أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير التزام بلاده بدعم الشرعية اللبنانية في مختلف المجالات والوقوف بثبات إلى جانب الحكومة اللبنانية في سعيها لكشف حقيقة من اغتال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، ووضع إمكانياتها بتصرف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لهذه الغاية.
ودعا الوزير الفرنسي في تصريحاته، التي أدلى بها في بيروت أمس، اللبنانيين إلى الحوار، مبدياً استعداد باريس لاستضافة مؤتمر تدعى إليه كل الأطراف على غرار مؤتمر الدوحة، لحل كل المشكلات العالقة والحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان. لافتاً إلى أن فرنسا معنية بالحفاظ على الوفاق والسلام في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
واختتم كوشنير زيارته إلى بيروت بلقاء مسؤول العلاقات الدولية في “حزب الله” عمار الموسوي في السفارة الفرنسية، ووفق بيان للعلاقات الإعلامية في الحزب، فإن الموسوي عرض وجهة نظر “حزب الله” حول مسألة التحقيق في اغتيال الرئيس الحريري، حيث أكد أن الحزب كان أكبر المتضررين من الجريمة، خصوصا أن التداعيات التي أعقبتها شكلت نوعاً من الحصار للمقاومة. وأضاف: “إن مسار التحقيق ومنذ البداية تعرض لانتهاكات خطيرة أخرجته عن مهنيته وموضوعيته”. وأضاف الموسوي أن إسرائيل كانت أكثر المستفيدين من عملية الاغتيال.
ورأى أن الولايات المتحدة تسعى لاستخدام المحكمة الدولية في الحرب على المقاومة، داعياً الفرنسيين إلى أن تكون لهم سياستهم المستقلة تجاه لبنان والمنطقة.
واعتبر كوشنير الوضع في لبنان أنه “متشنج” بعض الشيء، مؤكداً أن فرنسا تدعم العدالة الدولية. وقال كوشنير، عقب لقائه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير إن المحكمة الدولية “تقررت عام 2007 ووافق عليها المجتمع الدولي في عام 2008، كما حصل في يوغوسلافيا السابقة، حيث أوقف كثر في الدول الأوروبية، وفرنسا تدعم العدالة الدولية”.
ودعا كوشنير إلى “الهدوء” في لبنان الذي يشهد توتراً حاداً على خلفية التحقيق حول اغتيال الحريري. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية، “ندعو جميع الفرقاء السياسيين على الساحة اللبنانية إلى التحلي بالهدوء والمسؤولية. هذا هو الإطار الذي تجري فيه زيارة كوشنير”.
إلى ذلك، أعرب قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي عن “قلقه” حيال تداعيات احتمال توجيه الاتهام إلى “حزب الله” في اغتيال الحريري من قبل المحكمة الخاصة بلبنان. وقال قهوجي في مقابلة مع صحيفة “النهار” اللبنانية “أنا قلق ولست خائفاً”.
وأوضح أن “القلق يعطينا الحافز كي نظل على جهوزية تامة 24 ساعة. أما الخوف فيشلنا عن العمل. لقد ضاعفنا في الآونة الأخيرة وتيرة عملنا واستعدادنا. والضباط والعسكر يعيشون هذا الجو القلق ولذلك صارت الجهوزية شبه كاملة ميدانياً للتدخل في أسرع وقت وأينما كان لحظة وقوع أي توتر داخلي”. وأضاف قائد الجيش اللبناني “أقول للجميع ممنوع المس بالأمن. وقد أبلغنا الأطراف المعنية بأن الجيش سيكون حاسماً جداً مع أي توتر أمني في كل المناطق، خصوصاً المناطق المسيحية”.
السعودية تدعو إلى تغليب مصلحة لبنان
الرياض (ا ف ب) - دعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس القيادات اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح “الحزبية الضيقة”، وذلك في ظل تصاعد التوتر على خليفة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقال الفيصل في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي فرانكو فراتيني إن “المملكة وأشقاءها العرب لن يدخروا جهداً” للحفاظ “على أمن لبنان واستقراره وسلامة إقليمه”. لكنه اعتبر أن تحقيق هذا الهدف “يظل مرهوناً بيد القيادات اللبنانية أولاً وأخيراً وتغليب مصلحة لبنان على ما عداها من مصالح حزبية ضيقة”.