محمد حامد (الشارقة)
لأسباب سياسية، يتحول كلاسيكو الأرض، بين البارسا والريال، المقرر إقامته بعد غدٍ، بالكامب نو، من «فخر إسبانيا»، إلى أحد أهم أسباب الخوف والتوتر، حيث ترتفع حدة الاتهامات المتبادلة بين الأطراف كافة، بدايةً من برشلونة وريال مدريد والجهات الأمنية والأحزاب السياسية، وصولاً إلى اتحاد الكرة، فقد أظهرت الصحافة الكتالونية حالة من الغضب الشديد، بسبب تأجيل الكلاسيكو، الذي كان مقرراً له 26 أكتوبر الماضي، وأشارت صحيفة «سبورت» الكتالونية، إلى أن هذا التأجيل جعل مساحات الشك في حدوث مشكلات أمنية حقيقية، أكبر بكثير من اليقين بأنها سوف تكون حدثاً رياضياً تفتخر به إسبانيا.
وأشار التقرير، إلى أن الأمر أصبح يدعو للخجل، فالأخبار الآن تتعلق بالتدابير الأمنية، والجوانب السياسية، والصراعات التي لا علاقة لها بمتعة كرة القدم، خاصة أن هناك جهات تدعو إلى التظاهر في محيط الكامب نو قبل المباراة، وسط توقعات تشاؤمية بأنه قد يتم اقتحام ملعب المباراة، وهو السيناريو الأكثر إثارة للخوف والرعب، ليس في كتالونيا فحسب، بل في إسبانيا بأسرها.
والسبب الرئيسي في حالة التوتر، هو ارتفاع الأصوات التي تطالب باستقلال إقليم كتالونيا عن مدريد، الأمر الذي يجعل نادي برشلونة وإدارته ونجومه في موقف أكثر تعقيداً، حيث السعي إلى التضامن مع قضية الإقليم الكتالوني، وفي الوقت ذاته الرغبة في إقامة الكلاسيكو دون مشكلات أمنية، خاصة أن حدوث أي مشكلات قد يؤدي إلى عقوبة كبيرة على البارسا، من أهم ملامحها إقامة بعض مبارياته من دون جماهير، خلف الأسوار المغلقة للكامب نو.
على الصعيد الأمني، سوف يقوم ما لا يقل عن 5 آلاف رجل أمن بتأمين المباراة، خوفاً من الدعوة إلى التظاهر من جانب 20 ألف شخص حول الكامب نو، من أجل إيصال الرسالة إلى العالم بأن كتالونيا تتمسك بالاستقلال، وتم حصر المخاطر الأمنية في 5 أشياء تهدد الكلاسيكو الذي يترقبه العالم، وهي المظاهرات قبل المباراة، والتي قد تمتد إلى توقيت إقامتها، وقطع الطريق على حافة الريال، ومنع الفريق المدريدي من الوصول للفندق، وتخريب أجهزة البث لمنع نقل المباراة على الهواء، أما خامس الهواجس الأمنية وأكثرها إثارة للذعر، فهو اقتحام الكامب نو من جانب الجماهير، وقد تعهدت الأجهزة الأمنية بحماية اللاعبين والجمهور، ومنع السيناريوهات المخيفة من الحدوث.