هزاع بن ربيع: هدفنا الموروث البحري

أبوظبي (الاتحاد)

للتراث البحري حراسه الدائمون هنا في الإمارات، يسعون لهدف وحيد، هو الإبقاء على الإرث حاضراً بين الأجيال، طموحهم تسليم الرسالة من جيل لآخر، وبالشكل الذي يرى فيه الأحفاد ما صنعه الأجداد، ويشاهدون ماضيهم المجيد بعيون الحاضر.
فريق الطيار، هو أحد هؤلاء الحراس، بقيادة مؤسسه هزاع محمد بن ربيع المهيري، ففي أقل من عامين قدم الطيار الرعاية والشراكة، في إحياء سباقات صيد الكنعد والسكل، في مختلف أنحاء العاصمة أبوظبي، وأيضاً رعاية سباقات المحامل الشراعية، وبالأخص سباق دلما للمسافات الطويلة 60 قدماً، وتجاوز ذلك برعاية قوارب التجديف التراثي، مروراً بسباقات الشواحيف، وكذلك الغوص التطوعي، والتشجيع على تنظيف البيئة البحرية، والحفاظ على الشواطئ خالية من المواد الملوثة والقابلة للتحلل، جهود مختلفة قام بها الطيار، بالتعاون مع الأندية البحرية والجهات المختلفة، بهدف تحقيق أهداف مجتمعية خالصة، والاهتمام أكثر بالموروث البحري.
هزاع محمد بن ربيع المهيري، مؤسس فريق الطيار، توجّه بالشكر في بداية حديثه إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وذلك لرعاية سموه الدائمة لأغلب الأنشطة التراثية البحرية المختلفة للأندية البحرية، وأيضاً البطولات التي تشجع على العناية بالموروث البحري، وإلى سمو الشيخ سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية، لاهتمام سموه بمختلف الأنشطة البحرية للنادي، وأكد أن كل ما سبق، وجميع جهود فريق الطيار، تأتي تحقيقاً لهدف واحد سام، وهو الحفاظ على موروث الإمارات البحري، والحرص على أن تنتقل الصورة كاملة للأجيال المقبلة بدون أي نقصان، بالإضافة إلى تشجيع ممارسة هذه الهوايات البحرية، التي كانت ذات يوم وسيلة لكسب الرزق لدى الأجداد، وقال: «لا ينتظر فريق الطيار أي عائد ربحي أو مادي، من خلال كل الأنشطة التي يقوم بها، بل يسعى لتعزيز انتشار وحضور هذه البطولات، وزيادة جمهورها من المشاركين ومن المتابعين أيضاً، خاصة وأن أغلبيتها في الأصل جزء لا يتجزأ من الموروث البحري لنا في الإمارات، ولذلك نحرص على أن تصل هذه الرسالة كاملة حالياً، وفي المستقبل القريب، ونعمل كذلك على وجودها في المستقبل البعيد، الذي قد لا نكون حاضرين فيه، ولكن الأفكار والطرح الإيجابي لا يموت، وما قمنا ببنائه موجود وحاضر على الدوام، والأهم أيضاً هو ربط الأجيال بتاريخهم، وتعميق الاعتزاز لديهم بالوطنية، وتجسير العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل معاً».
وأكد هزاع بن ربيع، أن ما يقوم به فريق الطيار من أعمال تطوعية، هو أقل ما يقوم به للوطن الغالي، حيث قال: «ما نقوم به من أعمال تطوعية مختلفة، هو أقل واجب تجاه الوطن الغالي، ولكي نرد شيئاً من جميل الإمارات التي ندين لها بالحب والإخلاص.
وأضاف هزاع بن ربيع: «لدينا في الإمارات تراث نعتز به ونفخر به دائماً في البحر، ونحن لدينا عروق تضرب بشكل عميق جداً في التاريخ، وواجبنا أن نعتني بهذا التراث، وأن ننقل الرسالة كون هذا التراث هو الصورة المبهرة التي يراها العالم في الإمارات، فريق الطيار تأسس بالدرجة الأولى، كي يعنى بهذه الأهداف والمثل، ويحقق ما يصبو لتحقيقه على المدى البعيد، وذلك بالتعاون مع الأندية البحرية والجهات المعنية، وأضاف هزاع: «بصراحة لا بد أن نشكر الأندية البحرية، والتي أتاحت لنا فرصة التواجد والحضور والدعم أيضاً، ومعها سنسعى لتطوير الرياضة البحرية، وتقديمها في الأطر الملائمة دوماً».
وعن أهم المحطات في الموسم الحالي، لرعاية ودعم فريق الطيار قال هزاع بن ربيع: «في سباق المحامل الشراعية دلما 60 قدماً، لمسنا من ناحية المشاركة والإقبال حب الشباب للمشاركة والحضور، ولاحظنا زيادة عدد النواخذة الشبان في البطولة، وبشكل يثلج الصدر، وفي أولى جولات بطولة أبوظبي الكبرى لصيد الكنعد، شاهدنا كيف تحطمت الأرقام القياسية، حيث وصل عدد المشاركين إلى أكثر من خمسمائة مشارك، وأيضاً كان التوجه الخيري للمزاد، الذي أعقب الجولة بأن توجه ريع المزاد إلى النزلاء المتعسرين في المؤسسات العقابية والإصلاحية بوزارة الداخلية، والحمد لله نجحنا في أن تكون لفريق الطيار بصمة وحضور، من خلال كل الأحداث التي شاركنا من خلالها».