رضا سليم (دبي)
تزهو الرياضة العُمانية ببريق الإنجازات التي اعتاد أبناء السلطنة أن يحققوها في كل المحافل الخارجية سواء الدولية أو القارية وأيضاً على المستويات العربية والخليجية بفضل الدعم الكبير من جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عُمان الذي يقود مسيرة النهضة في كل المجالات إلا أن الرياضة في السلطنة لها وضعية خاصة في ظل الاهتمام الجماهيري بها ليس فقط على مستوى الساحرة المستديرة كرة القدم، التي حقق فيها أبناء السلطنة الكثير من الإنجازات بل في كل الألعاب الجماعية والفردية.
وعلى مدار 48 عاماً، كتبت الرياضة العمانية تاريخاً طويلاً مرصعاً بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية ومزيناً بالكؤوس في كل الألعاب، ويتصدر منتخب كرة القدم بل كل المنتخبات في المراحل السنية والأندية المشهد باعتبار أن كرة القدم هي الساحرة التي تأسر القلوب وتنتزع الآهات في المدرجات.
وشهدت السنوات الأخيرة تحقيق عدد كبير من البطولات للرياضة العمانية إلا أن الحدث الأبرز الذي غطى على كل الإنجازات في عام 2018، فوز منتخب عُمان بكأس الخليج العربي «خليجي 23» للمرة الثانية في تاريخه عقب الفوز على الأبيض بضربات الترجيح بنتيجة 5-4 في نهائي البطولة التي أقيمت في الكويت يناير الماضي، بعدما فاز بها للمرة الأولى في «خليجي 19» بمسقط، وهو الحدث الذي أسعد الجماهير في الإمارات قبل سلطنة عُمان.
واحتفل جمهور الأبيض مع الجماهير العمانية في نهائي الأشقاء وانتهى بركلات الترجيح وكانت القيادة الرشيدة أول المهنئين للشعب العُماني، على الإنجاز، وتصدر هاشتاق #عمان_الإمارات_الفوز_واحد، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل النهائي بين الإمارات وعمان، على حسابه الرسمي بـ «تويتر»، جميع مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بل حصل على أعلى مشاركة «ترند» في زمن قياسي، وكان سموه أول المهنئين على الإنجاز وتعانقت الأعلام الإماراتية مع العمانية في المدرجات وأيضا في شوارع الكويت.
وتوج منتخب عمان بكأس الخليج العربي التاسعة عشرة والتي أقيمت بالسلطنة 2009، وذلك بعد تغلبه على المنتخب السعودي بضربات الجزاء الترجيحية، كما حصل على لقب الوصيف لدورتين متتاليتين «خليجي 17» و«خليجي 18» بأبوظبي.
وكانت نتيجة الإنجازات المتلاحقة أن حصل المنتخب على «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي» لعام 2009 حيث نال المنتخب جائزة أفضل منتخب عربي حقق نتائج بارزة في عام 2008، وفاز منتخب الشاطئية بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الأولى بمدينة بالي الإندونيسية عام 2008.
وتأهل المنتخب الأولمبي لكرة القدم إلى نهائيات التصفيات الآسيوية للمرة الثانية ليلعب بجوار منتخبات السعودية والكويت والعراق وأصبح من أفضل 12 منتخباً آسيوياً أولمبياً حسب تصنيف الاتحاد الآسيوي.
وعلى مستوى بطولات الناشئين، تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العام للناشئين ثلاث مرات أعوام 1995 و1997 و2001، كما فاز بلقب بطولة التعاون والتي أقيمت في البحرين عام 2001، وحل في المركز الثاني بنسخة السعودية 2002، وتأهل منتخب الناشئين إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين 2010 كأفضل ثالث بفارق الأهداف عن المنتخب السعودي.
وحققت كرة القدم الشاطئية إنجازات كبيرة بعدما حصل المنتخب على المركز الثاني في بطولة دول غرب آسيا الأولى 2013، وتوج بلقب البطولة الآسيوية عام 2015، وعلى مستوى الأندية حقق نادي السيب لكرة القدم المركز الثاني في بطولة كأس الأندية الخليجية «30» والتي أقيمت المباراة النهائية في السلطنة 2015، وسبقه حصول فنجاء على المركز الرابع في بطولة الأندية العربية عام 1989، وفوز فنجاء ببطولة الخليج عام 1989 بمملكة البحرين، وحقق ظفار المركز الثاني في البطولة الخليجية لأبطال الدوري بالبحرين عام 1995 والمركز الثالث بالسعودية عام 1985 و2001 بالإمارات.
المنشآت.. نقلة نوعية لمستقبل أكثر إشراقاً
تتمتع سلطنة عُمان بمنشآت رياضية متميزة وبنية عالية الجودة فتحت لها الباب لاستضافة أحداث رياضية كبيرة عالمية وقارية، ويعد مجمع الرستاق الرياضي من أحدث المشاريع الجديدة في الرياضة العمانية، ويعتبر صرحاً رياضياً مهماً لمستقبل الرياضة في السلطنة بشكل عام، ومحافظة جنوب الباطنة بشكل خاص.
ويشتمل المجمع على استاد رياضي لكرة القدم، وملعب هوكي، وملعب كرة قدم معشب للتدريب، وملعبين للتنس، وحوض سباحة أولمبي مغطى، وصالة رياضية متعددة الأغراض.
مقاعد دولية وقارية وأولمبية
حصلت السلطنة على عدد كبير من المناصب الخارجية في الاتحادات الدولية والقارية والعربية والخليجية، وبات لها باع طويل في الخبرة الإدارية، وقد اختير خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية رسمياً عضواً باللجنة الأولمبية الدولية. جاء ذلك في اجتماعات الدورة الـ131 التي عقدت في ليما ببيرو، ويُعد هذا الاختيار إنجازاً رياضياً يضاف إلى الحركة الأولمبية العمانية التي بدأت تجني ثمار الجهود الكبيرة التي يقوم بها مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العمانية في دعم الرياضة العمانية في مختلف المحافل الدولية.
نتائج متميزة في «التضامن»
حققت بعثة عُمان في دورة ألعاب التضامن الإسلامي في نسختها الرابعة نتائج متميزة، حيث حصل لاعبو ألعاب القوى على ميداليتين برونزيتين، وأضاف الفريق برونزية جديدة في مسابقة التتابع 4*400 متر، وكانت الميدالية الأولى في مسابقات ألعاب القوى قد حققها العداء بركات الحارثي في سباق 100 متر محققاً زمناً قدره 10.35 ثانية، كما حصل منتخب الرماية على الميدالية الفضية في المسدس الهوائي «المختلط» لمسافة 10 أمتار.
وكانت الميدالية الأولى للسلطنة في هذه الدورة قد جاءت عبر الدولي سعيد الهاشمي ممثلة في الميدالية البرونزية لمسابقة المسدس السريع لمسافة 25 متراً، وأضاف الدولي إسماعيل العبري ميدالية فضية في مُسابقة المسدس الحر، وفاز الدولي حمد الخاطري بالميدالية البرونزية في مسابقة البندقية «ثلاثة أوضاع» لمسافة 50 متراً. لراميين هما إسماعيل العبري ووضحى البلوشية.
السلطنة واجهة الأحداث الرياضية
استضافت السلطنة خلال السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من البطولات الدولية والقارية والعربية والخليجية في مختلف الألعاب لما تتمتع به من منشآت رياضية كبيرة وبنية تحتية على أعلى مستوى، حيث استضافت البطولة العربية لكرة الطائرة الشاطئية 2017 على الملاعب الرملية بشاطئ القرم، وحصل منتخب عُمان «أ» على المركز الثاني والميدالية الفضية. كما استضافت البطولة العربية لكرة الطاولة للمنتخبات، إلى جانب اجتماعات الاتحاد العربي في 2017، والبطولة الآسيوية السادسة عشرة للشباب لكرة اليد «التصفيات المؤهلة لكأس العالم بإسبانيا 2019» التي تقام على الصالة الرياضية بمجمع السعادة الرياضي، وغيرها من البطولات الرياضية الكبرى، بجانب استضافة الدورة الرابعة لرياضة المرأة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتصفيات الآسيوية الخامسة لكرة اليد الشاطئية والمؤهلة لكأس العالم.
ميدالية «اليونسكو» لـ «مجمع قابوس»
يعتبر مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر من أكبر المجمعات الرياضية في السلطنة، وقد نال ميدالية «اليونسكو» عام 1995، كأفضل مؤسسة شبابية تقدم خدمات رياضية وتربوية متميزة للشباب نظراً للطفرة الرياضية التي تم استحداثها على منشآته المتعددة.
وتم إنشاء المجمع على مساحة 800 ألف متر مربع في ولاية بوشر بمحافظة مسقط، وهو مجهز وفق أحدث التجهيزات والمقاييس العالمية لعدد من الألعاب الأولمبية سواء داخل الصالات المغلقة أو في الملاعب المفتوحة، وتتسع مدرجات الاستاد الرئيس لأكثر من 28 ألف متفرج، ويحيط بملعب كرة القدم مضمار لألعاب القوى من 8 حارات، وللمجمّع 28 بوابة.