لتصبح الأكاديمية منبعاً للمواهب الإماراتية التي تسهم في حصد البطولات المختلفة.
وكانت بطولة صاحب السمو رئيس الدولة لهوكي الجليد آخر الإنجازات التي تحققت بمشاركة نخبة من أفضل مواهب الأكاديمية المتمثلة بمحمد الكعبي ومبارك المزروعي وسعيد النعيمي الذين يعتبرون مستقبل هذه الرياضة بالدولة والعنصر الأساسي في السنوات القادمة بعد مشاركتهم في بطولة بهذا الحجم وأمام منافسين أصحاب خبرة طويلة في هذه الرياضة.
ويؤكد جمعة الظاهري كابتن فريق ستورمز أن المقارنة ليست عادلة بيننا والفرق التي حضرت للمشاركة في هذه البطولة، فعدد صالات التزلج في ألمانيا وبيلاروسيا وسلوفاكيا على سبيل المثال تعد بالمئات وهنالك الناس تمارس هذه الرياضة كهواية قبل أن تكون رياضة، وعند سقوط الثلوج، فإن صالات التزلج تتضاعف في المناطق العامة.
وقال: المنافسة مع هذه البلدان تعد أمراً كبيراً ومبشراً بأن رياضة هوكي الجليد تسير في الطريق الصحيح بالدولة، على الرغم من أننا نمتلك إمكانات قليلة بالمقارنة معهم على مستوى صالات التزلج، فأكاديمية نادي أبوظبي للرياضات الجليدية تمتلك صالتي تزلج في أبوظبي والعين وعدد مرتادي الأكاديمية في تزايد مستمر، فتغير الحال منذ بداية الأكاديمية والآن، في الوقت الذي كنا نرغب في زيادة الأعداد ونشر اللعبة، اليوم نواجه مشكلة في استيعاب أعداد المتدربين بالصالات، وهي أحد التحديات التي نواجهها بعد زيادة العدد إلى الضعف في ظرف عام أو اثنين من 250 لاعباً ولاعبة إلى 500 في يومنا الحالي.
وأضاف: الحمدالله نجحنا في تحقيق لقب يحمل اسماً غالياً على قلوبنا، حاولنا تحقيقه في السنوات الأربع الماضية ولكننا لم نوفق سابقاً، طموحنا دائماً المركز الأول، وبعد تغيير مدرسة التدريب والعمل بجهد نلنا مرادنا على أمل أن نواصل المسيرة في مختلف الاستحقاقات القادمة، ينتظرنا موسم قوي، في الكثير من المشاركات على المستوى الإقليمي والقاري، وأتمنى أن نصل إلى كأس العالم مرة أخرى ونشرف الإمارات بالتواجد في مثل هذه البطولة العالمية، المنتخب يزخر بالشباب الواعد الذي نجح في التأقلم سريعاً مع رياضة هوكي الجليد.