اعتقلت السلطات في جمهورية جنوب أفريقيا، مطلوبا مشتبها بارتكابه جرائم قتل وترحيل وتعذيب مسلمين وسلمته إلى المحكمة الجنائية الدولية، اليوم تمهيداً لمحاكمته.
واتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة قائد جماعة مسيحية مسلحة يدعى ألفريد يكاتوم، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية باستهدافه سكاناً مسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى.
ويكاتوم عضو حالي في البرلمان وكان معروفاً باسم "رامبو". وذكرت المحكمة، التي يوجد مقرها بهولندا في بيان، أنها أصدرت أمراً باعتقال يكاتوم يوم 11 نوفمبر الحالي "لمزاعم مسؤوليته الجنائية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في غرب جمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة بين ديسمبر من عام 2013 وأغسطس 2014".
وأضافت المحكمة "سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى سلمت يكاتوم إلى المحكمة".
ويقول قضاة المحكمة إن يكاتوم يشتبه بأنه كان قائداً لجماعة مسلحة قوامها نحو 3000 شخص كانوا ينشطون ضمن ميليشيات الدفاع الذاتي المعروفة باسم (أنتي بالاكا)، وهي ميليشيات مسيحية كانت تنفذ هجمات ضد السكان المسلمين بصورة منهجية.
وهذه أول عملية ترحيل للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية منذ فتح التحقيق في سبتمبر 2014 حول ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أفريقيا الوسطى منذ عام 2012.
وفي 2015، فرضت الأمم المتحدة ووزارة الخزانة الأميركية عقوبات على يكاتوم المعروف كذلك باسم "الكولونيل رومبهوت".
وتتّهمه الخزانة الأميركية بممارسة انتهاكات وتجاوزات ضد المسلمين وبقتل مدنيين في مبايكي (جنوب) وتجنيد 153 طفلاً للقتال.
وانتُخب يكاتوم، العريف السابق في جيش أفريقيا الوسطى، نائباً في البرلمان في 2016. وأوقف أواخر أكتوبر لإطلاقه النار داخل قاعة المجلس.
وقال بيار برونيسو من الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى "إنها رسالة قوية لقادة الفصائل المسلحة. من يعتقدون أنهم محصّنون بالعفو على طاولة المفاوضات مخطئون".
ومنذ 2012 ومع بدء الهجوم الذي أدى إلى سيطرة تحالف "سيليكا" السابق على بانغي، تشهد أفريقيا الوسطى، البالغ عدد سكانها 4,5 ملايين نسمة، يومياً أعمال عنف دامية أجبرت أكثر من ربع السكان على النزوح.
وتنتشر في أفريقيا الوسطى قوة سلام تابعة للأمم المتحدة "مينوسكا" جاء تشكيلها بعد تدخّل عسكري فرنسي، بهدف حماية المدنيين من أعمال العنف.
ومساء أمس الجمعة، هاجم مسلحون قاعدة متقدمة لبعثة الأمم المتحدة في غرب البلاد. وأصيب في الهجوم عنصر تنزاني في البعثة وتوفي لاحقاً في مستشفى "بيربيراتي" متأثراً بجروحه، كما أعلنت الأمم المتحدة.
ولم تعرف هوية المهاجمين. يشار إلى أن مجموعة "سيريري" المسلحة تنتشر في غرب البلاد حيث وقع الهجوم.
وهذه المجموعة، التي لا يزيد عديد عناصرها عن مئة، تأسست في 2018 وهي مكونة من أغلبية من مربي المواشي الذين يقولون إنهم يتصدون لسرقة قطعانهم، وهو أمر يتكرر في تلك المنطقة.
والمواجهات بين قوة الأمم المتحدة ومقاتلي "سيريري" كثيرة في هذه المنطقة من البلاد حيث قتل أحد عناصر القبعات الزرق في يونيو الماضي.
وبذلك، ارتفعت إلى ستة حصيلة قتلى عناصر الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى في 2018.
ومساء الجمعة، سمع دوي انفجار في الحي الذي تقطنه الأغلبية المسلمة في العاصمة بانغي "بي كي 5" في مستوى منزل قائد ميليشيات.
وقالت عدة مصادر متطابقة إن الانفجار تم بطائرة دون طيار، وتعذر التأكد من الخبر.