2 أغسطس 2012
تخطط شركة “ساب” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لاستثمار 450 مليون دولار “1,65 مليار درهم” في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، في مجال توفير حلول التدريب التقني والتأهيل، وتوفير خدمات التقنية.
وفي هذا الإطار، وقع سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس سلطة واحة دبي للسيليكون، أمس اتفاقية مع شركة “ساب”، تقوم بموجبها بتأسيس معهد للتدريب والتطوير في مجال تقنية المعلومات بمعايير عالمية رفيعة، يتخذ من واحة دبي للسيلكون مقرا له ضمن خطة توسعات الشركة في السوق الإقليمية.
وقال سموه إن المعهد، يعد أول معهد للتدريب والتطوير في مجال تقنية المعلومات وفقا للمعايير العالمية، تحتضنه دولة الإمارات، ولن تقتصر الفوائد المتأتية منه على الدولة بل ستعمُّ أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار إلى أن وجود هذا العهد على أرض الإمارات سيعزز من التطور والتعليم التقني في الدولة، ويدعم خطط التنمية القائمة في مختلف المجالات، بما فيها الطيران، خاصة أن “ساب” لديها حلول خاصة بقطاع صناعة الطائرات والمطارات، الأمر الذي يفتح آفاقا مهمة للتعاون في هذا الشأن مع المعهد الجديد.
ووقع سموّ الشيخ أحمد بن سعيد الاتفاق مع الدكتور فيرنر براندت، كبير المديرين الماليين وعضو المجلس التنفيذي لدى SAP العالمية، بحضور الدكتور محمد الزرعوني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لسلطة واحة دبي للسيليكون، وسامر الخراط، المدير التنفيذي لدى SAP الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشادَ سموّ الشيخ أحمد بن سعيد بالمعهد والدور المؤمَّل منه في تعزيز زخم صناعة تقنية المعلومات في أنحاء المنطقة واستحداث فرص الأعمال المُجزية وذات الآفاق الواعدة للخرِّيجين المتخصِّصين في هذا المجال.
وقال “تستلهم هيئات ومؤسسات دبي رؤيتها وأفكارها من «رؤية الإمارات 2021»، وهو العام الذي تحتفل به الدولة بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، وتشكِّل التقنية الفائقة إحدى أهمّ دعائم استراتيجية دبي الآنية وبعيدة المدى، تلك الاستراتيجية التي ترتكز على الابتكار والعلوم التطبيقية والبحوث الرصينة، بما يوطد دعائم اقتصاد المعرفة بالدولة.
وأضاف “نحن على ثقة من أن الاتفاقية ستسرِّع خطوات دبي، في إطار «رؤية الإمارات 2021»، نحو اقتصادٍ قائمٍ على التطوير والابتكار والارتقاء بقدرات ومهارات المواطنين الإماراتيين في مجال التقنية المعلوماتية”.
جذب الشركات العالمية
من جانبه، قال الدكتور محمد الزرعوني، نائب الرئيس والرئيس التنفيذي لـ «سلطة واحة دبي للسيليكون» “منذ تأسيسها، اجتذبت واحة دبي للسيليكون نخبة من الشركات العالمية المتطلِّعة إلى تدشين مقارّ إقليمية ومراكز للبحوث والتطوير بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ونوه إلى أن الواحة شهدت مؤخراً تدشين «جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي»، واليوم نوقع شراكة استراتيجية عالمية لن يستفيد منها المختصون في مجال التقنية الفائقة بدولة الإمارات فحسب، بل أيضاً أقرانهم في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وشدد على أن التعاون في هذا الشأن مع شركة عالمية تدعم خطط واحة دبي للسيليكون لحاضر ومستقبل التقنية الفائقة وسيساهم في تحقيق رسالتها المتمثلة في تطوير صناعة التقنية بدولة الإمارات وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية.
وأكد أن التعاون والتنسيق عن كثب مع SAP لتأسيس معهد التدريب والتطوير بواحة دبي للسيليكون سيدعم الشركة العالمية في تحقيق أهداف النمو الطموحة التي وضعتها لنفسها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
يُذكر أن «واحة دبي للسيليكون» مملوكة بالكامل لحكومة دبي، وهي منطقة تكنولوجية حرّة تستقطب الشركات العالمية المُصنِّعة لأشباه الموصِّلات والإلكترونيات الدقيقة والحلول فائقة التقنية.
ويمتدّ مجمَّع «واحة دبي للسيليكون» على مساحة 7,2 كيلومتر مربَّع تشمل أبراجاً مكتبية ومناطق صناعية ومختبرات للبحث والتطوير ومؤسسات تعليمية وشققاً سكنية وفللاً فاخرة وفنادق فخمة ومرافق للرعاية الصحية، بالإضافة إلى مجموعة متكاملة من مرافق الحياة العصرية.
تعزيز النمو والابتكار
إلى ذلك، قال فيرنر براندت “تم طرح ومناقشة مشروع معهد التطوير والتدريب في شهر مارس الماضي كجزء رئيسي من خطة الاستثمار الإضافي التي أعلنتها SAP، والممتدة على مدى الأعوام الأربعة المقبلة لإثراء الخبرات التقنية المحلية من جهة، وتعزيز النمو والابتكار المُستدامين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من جهة ثانية.
وأضاف “سيواكب معهد التدريب والتطوير متطلبات أسواقنا وعملائنا وشركائنا بالمنطقة، ويساهم كذلك في تعزيز زخم استحداث الوظائف الواعدة، ونشر المعرفة ومفاهيم التطوير والابتكار، وتأسيس البنية التحتية التي يرتكز إليها مستقبل الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأوضح أن من بين أهداف معهد التدريب والتطوير اعتماد 2000 من الاستشاريين الجُدد في مجال حلول “ساب” خلال الأعوام الأربعة المقبلة، في خطوة من شأنها زيادة عدد الاستشاريين الحاليين بمعدّل ثلاثة أضعاف في أنحاء المنطقة، وتوفير الحزمة المتكاملة من حلول “ساب” بلغات المنطقة، لاسيَّما اللغة العربية، لتلبية ومواكبة الاحتياجات الآنية والمستقبلية لبلدانها.
ويتوقع الخبراء أن يضطلع معهد التدريب والتطوير الذي سيتخذ من «واحة دبي للسيليكون» مقراً له بدور مهم في تحديد مسار صناعة التقنية المعلوماتية الإقليمية نحو المستقبل من خلال تضافر جهود SAP مع شركائها وعملائها والمطوِّرين المستقلين لتطوير الحلول المتنقلة والحَوْسَبَة السحابية وإدارة المُدن والمدينة الذكية والحلول المصرفية الإسلامية.
وبين سامر الخراط، أن معهد التدريب والتطوير سيرتبط بعلاقة وثيقة مع برنامج تحالف الجامعات الذي يعزز تنافسيّة خرّيجي الجامعات الأعضاء به عبر تزويدهم بالمعرفة المعمَّقة في مجال حلول SAP، حيث يبلغ عدد أعضائه حاليا 26 جامعة وكلية في أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، مع توقُّع تضاعف هذا الرقم خلال الأعوام الأربعة المقبلة.
وأوضح أن “ساب” اختارت واحة دبي للسيليكون مقراً لمعهد التدريب والتطوير لما تتميز به إمارة دبي من موقع يمثل صلة الوصل بين بلدان المنطقة من جهة، ولما تتسم به الواحة كبيئة تكنولوجية حاضنة بمعايير عالمية من جهة ثانية، وسيدعم المعهد بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تنبثق عنه مراكز تابعة في عدد من أهم أسواق SAP بالمنطقة، مثل المملكة العربية السعودية.
وقال سامر الخراط، “إن تأسيس المعهد دليل آخر على التزام “ساب” المطلق إزاء عملائها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيراً إلى أن المعهد سيوفر البنية التحتية المتكاملة التي القاعدة العريضة لاقتصادات المنطقة.
المصدر: دبي