عمر الحلاوي (العين)
استضاف مجلس مفلح عايض الأحبابي التابع لشؤون المجالس في ديوان ولي عهد أبوظبي محاضرة شرطة أبوظبي «التنمر المدرسي... وآثاره وعلاجه» والتي ألقاها الدكتور سيف راشد الجابري عضو جمعية توعية ورعاية الأحداث، واستعرضت المحاضرة مفهوم التنمر وتأثيره على البيئة المدرسية وانحراف السلوك الطلابي الذي يتسبب بالأضرار على المدرسة والمعلم وزملائه الطلاب، ومخالفته للوائح، وأرجعت التنمر إلى تأثر الطالب بالعنف الأسري أو أصدقاء السوء، كما استعرضت أنواع التنمر وطرق الكشف عليه وعلاجه. وكشفت المحاضرة عن أن استمرار التنمر يولد الجرائم في المستقبل بحيث يبدأ المتنمر بممارسة الاعتداءات الصغيرة ومن ثم يتحول إلى ظاهرة قوية، وحثت المدارس على إعداد خطة استراتيجية للقضاء على التنمر وتحقيق «صفرية» قضايا التنمر، وتكوين قاعدة بيانات مدرسية.
وقال الدكتور سيف الجابري: «إن أحدث أنواع التنمر هو التنمر الإلكتروني»، لافتاً إلى أن المتنمر متمرد على الحياة يرى نفسه الأفضل في المجتمع، معدداً أنواع التنمر في المدارس من لفظي وسمعي وجسدي، موضحاً أن هنالك أسبابا عديدة تدفع الطفل للتنمر من بينها علاقة الطفل مع الأسرة، حيث يبدأ التنمر من الأسرة نفسها، ثانياً: عدم إحساس الطفل بالأمان من والديه فيلجأ إلى صديق قد يكون صديقا حقيقيا أو إلى الأجهزة الإلكترونية، وثالثاً: أسلوب التربية الخاطئ الذي يعتبر أحياناً بداية طريق التنمر وذلك بعدم وضع الطفل منذ الصغر على الطريق الصحيح، رابعاً: أصدقاء السوء».
ولفت الدكتور الجابري إلى أن التنمر يبدأ من أسلوب التربية الخاطئة وغياب التوجه السلوكي والذي يأتي من 3 جهات، وهي أولاً التوجيه السليم داخل المنزل من والديه حيث ينقل الطفل ما يراه من تصرف أحد والديه، المؤثر الثاني المدرسة، والمؤثر الثالث الأجهزة الإلكترونية المختلفة من هواتف ذكية وتلفزيون وغيرها وترك الأبناء من دون مراقبة تصرفاتهم في استخدام الأجهزة الإلكترونية.
وأشار إلى أن هناك مؤشرات يجب الانتباه إليها توضح أن ابنك يتعرض للتنمر من بينها رفضه الذهاب إلى المدرسة فذلك يؤشر إلى أنه ضحية للتنمر، لافتاً إلى أهمية حضور أولياء الأمور للاجتماعات المدرسية وزيادة التواصل مع المدرسة مما يسهل اكتشاف التنمر مبكراً ومن بين المؤشرات التي تظهر على الطالب ضحية التنمر أن يغير مسار طريق عودته من المدرسة، وكذلك تدني التحصيل المدرسي، ومن المؤشرات الكبيرة ظهور آثار للضرب.
وأضاف الجابري: إلى أن أهم وسائل علاج التنمر الالتزام بالقيم وتعليم الأبناء القيم الإسلامية والأخلاق والصلاة، واحترام الآخرين، وتربيته على التسامح، ومراقبته، وتفتيش حقيبته المدرسية، مشيراً إلى أن المسؤولية في معالجة التنمر تقع على عاتق الأسرة ثم المدرسة، ومن بعد ذلك المجتمع عموماً وأخيراً الطالب نفسه، حيث إنه يتوجب على الأسرة أن تعود أطفالها في حالة رأى خطأ أن ينقله إلى والديه.
وعدد الدكتور الجابري وسائل علاج الطفل من التنمر مطالباً الأسرة بعدم الاستعجال في الحكم والتربية، وفي حالة ثبوت الخطأ على الأسرة أن تبحث عن وسيلة علاجية تناسب عمره، وقبل ذلك أن تطلع على المشكلة كاملة، والابتعاد عن وصف الطفل بالتعدي، وتحسين سلوكه، والتحكم فيما يشاهده، وعلاج الطفل الضحية لدى جهة متخصصة، واحتواء الطفل من قبل الوالدين، والشروع في إعادة الثقة في الطفل، وتشجيعه وتقديره في تحسن سلوكه، ومعرفة الوالدين بقانون وديمة، وطالب كل مدرسة بإعداد خطة استراتيجية للقضاء على التنمر وتحقيق «صفرية» قضايا التنمر، وتكوين قاعدة بيانات مدرسية.