عدد اليوم
لندن (الاتحاد)
كشف موقع «تي إم زي» الأميركي عن محاولات مستمرة من جانب النظام القطري لدفع عجلة الاقتصاد غير النفطي وإحياء القطاع السياحي الذي يعاني منذ مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في يونيو 2017، لدوحة الإرهاب، بجانب الترويج للخطوط الجوية القطرية التي سجلت خسائر فادحة من خلال اللجوء للفنانين الأميركيين الذين استغلوا الموقف وحصلوا على مبالغ طائلة مقابل دقائق لعرض قصير في العاصمة القطرية.
وأوضح الموقع أن اليأس القطري بلغ منتهاه حين التقطت عدسات المصورين المغنية الأميركية الشهيرة جنيفر لوبيز التي حضرت إلى قطر منذ أيام لتشارك في افتتاح سوق تجاري، كلف خزينة نظام الحمدين أكثر من ثلاثة ملايين دولار. ونقل عن مصادر أن لوبيز شاركت في عرض غنائي لمدة 20 دقيقة فقط، بجانب لقاء مع المعجبين بمناسبة الافتتاح الكبير للمركز، وحصلت جراء ذلك على مليوني دولار، بجانب أكثر من مليون دولار دفعتها الخطوط الجوية القطرية مقابل إقامتها في أجنحة ملكية في الفنادق القطرية وتغطية نفقات الطائرة الخاصة التي تنقلت بها. وأوضح أن لوبيز تحدثت مع الحشود حول حقوق المرأة، وهي القضية المثارة في البلاد، والتي تشهد انتقادات حادة نتيجة انتهاك حقوق المرأة، وهي واحدة من عدد قليل من الإناث اللواتي تم دعوتهن إلى البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه قطاع السياحة في قطر نزفاً بالخسائر، ولن يتعافى إلا بعد مرور 3 سنوات على الأقل. وكشفت تقارير سابقة عن أن قطر لن تستطيع تعويض السياحة التي فقدتها إلا بانتظار كأس العالم 2022، والذي من أجله تعمل على بناء 17 ألف غرفة فندقية بجانب الـ26 ألف غرفة الموجودة حالياً ومخصصة للوافدين في كأس العالم.
كذلك انخفضت العائدات الخاصة بالغرف في الفنادق بواقع 16% للغرفة الواحدة، إضافة إلى أن الغرف الجديدة التي بنتها الحكومة القطرية من أجل كأس العالم وضعت ضغوطاً على الفنادق الموجودة بالفعل، حيث تقاتل من أجل العثور على زبائن يشغلونها ويقللون حجم الخسائر بها.
أما فيما يتعلق بالخطوط الجوية القطرية، ذكر الموقع أن المغنية الأميركية ستشارك الأسبوع المقبل، في حفلة الخطوط الجوية القطرية في مسرح دولبي في لوس أنجلوس، حيث سيكون أمامها نحو 20 دقيقة فقط لتحصل على 1.2 مليون دولار، مشيرة إلى أن القطريين استخدموا لوبيز كأداة لجذب مشاهير آخرين للحفل وهو ما كشفته بطاقات الدعوى.
وأكد الموقع أن مبلغ 1.2 مليون دولار ليست القيمة المتفق عليها، بل ما عرضه نظام الحمدين فقط، حيث إن ذلك الأمر لا يزال يخضع للتفاوض، واقترحت الشركة مبلغ 1.2 مليون دولار مقابل عرض مدته 20 دقيقة، لكن المفاوضات مازالت جارية، رغم أن الخطوط الجوية القطرية، التي فقدت الكثير من قوتها - بحسب الموقع - أعلنت خلال الدعوات مشاركة لوبيز.
وألقت الخطوط القطرية باللوم على المقاطعة العربية كسبب لتسجيلها خسائر فادحة بلغت 69 مليون دولار خلال العام الماضي، مشيرة إلى أن المقاطعة أجبرت الشركة على التخلي عن 18 وجهة لرحلاتها، كما اضطرت الشركة إلى تحويل مسارات العديد من الرحلات الأخرى لتجنب المجال الجوي المغلق من الدول الأربع المكافحة للإرهاب، مما أدى إلى ارتفاع نفقات التشغيل بمقدار 15% عن العام السابق.
وعرض لوبيز لا يعتبر مجرد أداة لدفع عجلة الاقتصاد القطري الخامل فحسب، ولكنها محاولة جديدة لإيهام العالم بأن المقاطعة العربية غير مجدية، وأن العديد من المشاهير يأتون إلى الدوحة ويشاركون في فعاليات مختلفة بها.
