تامر عبد الحميد (أبوظبي)
«كابتن ماجد.. عدنان ولينا.. جريندايزر.. ماوكلي.. آليس في بلاد العجائب، افتح يا سمسم».. أعمال كرتونية ارتبط بشخصياتها الخيالية جيل الثمانينيات والتسعينيات، وآخذت تلك الشخصيات تؤثر على يوميات هذا الجيل وتفاصيل حياته.. وخلف كل شخصية كرتونية أسباب نجاح، منها صوت المؤدي الذي يصدر عن هذه الشخصية، وظلت هذه الأسماء مبدعة في «عالم الكرتون»، وأخذوا من الأداء الصوتي «الدبلجة» مساراً لتقديم أعمال هادفة، من دون أن يكون لهم ظهور حقيقي على الشاشة.
ورغم مرور سنوات طويلة على هذه الأعمال، إلا أنه بمجرد أن يرى أحد مشهد من حلقة كرتونية، لأحد مسلسلاته التي كان يتابعها في صغره، يعود إلى متابعتها بشغف متذكراً أيام الطفولة، ولأن الأصوات الحقيقية التي كانت تؤدي هذه الشخصيات الكرتونية بصوتها، ولم تفكر يوماً في الشهرة والنجومية، فكان لها الحق في تسليط الضوء عليها، ومعرفة رأيهم عما يقدم حالياً من أعمال كرتونية، وكان من أبرزهم الفنان فلاح هاشم الذي جسد شخصية «عدنان» في المسلسل الكرتوني الشهير «عدنان ولينا» الذي عرض عام 1981، إلى جانب تأدية صوت لشخصيات معروفة في مسلسلات أخرى هي فارس في مسلسل «الحوت الأبيض»، وكمال في مسلسل «الرجل الحديدي»، كما قام بالتعليق في بعض الحلقات من مسلسل «حكايات عالمية» و«فلونة» و«نحول».
فلاح يؤكد أنه اختار الدبلجة في ذلك الوقت لأن الشركات والقنوات كانت تعنى بإنتاج أعمال تربوية هادفة ثقافية تفيد الأطفال، وتقدم لهم قيماً مجتمعية، وتعرض العادات والتقاليد المجتمعية، كما تساعد على تهيئة الذوق العام، الأمر الذي كان يؤثر بشكل إيجابي على عقلية الطفل وروحه وأخلاقياته، مشيراً إلى أن هناك بعض الأعمال التي قدمت في السابق، وتندرج في قائمة أعمال العنف مثل «جرندايزر»، و«مازنجر»، و«الرجل الحديدي»، لكنها تحمل في مضمونها أيضاً رسائل هادفة للأطفال.
وأوضح أن الجيل القديم الذي تربى على الأعمال الكرتونية، مثل «عدنان ولينا» و«فلونة» وغيرها، تجده يتمتع بقيم وسلوكيات، إلى جانب لغته العربية القوية، على عكس الجيل الحالي الذي تربى على أعمال كرتونية غربية مليئة بالحروب والعنف والأكشن والحركة، منوهاً بأن ما يقدم حالياً عبر الشاشات من أعمال كرتونية فهي تجارية بحتة، وتؤثر بشكل سلبي على الأطفال من نواح مجتمعية وشخصية ولغوية.
قيم سامية
وتعد الممثلة السورية أمل حويجة من أكثر الأصوات التي لازمتنا في طفولتنا فهي قدمت عدداً من الشخصيات الكرتونية الشهيرة، التي حظيت بشعبية كبيرة حيث قدمت شخصية فتى الأدغال «ماوكلي»، و«رامي» في مسلسل «الصياد الصغير»، وأدت صوت ماجد في مسلسل «كابتن ماجد»، وظهرت مؤخراً في عدد من البرامج التلفزيونية لتتحدث عن تجربتها مع «كابتن ماجد»، وكان آخرها في برنامج «صاحبة السعادة» لمقدمته إسعاد يونس، وتوضح أنها كانت في غاية السعادة، وهي تقدم تلك الشخصيات الكرتونية التي ارتبط بها جيلا السبعينيات والثمانينيات، لافتة إلى أن عملها في «الدوبلاج» كان كل حياتها، خصوصاً أن هذه الأعمال كان لها هدف وقيم سامية، ورسائل هادفة تريد إيصالها في كل حلقة من حلقات كل مسلسل.
نشر اللغة
أما «دايسكي - دوق فليد» من مسلسل «جرينديزار»، فأداه صوتياً الفنان جهاد الأطرش الذي شارك منذ فترة في المسلسل الأنيميشن «بلال»، وأدى صوت أبي بكر الصديق، حيث بدأ العمل في الستينيات، عندما دخلت إذاعة لبنان، وتلفزيونياً انطلق عام 1962، وقدم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية وتختلف في مواضيعها بين العلوم والتراث، والأدب، ومن بينها «شمس العرب»، و«سيوف الحق»، و«حكاية قصيدة»، و«صدق المثل»، ومن بين آخر المسلسلات التلفزيونية «نساء في العاصفة»، و«غداً يوم آخر»، ولفت إلى أن الأعمال الكرتونية القديمة ساهمت في نشر اللغة العربية ونطقها الصحيح بين الأطفال، إلى جانب إيصال رسائل ونصائح مفيدة من خلال الأعمال الكرتونية حتى ولو كانت تحمل عنفاً، فعلى سبيل المثل «جريندايزر»، أو «النمر المقنع»، أو غيرها من أعمال العنف القديمة، كانت بطلها في كل حلقة تقريباً يعلم الأطفال درساً بشكل غير مباشر متمثل في الصبر واليقين والحكمة والأدب.
سالي وآليس
أما الفنانة الأردنية إيمان هايل، فأدت شخصية «سالي» في المسلسل الذي حمل الاسم نفسه، و«آليس» في مسلسل «آليس في بلاد العجائب»، واستطاعت أن تكسب قلوب الأطفال والفتيات، خصوصاً أن صوتها كان محبباً إلى النفس، وامتازت بقدرتها الفائقة على عيش الشخصيات التي تقدمها، وظلت تقدم العديد من الأعمال الكرتونية الشهيرة اقتناعاً منها بأهميتها في تكوين سلوكيات الأطفال، فأدت دور رامي في «الهداف»، ولا يمكن أن ينسى أطفال التسعينيات شخصية «جودي أبوت» في المسلسل الكرتوني «صاحب الظل الطويل»، كما أدت أصوات شخصيات جانج جوم في مسلسل «جوهرة في القصر»، و«ماروكو»، ورغيف في «الرغيف العجيب»، وحنان في «أخي العزيز»، وجمانة في «زهرة الجبل».
أشحفان
واشتهر الممثل الإماراتي ناجي خميس بتجسيده شخصية «أشحفان» في المسلسل الكرتوني «أشحفان» الشخصية التي لعب دورها سلطان الشاعر في المسلسل التلفزيوني الأصلي الشهير «أشحفان القطو»، وعن هذه التجربة، أوضح خميس أن الأعمال الكرتونية تظل محفورة في ذاكرة المشاهد، سواء صغاراً أو كباراً لسنوات طويلة، المهم أن يكون العمل لديه مضمون ومحتوى هادف، الأمر الذي جعله يوافق على تأدية صوت «أشحفان»، خصوصاً أنه عمل كرتوني إماراتي يقدم شخصية معروفة ومحبوبة لدى الجميع قدمت في سبعينيات القرن الماضي، وفي الوقت نفسه تظهر العادات والتقليد والثقافة الإماراتية، وإحياء ذاكرة السبعينيات، وإعادة إنتاجها على نحو تتعرف الأجيال الجديدة عبرها على طبيعة حياة الأجداد وتقاليدهم وعاداتهم اليومية، لافتة إلى الإنتاج العربي لهذه النوعية من المسلسلات الكرتونية الهادفة، تبعد أطفالنا عن مشاهدة الأعمال الأجنبية الأخرى التي تعتمد على الأكشن والدمار، وليس لديها أي نصيحة أو مضمون هادف.
ملكة الدوبلاج
«ملكة الدوبلاج».. لقب أطلق على الممثلة العراقية سعاد جواد التي شاركت في عدد من برامج الأطفال منها «افتح يا سمسم»، كما برعت بصوتها المميز بدبلجة 8 أعمال كرتونية، منها «فلونة» بدور «فلونة»، و«لوسي» في دور «كاتي» و«الحوت الأبيض» في دور «مفيد»، و«ليدي أوسكار» في دور «أوسكار»، وترى سعاد أنه رغم صعوبة الدوبلاج للأعمال الكرتونية، والوقوف أمام سعاد لتأدية الصوت من خلال المايكروفون، إلا أنها وجدت متعة خاصة في المشاركة في بطولة هذه الأعمال التي جعلت اسمها يذكر في تاريخ الدبلجة للأعمال الكرتونية، معترفة في الوقت نفسه أن ما يقدم من أعمال حالياً خالية من القيم وتبث الرعب والعنف في نفوس الأطفال.
تيمون
محمد هنيدي الذي أدى صورت «تيمون» في المسلسل الكرتوني «الأسد الملك» و«تيمون وبمبة»، أكد أن الأعمال الكرتونية الترفيهية الهادفة، تلعب دوراً مهماً في توجيه سلوك الأطفال نحو القيم والمعاني الجميلة، ويظل الأطفال، وكذلك الكبار يتذكرونها لسنوات طويلة، موضحاً أن الأعمال الكرتونية تعبر عن الثقافة، وتقدم للأطفال رسائل تربوية بشكل غير مباشر.
وأوضح أن مشاركته بتأدية صوت «تيمون»، وبعد النجاح الذي حققه المسلسل الكرتوني، دفعه إلى أن يخوض تجربة تقديم عمل كرتوني يتعلق به الصغار والكبار، حيث أتى «سوبر هنيدي»، ليؤكد من خلاله دور هذه الأعمال في تشكيل وعي الأطفال، عن طريق القصص الكوميدية التي تقدم المعلومة بشكل سلس.
عبسي
وكان وراء الشخصية المضحكة «عبسي» من المسلسل الكرتوني «عدنا ولينا»، الممثل الكويتي عبدالرحمن العقل، فكان إتقانه العالي للدور جعل من «عبسي» شخصية مميزة، وباتت ترمز للكسل، كما أنه يعتبر من رواد مسرح الطفل في الكويت، إذ شارك بالتمثيل في أول مسرحية طفل قدمت في الكويت، وهي مسرحية السندباد البحري، كما أنه قدم بعدها العديد من الأعمال المسرحية للأطفال.
«فريج».. «شعبية الكرتون»
أنتج في السنوات الأخيرة عدد من الأعمال الكرتونية المحلية التي شهدت نجاحاً ونسبة متابعة كبيرة، نظراً لاحتوائها على موضوعات اجتماعية قدمت بطريقة كوميدية محببة، إضافة إلى إبراز العادات والتقاليد الإماراتية، إلى جانب شخصياتهم التي لا تزال محفورة في أذهان الجمهور الإماراتي والخليجي رقم توقف إنتاج أغلب هذه الأعمال، مثل شخصيات «فريج» الشهيرة من إخراج محمد سعيد حارب، ومنهن «أم علاوي» التي قدمتها الممثلة أشجان و«أم خماس» الذي أداها سالم جاسم، حيث تعتبر أشجان أن «فريج» كان نقلة مهمة في عالم إنتاج الكرتون المحلي، نال نسبة متابعة كبيرة على مدار سنوات عدة، نظراً لاحتوائه على كل عناصر العمل الكرتوني الجاد، الذي يقدم موضوعات تحاكي المجتمع الإماراتي في قالب كوميدي، وتسليط الضوء على العديد من الموضوعات الاجتماعية المهمة.
أما حيدر محمد مخرج «شعبة الكرتون»، فيرى أن «شعبية الكرتون» وعلى مدى 12 عاماً، استطاع أن يثبت جدارته بشخصياته المميزة التي يتذكرها الناس حتى الآن، خصوصاً أنه كان مسلسلاً كرتونياً فكاهياً من صميم المجتمع الخليجي جسد شخصيات من الحياة في قالب ضاحك يناسب جميع الأعمار، وتطرق إلى الكثير من القضايا و المشاكل و السلوكيات الخاطئة التي يتم تناولها ومناقشتها في إطار اجتماعي كوميدي، لافتاً إلى ضرورة المحافظة على وجود مثل هذه الأعمال الكرتونية الهادفة، التي تحوي معلومة ونصائح للصغار.
شرشبيل
«شرشبيل» أحد الشخصيات المشهورة في مسلسل الرسوم المتحركة «السنفار»، والذي كان يؤديه جوزيف نانو، وهو ممثل تلفزيوني وإذاعي ومسرحي ومدبلج لبناني، برز في دبلجة الرسوم المتحركة، وعرف بتأدية صوت الشرير «شرشبيل»، وتوفي في أحد مستشفيات السويد عن عمر قارب الثمانين في عام2016.
مغامرات نحول
أدت الممثلة المصرية نور الهدى صبري، شخصية بشار الذي يبحث عن أمه في المسلسل الكرتوني «مغامرات نحول»، وكانت من أبرز الشخصيات التي أدتها أواخر الثمانينيات، ولا تزال عالقة في الأذهان حتى الآن.
القبطان نامق
شارك الممثل جاسم النبهان في دوبلاج الأعمال الكرتونية، وأدى صوت العديد من الشخصيات الشهيرة في عالم الرسوم المتحركة، منها القبطان «نامق» في مسلسل «عدنان ولينا»، و«دهام» في مسلسل «الرجل الحديدي»، معتبراً أن هذه التجارب من أهم ما قدمه في سيرته الفنية، خصوصاً أنها لا تزال محفورة في أذهان الكبار والصغار حتى الآن.
الآنسة منشن
مخارج حروفها المتمكنة جذبت إليها أنظار المنتجين في الدوبلاجِ الكرتوني، حيث قدمت الممثلة الأردنية قمر الصفدي، العديد من المسلسلات الكرتونية الشهيرة، وكان من أبرز ما أدته شخصية «الآنسة منشن»، في المسلسل الكرتوني «سالي»، و«سيدة القلوب» في «أليس في بلاد العجائب»، و«ياسين» صديق ماجد في مسلسل «الكابتن ماجد».