حاتم فاروق (أبوظبي)
تطلق هيئة التأمين أول منصة رقمية لقطاع التأمين بالدولة تجمع بين الشركات العاملة بالسوق وحملة الوثائق، تستهدف إعداد قاعدة بيانات شاملة عن القطاع، فيما تعمل «الهيئة» حالياً على إطلاق آلية جديدة تقوم بحل شكاوى العملاء عبر أجهزة الذكاء الاصطناعي، بحسب إبراهيم الزعابي الرئيس التنفيذي لهيئة التأمين.
وتوقع الزعابي -في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر «استشراف المستقبل بقطاع التأمين في ظل التحديات الإلكترونية»، الذي عقد أمس في أبوظبي، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أن تنمو الأقساط التأمينية في الشركات العاملة بالسوق المحلي بمعدل 10% بنهاية العام الجاري، لتصل إلى 50 مليار درهم، مقارنة بقيمة أقساط بلغت 44.8 مليار درهم، خلال العام الماضي.
وأكد الرئيس التنفيذي أن «الهيئة» تعكف حالياً على دراسة نظام المقاصة التأمينية بين الشركات لتسهيل عمليات استرجاع مطالبات التأمين بين الشركات، منوهاً بأن «الهيئة» لاحظت تراجع معدلات شكاوى عملاء قطاع التأمين من حملة الوثائق بنسبة وصلت إلى 40% منذ إطلاق الوثيقة الموحدة في 2017. وتوقع الزعابي تشكيل لجان المنازعات التأمينية بـ«الهيئة» قبل نهاية العام، فضلاً عن إصدار تعليمات جديدة فيما يتعلق بنشاط إعادة التأمين والشركات العاملة به بداية العام المقبل، مؤكداً أن 80% من الشركات العاملة بالسوق ملتزمة بالمواءمة في الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الأخرى خارج نطاق قطاع التأمين.
وتناقش فعاليات مؤتمر «استشراف المستقبل بقطاع التأمين في ظل التحديات الإلكترونية» تطوير استراتيجيات وخطط لتشكيل حلول مستقبلية، وضمان التطوير الدائم لمواجهة التحديات في القطاع، وتعزيز المبادرات الاستباقية التي ترتكز على استشراف المستقبل، وذلك بمشاركة جهات حكومية وخبراء في مجال التأمين، والشركات العاملة في قطاع التأمين والخدمات التكنولوجية.
وقال الزعابي، خلال الإحاطة الإعلامية التي صاحبت أعمال المؤتمر، إن «الهيئة» قامت بإطلاق عدد من المبادرات في قطاع التأمين والتي بدورها تعزز ثقافة الابتكار بالقطاع، حيث أطلقت استراتيجية الابتكار في قطاع التأمين على ثلاثة محاور يتقدمها محور بناء قدرات الموظفين في مجال الابتكار، فضلاً عن تبني أحدث وسائل الابتكار في شركات التأمين، وأخيراً رعاية المواهب المبتكرة ودعهما بشتى الطرق والأفكار. وأضاف الرئيس التنفيذي أن حداثة مفهوم الابتكار لدى القطاع والعاملين به، وقلة الجهات المانحة للشهادات المهنية في مجال الابتكار، تعد من أهم التحديات التي واجهت «الهيئة» في دعم قطاع التأمين بالابتكار وجعله نهج عمل وليس مجرد إضافة، لافتاً إلى أن «الهيئة» سعت خلال الفترة السابقة في بناء منظومة ابتكارية على مستوى القطاع والعاملين فيه والتي أتت بثمارها ونتائجها، حيث جاءت «هيئة التأمين» ضمن أفضل خمس جهات حكومية اتحادية في ترسيخ ثقافة الابتكار والذي تجاوز مؤشر المتوسط الحكومي، حسب التقرير الأخير الصادر من مكتب رئاسة مجلس الوزراء والمستقبل.
وفيما يتعلق بأبرز نتائج مختبرات الابتكار، أوضح الزعابي أن مختبرات الابتكار تعتبر بمثابة عصف ذهني لشركاء هيئة التأمين، كما تساهم أيضاً في توفير البيئة المناسبة والأدوات والمشاركة الفعالة من ضمن المشاركين والتي نتج عنها استحداث أكثر من 11 حلاً لمختلف التحديات التي تواجه القطاع وأبرزها التوعية التأمينية لدى مختلف فئات المجتمع، إلى جانب مواكبة التقنيات الحديثة مثل البلوك تشين وإنترنت الأشياء والعمل على توظيفها بشكل يوائم القطاع التأميني، مؤكداً أن هناك 18 شركة تأمين عاملة بالقطاع قامت بتبني الحلول المطروحة في المختبرات لحل التحديات التي تواجهها.