السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتيون يصنعون من المواد المستهلكة فناً جميلاً

إماراتيون يصنعون من المواد المستهلكة فناً جميلاً
25 فبراير 2009 23:44
يرى بعض الفنانين أن مسألة إعادة التدوير والاستفادة من الأشياء التالفة لم تعد مجرد شعارات، بل أصبحت خدمة يومية ملحة لتنظيف البيئة من المواد التالفة العشوائية ومكافحة الأخطار الصحية الناجمة عن التراكمات وإنتاج المواد المطلوبة والصالحة للإنسان، وأن التخلص منها بطرق عشوائية يعد بحد ذاته هدرا لأحد أهم المصادر التي يمكن الاستفادة منها وفي الوقت نفسه تحمي البيئة من التلوث، كما هو الحال في باقي النفايات التي يتم إعادة تدويرها· ويقول هؤلاء ''إننا نحمل رسالة نبيلة عنوانها ''نحو بيئة أفضل'' وهي تدعو إلى تعميم هذه التجربة الرائدة لنقول للعالم إنه من الضروري أن نستفيد من هذه الإطارات التالفة على اختلاف أنواعها بطريقة علمية وآمنة''· وتقام لهذا الهدف الكثير من المعارض على المستويات العربية والدولية والمحلية· مؤخرا، أقيم في جاليري إليمنتا في دبي معرض حمل عنوان ''إعادة المنشأ'' (Re-Source)، ضم تجارب فنية بتقنيات وموضوعات وأبعاد مختلفة، وشارك فيه عشرة من الفنانين الإماراتيين الشباب غالبيتهم ممن لا يزالون في مرحلة الدراسة الجامعية، وذلك في محاولة لخلق بيئة ثقافية بصرية ذات خواص مختلفة ومتميزة، تتيح للشباب عرض تجاربهم الفنية وتلقي ردود الفعل والتوجيهات الخاصة· والمشاركون هم: هند بن دميثان، ريم الغيث، ميثاء حريز، ليلى جمعة، عبدالرحمن المعيني، لطيفة بنت مكتوم، خالد مزينا، خلود شرفي، موزة السويدي، وعبير تحلق· الفكرة الأساسية من المعرض كما يقول منظموه هي في تنفيذ شعار ''إعادة المنشأ'' الذي يعنى بالعودة إلى ''الأصل الذي يتطابق مع الينبوع وهم الشباب من الفنانين الذين يمثلون المستقبل''، ويرى القائمون على المعرض أن من ''واجب المؤسسات الثقافية والفنية في الدولة رعاية هؤلاء الشباب في مسيرتهم المستقبلية في الحقل الفني لتنمية الأسلوب الخاص بكل منهم''· وفي ما يتعلق بكلمة ''إعادة'' فهي تعريف للإدراك الحسي والقدرة على الفهم، حيث التجريب بحد ذاته إبداع في مجال الفن البصري· أما كلمة ''المنشأ'' فهي ترتبط بعمق مع كلمة ''الإعادة'' لتوضيح ضرورة الإثارة، حيث القدرة العقلية لتطوير السعة الاستيعابية وتنشيطها للبحث عن الحدس الفردي والذاتية لكل فنان من هؤلاء الفنانين· تنوعت أعمال المعرض من حيث التقنيات والموضوعات والمواد المستخدمة، فالطالبة الجامعية هند بن دميثان تعبر عن تجربتها الشخصية متوغلة في دواخلها وحياتها اليومية، وتلجأ في ذلك إلى ابتكار وسيلة جديدة في التعامل مع المواد المستهلكة، حيث تستخدم ثلاثة أجهزة تلفزيون تقوم بإفراغها من أحشائها، وتستخدم شاشاتها لعرض صور فوتوغرافية تقوم بتصويرها، وتعبر عن موقف بعض وسائل الإعلام مما يجري في العالم، فهناك من يخفي عينيه ليقول ''لا أرى'' وآخر يخفي أذنيه ليقول ''لا أسمع'' والثالث يغلق فمه تعبيرا عن ''لا أتكلم''· هو عمل مركب تطلب من هند تصوير موديل حي واحد للنماذج الثلاثة ولتقول إن الجميع سواء· وهنا ثمة تصوير لأهمية وسائل الإعلام وما تبثه من معلومات ومن تحوير الثقافة العربية· في عمل ليلى جمعة نجدها تحاول أن تستفيد من ''العلكة'' لبناء ما يشبه منحوتة تجمع شخصيات كرتونية بطريقة مبتكرة، مستغلة سهولة استخدام هذه المادة اللدنة وإمكانيات تشكيلها وخلق منحوتة منها· أما عمل ريم الغيث، فهو يعتمد بشكل عام المادة الإعلانية ذات التأثيرات القوية، حيث تحاول تصوير المرأة المنتجة والخارقة في علاقتها مع مواد التنظيف، وتتألف أعمال عبير تلحق من خطوط منكسرة ومفتوحة ومقطعة وأشكال متداخلة لرسم صورة امرأة بالأبيض والأسود، في حين تأخذ لوحة عبدالرحمن المعيني شكل التكوينات الهندسية والألوان الزاهية خصوصا الأزرق والأحمر، مقدما معزوفة موسيقية من تداخل الألوان وتمازجها، عبر القطع الصغيرة من المربعات والمثلثات· ويستوقفنا عمل لطيفة بنت مكتوم، فهو يمثل العلاقة الغامضة بين أشكال الحياة المختلفة، حيث يتحرك شخص فوق جسر على نهر كما لو كان يسير خارجا عن إطار الكاميرا، أو كما لو كان المصور يلتقط لحظة من الحلم قبل أن يختفي فيما الوجه غير واضح ولا يمكن رؤيته، فهو غير معروف ما إذا كان حقيقة أم وهما ونتاج هلوسة· وتستخدم لطيفة مواد مختلفة من الرسم والتصوير التسجيلي وتوظف إمكانيات الكمبيوتر في المعالجة، لتبرز عبر العمل أفكار الفنانة ومشاعرها الخاصة، حاملة رسالتها الشخصية· أما الفنان خالد المزينا، فهو يحاول التعبير عن بيئته بلغة فنية حديثة، مستخدما الخطوط الرفيعة كالأسلاك في رسم تلك البيئة من خلال وجوه تعبيرية، وتلجأ خلود الشرفي إلى نموذج تشريحي ينطوي على تقنية محددة من المربعات التي تجسد جهازا تكنولوجيا، وتقدم موزة السويدي من خلال عاصفة لونية مجموعة من الوجوه ذات القدرات التعبيرية، مع التركيز على القدرات الإيقاعية لألوانها المتداخلة· وفي تجربة عبير تحلك، تجارب شابة تسعى إلى تطوير محاولاتها الفنية عبر المشاركة والتفاعل والسفر والاطلاع والتجريب، دراسة الفن والتجريب يقودان هذه التجارب والمحاولات باستخدام الكثير من الأساليب والتقنيات في التعامل مع الشغل اليدوي والسيراميك والتصوير الفوتوغرافي والتشكيل باللون والخطوط والحركة· وهي تجارب اكتسبت خبرة عبر مشاركاتها المحلية والعربية والدولية، وتتفاعل مع التجارب المهمة في مجال الفن القائم على إعادة التدوير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©