معتصم عبد الله (دبي)
يُعرف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» عملية «تمرير الكرة»، والتي تعد الثالثة ضمن المهارات الأساسية في اللعبة، والتي تشمل «التحكم في الكرة، الجري بالكرة، تمرير الكرة، التصويب على المرمى»، بأنها حركة نقل الكرة للزميل، وأحد الأجزاء الأساسية من اللعب بروح الفريق، ولب اللعبة، بيد أن المتابع لفريق الشارقة، حامل لقب دوري الخليج العربي في الموسم الماضي 2018- 2019، ومتصدر الدوري في الموسم الحالي 2019- 2020، بنهاية الجولة التاسعة يجد أن «الملك» يخالف الأساسيات، ويتمسك بالقمة عبر أقصر الطرق، دون الحاجة إلى تمرير الكثير من الكرات.
وتشير الإحصاءات الرسمية لدوري الخليج العربي، إلى أن الشارقة يعد ثالث أقل فرق الدوري تمريراً برصيد 2929 تمريرة، متفوقاً على فريقين فقط هما عجمان 2773، والظفرة 2523، غير أن هذه النسبة الضئيلة لم تمنع «الملك» من مواصلة التربع على الصدارة، للأسبوع التاسع على التوالي، مترجماً أفضليته المستمرة منذ الموسم الماضي، تحت قيادة الوطني عبدالعزيز العنبري.
وترجم «الملك» أفضليته الواقعية، بعيداً عن جدل الأرقام، وبشكل واضح في مباراته أمام مضيفه، النصر، أمس الأول، في قمة الجولة التاسعة، حينما بصم على شباك «العميد»، بالفوز 3-1، حيث لم تشفع نسبة الاستحواذ على الكرة خلال المباراة، والتي وصلت إلى نحو 72.6% للأخير في تجنب خسارته الأولى، تحت قيادة مدربه الكرواتي كرونوسلاف جوريتش.
وعلق عبدالعزيز العنبري، مدرب الشارقة، على المباراة، قائلاً: «كنا نعلم جيداً قدرات المنافس في الاستحواذ على الكرة، وركزنا بشكل أساسي على استثمار الفرص والالتزام الدفاعي، وأعتقد أن لاعبي الفريق بذلوا مجهودات كبيرة في الجوانب الدفاعية، وتفوقنا في المباراة، رغم صعوبة منح المنافس فرصة امتلاك الكرة»، مشدداً على أنه لا يزال عند حديثه بكون «النصر أحد أفضل فرق الدوري حالياً».
وأضاف: «مررنا بمرحلة صعبة، في ظل غياب لاعبين بأهمية إيجور وشاهين وغيرهما، واستمرت الصعوبات حتى أثناء المباراة بإصابة مينديز، ومن قبله محمد عبد الباسط، والمهم أن روح الفريق كانت حاضرة بقوة»، مشيراً إلى أن الشارقة كان محظوظاً بغياب الإسباني نيجريدو عن تشكيلة النصر.
في المقابل، ذكر الكرواتي كرونوسلاف جوريتش، مدرب النصر، أن الخسارة تبقى جزءاً من كرة القدم، وأوضح: «بالنظر إلى أرقام المباراة، ونسبة الاستحواذ التي وصلت إلى أكثر من 72%، علاوة على حصيلة التسديدات على المرمى والركلات الركينة المكتسبة، أعتقد أن أداء فريقي كان جيداً، ولكن في بعض الأحيان لا يكون المستوى الجيد كافياً للفوز»، مشدداً على أن العميد لا يزال في الطريق الصحيح، وعليه الاستمرار بذات المنوال.
ولفت مدرب النصر، إلى أن أسلوب أداء الشارقة في المباراة كان متوقعاً، وأضاف: «اللعب على إغلاق المساحات، والانضباط الكبير على مستوى خط دفاع المنافس لم يكن مفاجئاً، الشارقة لعب على تصيد الأخطاء، ونجح في المباراة وهو يستحق التهنئة، كما يستحق لاعبو فريقي الإشادة على المستوى».
ورفض كرونو، التعليق على تأثير غياب الإسباني نيجريدو عن المباراة، في ظل افتقاد المنافس أيضاً لعدد من أبرز عناصره الأساسية.
«سيناريو» مكرر وإسقاط بـ«التخصص»
كرّر المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري، مدرب الشارقة، تفوقه أمام منافسه الكرواتي كرونسلاف، مدرب النصر الحالي، وبني ياس في الموسم الماضي، بالفوز الثالث على التوالي، وكان العنبري قاد «الملك» في الموسم الماضي، لإلحاق الخسارة الأولى بفريق بني ياس، على ملعبه في الدوري، تحت قيادة كرونو، بنتيجة 2-1، ليوقف سلسلة من النتائج الإيجابية، استمرت 10 جولات في ملعب الشامخة، حقق خلالها «السماوي» التعادل في 3، والفوز في 7 مباريات، منها خمسة على التوالي، قبل قبول الخسارة أمام «الملك». وعاد العنبري، ليكرر السيناريو في الموسم الحالي، حينما قاد الشارقة لإلحاق الخسارة الأولى بالنصر، تحت قيادة كرونو، بعد 8 مباريات على التوالي، لم يعرف فيها طعم الخسارة، من بينها 5 مباريات في الدوري، وثلاثة في مسابقة كأس الخليج العربي.
الفردان: أداء النصر في المستوى المطلوب
شدد حبيب الفردان، لاعب وسط النصر، على أهمية استمرار أداء فريقه على ذات المنوال، رغم نتيجة الخسارة أمام الشارقة 1-3، وقال: «الخسارة أمام المتصدر لا تعني بأي حال تراجع مستوى الفريق، وأعتقد أننا قدمنا أداء جيداً أمام منافس صعب، وكنا قريبين من الخروج بنتيجة أفضل في أكثر من كرة، لم يحالفنا فيها التوفيق».
ولفت الفردان، إلى أن مشوار المنافسة على الدوري لا يزال طويلاً، وهو ما يتطلب المزيد من الجهد، وتابع: «ينتظرنا الكثير من المباريات الصعبة، وعلينا الاستمرار في بذل المزيد من الجهد، من أجل تحقيق النتائج المطلوبة لإسعاد الجمهور، وخسارتنا في المباراة الأخيرة، بعد سلسلة من النتائج الإيجابية، لن تحبطنا عن مواصلة المشوار».