بدرية الكسار (أبوظبي)
نجحت مؤسسة الغدير التابعة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتية في تدريب وتمكين 150 حرفية مواطنة ومقيمة بالمؤسسة، عبر تعليمهن تصنيع منتجات تراثية تعبر عن الهوية الإماراتية، وتتسم بالأصالة والطابع المحلي، ما يسهم في عودة الحرف التراثية إلى دائرة الضوء من جانب، ويوفر دخلاً يساعد في تمكين الحرفيات الإماراتيات على تلبية متطلباتهن المعيشية من جانب آخر.
وانطلاقاً مما توفره مؤسسة الغدير من مفردات تصنيع المنتجات التراثية من تدريب ومواد خام وتصاميم وخدمات تسويق، التقطت الحرفيات الإماراتيات ناصية المبادرة التراثية الفريدة لتبدعن منتجات تتجاوز صناعة «اللُحف»، و«السدو» إلى صناعة التُلي و«حقائب الغدير»، بل وتتجاوزه إلى فن الطبخ الشعبي بإعداد وجبات مستوحاة من المطبخ الإماراتي، بما يمثله من مأكولات تراثية يتم إعدادها بالطرق التقليدية، في مبادرة أطلق عليها «هنى وعافية».
نجاحات الحرفيات الإماراتيات تجاوز المحلي إلى الخارجي، من خلال العديد من المبادرات المجتمعية، ومنها مبادرة «درز الأمل» الموجهة لتمكين المرأة السورية اللاجئة في المخيم الإماراتي الأردني الذي يستضيف نحو 2000 امرأة لاجئة، من خلال تدريبهن على الحرف اليدوية، حيث تم تدريب 20 امرأة لاجئة على كيفية صنع اللُحف التي يمكن بيعها، أو الاحتفاظ بها للاستخدام العائلي، حيث تم دمج بعض رسومات أطفال دولة الإمارات والأطفال اللاجئين السوريين التي تمثل الحب والسلام على اللحف باستخدام مواد الرسم من صناديق «احلم» التي تبرع بها أطفال الإمارات، إضافة لمبادرة «تبادل ثقافي بالحرف» التي أطلقتها المؤسسة لمد جسور الصداقة مع ثقافات أخرى، عبر ورش عمل مشتركة، مثل تلك التي أقامتها«غدير»، بالتعاون مع جمعية السيدات الهنديات لتبادل ثقافة الحرف الإماراتية والهندية، حيث تم تبادل حرفة صناعة التلي «شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممزوجة مع الشرائط الذهبية أو الفضية» من الإمارات والطباعة على الأقمشة من الهند، ومن خلالها تم إنتاج شال يحتوي على الحرفتين. تقول مريم خالد الكندي، مديرة مؤسسة الغدير للحرف الإماراتية «انطلقت أعمال المؤسسة عام 2006 من قبل اللجنة النسائية في الهيئة، برعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، مساعدة رئيس الهيئة للشؤون النسائية. وتفاعلاً مع «عام زايد»، وبالتعاون مع العديد من مؤسسات القطاعين العام والخاص بالدولة، تنفذ المؤسسة خلال عام 2018 حزمة من المبادرات المجتمعية المبتكرة بهدف مساعدة «حرفيات الإمارات» على اكتساب الخبرات اللازمة لتصنيع منتجات تراثية تتميز بالأصالة، وبطابع محلي خالص، كما تعبر تلك المنتجات عن الهوية الإماراتية، وروح التاريخ العريق لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تقول المدربة بخيته حمد أم ناصر: بدأت العمل في المؤسسة منذ انطلاقها عام 2006، مع زميلتي أم راشد، وبعد سنوات خبرة طويلة في مجال الخياطة والحياكة في استخدام الأدوات التراثية أصبحنا مدربات على الأعمال، وبمناسبة «عام زايد» قمنا بعمل جديد، وهو مزج السدو مع الخوص لصناعة المفارش، وسنقوم بمنتوجات جديدة في الفترة المقبلة، وتابعت :«هدفنا المحافظة علي تراثنا وإدخال الفرحة والسعادة على قلوب شيوخنا، فهم حريصون على المحافظة على تراث الإمارات، وتعليم الأبناء تراث وطنهم وأنواعه.
نشكر القيادة وكل القائمين على المؤسسة في توفير كل ما نحتاجه من مستلزمات، لتمكين السيدات ومساعدة الأمهات المواطنات على اكتساب الخبرات اللازمة في صناعة المشغولات اليدوية، التي تتميز بطابع محلي، وكذلك المساهمة في رفع الدخل الشهري لهن.