عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
تابع «فن أبوظبي» نشاطه في منارة السعديات مع ورشة العمل التي جرت في استديو الفنون، وكان مع الفنانة الإماراتية سارة سالم العقروبي، وهي الرسامة والشاعرة والمخرجة والساعية إلى إيصال الفن الإماراتي إلى العالم، وخاصة أن الفنانة أمضت سنين طويلة في الخارج، ثم عادت إلى الإمارات وحصلت على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في الشارقة قسم التصميم، إضافة إلى حصولها على شهادة الماجستير من كلية رويال كوليج آرت في لندن.
تحدثت سارة خلال الورشة عن مشروعها الفني، وقدمت بحضور عدد من المهتمين بتنمية فنون الأداء، عرض فيديو مدته 4 دقائق مصحوبا بأداء شعري بصوتها، وصورا من البيئة الإماراتية، والدور الرائد للمرأة وهي تنشر الملابس على حبال الغسيل المنصوبة في حديقة البيت، إضافة إلى لقطات للفنانة وهي تتجول وتتأمل في حقول القمح والأرض الزراعية التي تعبر من خلالها عن البيئة.
وبعد انتهاء العرض شرحت الفنانة ملامح من مسيرتها الفنية، موضحة أن هذا الفيلم هو عمل جديد يقدم باللغة الإنجليزية. ويظهر هذا العمل حرص الفنانة العرقوبي على ترسيخ الهوية الإماراتية بأسلوبها الفني الذي تمزجه مع المدارس الفنية العالمية الأخرى.وردا على سؤال لـ «الاتحاد» عن أحب الأشياء إليها: الشعر أم الرسم أم تصوير الفيديو قالت: عندما كتبت الشعر كهواية، لم أكن أتوقع أن يدخل كعنصر هام مع تصوير الفيديو، وبعد هذه التجربة الجديدة شعرت أنها تجربة مهمة ويجب أن تتطور، أما الرسم، فهو الأساس في علم بقية الفنون.
وفي القصيدة التي حملت عنوان «العاج يغرس والمخلصون»، والتي رافقت عرض الفيديو، تقول سارة:
«علموني أن المخلصين يأتون في ثياب بيضاء، / ذلك الخوف يمتد بين غرزات لوني العاجية، / أستطيع أن أفرك رائحته في النسيج، / وأزيل الأوساخ التي تركها خلفه، / لعله يصبح لي مرة أخرى./ لقد كان جميلا لفترة قصيرة، / أترى كان يجب أن أعلم هذا من قبل».
وشارك الفنان نايف البلوشي، ضمن جناح مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بعرض أدائي عبر فيه بطريقته الخاصة عن محبته لمدينة أبوظبي ومعالمها العمرانية الحديثة والقديمة، وضمن مشروع «زايد القوة الناعمة والقيم الإنسانية النبيلة»، تحدث الفنان عن عمله التركيبي بتقنية الواقع الرقمي المعزز «آلة رقم 003»، مقدما العديد من صور الفيديو للبناء المعماري في أبوظبي، وشرح تجربته الفنية بالقول: «العمل عبارة عن تجربة بالواقع المعزز، اشتغلنا فيها على 5 أعمال فنية، كل منها يتكلم في «عام زايد» عن قيمة من القيم عند الشيخ زايد، القيمة الأولى بعنوان: «بناء الإنسان»، صورنا فيها المجمع الثقافي وبعض المعالم المشهورة بأبوظبي، وهو عمل موجه للأطفال، حيث يرون كيف تتحرك الأشياء المصورة من حولهم. والعمل الثاني صورنا فيه اجتماع السديرة الذي جرى بين أبوظبي ودبي. وثالث عمل صورنا فيه الاجتماع الذي حصل بين الشيخ زايد والشيخ راشد، واتخذ فيه قرار الاتحاد.
وأوضح البلوشي أن المستخدم حين يدخل إلى العمل المصور يشاهد المعالم العمرانية من أبوظبي ودبي، وكذلك بعض الاجتماعات التي كانت تدور بين الشيوخ ويتخذون فيها قرارات هامة، وأهمها وضع بذرة الاتحاد، مبينا أن العمل من رسم آية الهجري، وبرمجة محمد عبد المفتاح، وإخراج البلوشي. وفي الجناح نفسه شارك الفنان الإماراتي حسين الموسوي في عمل بعنوان: «نمو»، وهو عمل فني على لوح مزدوج، عندما يحرك داخل الجهاز تظهر فيه مجموعة من صور فوتوغرافية رقمية، وشرح أن هذا العمل جاء أيضا ضمن المشروع الفني لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون «زايد القوة الناعمة/ بناء الإنسان والمعرفة»، وقال: «تشغلني جدا المباني التي تم تشييدها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، إضافة إلى المباني المعاصرة التي تشيد حديثا». وأوضح أن هذه المباني المعمارية بعد 15 سنة سوف تصبح قديمة ضمن النمو السريع لدولة الإمارات، مبينا أن هذه الأعمال الفنية التي تنجز من خلال التصوير والأداء الفني تحتفظ بقيمة ثقافية وتاريخية كبيرة. ومشروع الفنان هذا يضم 26 صورة لمعالم عمرانية في الإمارات خلال حكم الشيخ زايد وهي تؤكد بحسب قوله: «إن حجم الدول لا يقاس بحجم الخريطة، وإنما بتراثها وحضارتها».
