حسونة الطيب (أبوظبي)
يتردد في أروقة منتجي النفط سؤال حول إمكانية منافسة الصخري للتقليدي خلال السنوات القليلة المقبلة، في ظل التطورات السريعة للتقنيات المستخدمة في عمليات الاستكشاف والإنتاج وتقنيات التفتيت وانعكاس ذلك على سعر برميل النفط في السوق العالمية.
فهل تشهد السنوات المقبلة، حسم الصراع بين النفط الصخري والتقليدي بالتوافق والتآزر لتلبية احتياجات التنمية العالمية أم ستتصاعد حصة أحدهما على الآخر استنادا لمعدلات التكلفة واستخدام التقنيات الحديثة ورغبة المنتجين في المجالين.
يشكل النفط الصخري ثلث الإنتاج الأميركي الذي ناهز 11,6 مليون برميل يومياً في بداية نوفمبر الحالي. وبصرف النظر عن المخاوف حول الانخفاض النسبي لإنتاج النفط الصخري، نتيجة للعقبات التي تعاني منها خطوط الأنابيب، إلا أن القطاع يسير بخطى حثيثة صوب زيادة الإنتاج، وتفسر الأرقام التراجع الأخير في أسعار النفط.
وأكد أتني روكس، مدير قطاع الحفر والتقييم في شركة وذرفورد الأيرلندية، أنه لا يوجد بطء في نشاط قطاع النفط والغاز الصخري، لكن من الواضح كما هو متداول في وسائل الإعلام، أن شح خطوط الأنابيب خاصة في غرب تكساس، حد من مقدرة العملاء في عمليات تفتيت الآبار وبدء الإنتاج. لكن تقوم الشركة، بحفر وتجهيز العديد من الآبار في انتظار بدء الإنتاج.
وقال:«تدرك منطقة الشرق الأوسط، أن ما حققته التقنيات المستخدمة والكفاءة في قطاع النفط والغاز الصخري في أميركا أو الأرجنتين، جديرة بالتطبيق في المنطقة. وينبغي على عملائنا تنويع احتياطاتهم ومصادر الإنتاج، علماً بأن معدات التفتيت، تتطلب رؤوس أموال ضخمة للعمل في الآبار بكفاءة كبيرة، خاصة بالنسبة لشركات الخدمات».
وأشار إلى أنه ومن بين التحديات التي ربما تواجه قطاع النفط والغاز الصخري في منطقة الشرق الأوسط، وفرة المياه والرمال ذات المواصفات الخاصة المطلوبة في عمليات التفتيت. لكن كلما تطورت تقنيات التفتيت والحفر، كلما انخفضت تكلفة إنتاج البرميل.
ونوه راكيش راي، المدير الدولي لحلول الإنتاج في الشركة، إلى أنه وبالنظر إلى إنتاج النفط والغاز الصخري، يمكن تقسيمه إلى صفتين، ارتفاع أسعار الآبار وارتفاع معدلات التراجع، ما يجعل إدارة هذا السيناريو ضرورية للغاية. لذا في حالة ارتفاع تكلفة الإنتاج، لابد من إيجاد تقنية إنتاج تسمح باستخراج النفط بأسعار عالية تمكن من استمرار عملية الإنتاج.
وتوقع راكيش، إمكانية منافسة إنتاج الصخري لنظيره التقليدي، ما يجعل بعض الشركات في منطقة الشرق الأوسط، تضع في اعتبارها الدخول في هذا القطاع. ويتطلب الصخري استثمارات مستمرة في التقنيات. لذا ونتيجة لانخفاض الأسعار، ينبغي التركيز على التقنيات الجديدة وحفر آبار إضافية، لتعويض الفاقد في الآبار القائمة.
وعلى صعيد آخر، في حوض بيرميان، تم إرغام العديد من الشركات الصغيرة، على إبطاء وتيرة إنتاجها حتى نهاية العام الجاري، حيث غمرت وفرة الإنتاج خطوط الأنابيب، ما أدى لنقصها وانخفاض الأسعار في الحوض لما يقارب 18 دولارا للبرميل أو بنحو 26% دون أسعار المؤشر الأميركي في سبتمبر.
لكن وبتوقع دخول ثلاثة مشاريع كبيرة لخطوط الأنابيب لخط الإنتاج خلال العام المقبل، ترى شركات الإنتاج، أنه ليس هناك ما يعوق ارتفاع وتيرة نمو الإنتاج. وتملك مثلاً، بايونير ناتشورال ريسورسيز، مساحة كافية من الأنابيب لنقل كل إنتاجها خارج الحوض بحلول 2020، بينما لدى دياموندباك إنيرجي، سعة كبيرة من خطوط الأنابيب المزمع دخولها خطوط الإنتاج العام المقبل.
وقال نورم جيلسدورف، رئيس هانيويل في الشرق الأوسط وروسيا: «تمكنت أميركا من تحقيق النجاح في هذا القطاع، نظراً لسرعتها في عمليات الحفر الأفقي وربط النظام ونظافة الغازات وضخ النفط والغاز في الأنابيب، خاصة وأن الآبار تتميز بصغرها، ما يحتم ضرورة إغلاق واحد وحفر آخر جديد. ويتطلب إنشاء محطات تشغيل هذه الآبار، ما بين ثمانية إلى عشرة أشهر، حيث يتم بناؤها على ظهر الشاحنات ونقلها من ثم لحقول النفط أو الغاز، ما سهل قيام ثورة القطاع الصخري في أميركا».
وأكد أن النفط الصخري، لا يزال في حلبة المنافسة، نتيجة للخفض المستمر في التكلفة والزيادة المستمرة في معدلات الإنتاج وأن تكلفة إنتاج البرميل في أميركا، تعتمد على موقع وطريقة تشغيل البئر، حيث يمكن أن تتراوح بين 30 إلى 60 أو 70 دولارا.
وأضاف: «كلما ارتفع معدل الإنتاج وخفض التكلفة، أصبح الصخري قادراً على المنافسة، في بعض مناطق الإنتاج حول العالم. لكن عند جلب هذه التقنية لمنطقة الشرق الأوسط أو روسيا، ربما تكون التكلفة عالية في البداية، حتى تتمكن من استخدام التقنيات اللازمة».
وبتوقع دخول ثلاثة مشاريع كبيرة لخطوط الأنابيب لخط الإنتاج خلال العام المقبل، ترى شركات الإنتاج، أنه ليس هناك ما يعوق ارتفاع وتيرة نمو الإنتاج. وتملك مثلاً، بايونير ناتشورال ريسورسيز، مساحة كافية من الأنابيب لنقل كل إنتاجها خارج الحوض بحلول 2020، بينما لدى دياموندباك إنيرجي، سعة كبيرة من خطوط الأنابيب المزمع دخولها خطوط الإنتاج العام المقبل.
في غضون ذلك، ارتفع عدد الحقول التي تم حفرها خلال العام الجاري، لكنها في انتظار عمليات التفتيت، بنحو 50% إلى 3,7 ألف، ما يشير لموجة جديدة من الإنتاج فور الانتهاء من الأنابيب. كما ارتفع عدد الحقول التي في انتظار الحفر، نظراً للنقص الذي تعاني منه خطوط الأنابيب في حوض بيرميان، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وتفوقت أميركا على روسيا، لتحتل المركز الأول كأكبر منتج للنفط في العالم في أغسطس الماضي، بعد إحرازها لأكبر زيادة سنوية في تاريخها. ويشكل حوض بيرميان، ثلث إنتاج أميركا من النفط، حيث يعتبر أسرع الحقول الكبيرة نمواً في العالم. وتتوقع مؤسسة ريستاد الاستشارية، ارتفاع الإنتاج الأميركي، بنسبة قدرها 45% إلى 16,5 مليون برميل يومياً بحلول 2030.