مصطفى الديب (أبوظبي)
المحامل الشراعية أحد أهم علامات التراث الوطني الأصيل، ظلت تصارع الأمواج، وتقف أمام عوامل الزمن حتى تظل باقية تذكرنا بزمن الأوائل، لها تاريخ كبير، يعشقها الكثيرون، وفي السنوات الأخيرة طفت على السطح سباقاتها بقوة، لدرجة أنها خطفت الأضواء من الكثير من الألعاب الأخرى، بسبب عدد المشاركين في كل سباق، لاسيما وأنه يصل في بعض الأوقات إلى 3 آلاف بحار من مختلف الأعمار.
البعض يعرفها، ويعرف تفاصيلها ممن هم عشاق التراث، وهناك من لا يعرف الكثير عنها، ويمني النفس بالدخول إلى عالمها.
«الاتحاد» غاصت في أعماقها بشكل أكثر تفصيلاً، للتعريف بالمحامل الشراعية وبفئاتها الثلاث، والفروقات الموجودة بين كل محمل، وكل فئة.
البداية مع الفئات، حيث تتضمن سباقات المحامل الشراعية التراثية ثلاث فئات، هي 60 قدماً و43 قدماً و22 قدماً، ولكل منها مواصفات خاصة، حيث يبلغ طول المحمل في الفئة الأولى 60 قدماً، فيما يبلغ عرض المحمل 14 قدماً، ويتكون المحمل من شراعين، أحدهما كبير «العود»، والآخر صغير «القلمي»، فيما يبلغ عدد البحارة على سطح المحمل من 15 إلى 25 شخصاً من مختلف الأعمار. ويجب ألا يقل عمق المحمل الشراعي عن 4 أقدام ونصف القدم، ويصل طول الشراع الكبير إلى 65 قدماً، فيما يبلغ طول الشراع الصغير 55 قدماً، ويمتلك المحمل دقلين وصارياً واحداً، ويبلغ طول الأخير 38 قدماً، ولا تقل التكلفة المالية لصناعته عن 500 ألف درهم.
وفي فئة 43 قدماً، يبلغ طول المحمل 43 قدماً، وعرضه عشرة ونصف أقدام، ويجب أن لا يقل عمقه عن ثلاثة أقدام ونصف القدم، ويحتوي المحمل على شراع واحد ودقل واحد، وصارٍ واحد أيضاً، ويبلغ طول الصاري 32 قدماً، ويتكلف المحمل حوالي 300 ألف درهم، ويبلغ عدد البحارة الذين يوجدون على سطحه من 10 إلى 15 بحاراً من مختلف الأعمار.
وتأتي الفئة الأخيرة في المحمل الشراعية، وهي 22 قدماً، ويبلغ طول المحمل فيها 22 قدماً، وعرضه 6 أقدام، ويحتوي على شراع واحد طوله 28 قدماً، وله صارٍ واحد، طوله 14 قدماً، ويجب ألا يقل عمق المحمل عن قدمين، وتعد هذه الفئة هي الأقل تكلفة بين المحامل الثلاثة، حيث تتكلف نحو 60 ألف درهم.
وقال ماجد المهيري، المدير التنفيذي لنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت: «إن المحامل الشراعية ليست مجرد سباقات فقط، حيث إن هناك أموراً أخرى لا يعرفها الكثيرون، أهمهما أنها صناعة بحالها، لها متخصصون، يقومون بتصنيع المحمل وفق مواصفات محددة، وهو أمر ليس بالسهل ولا بالبدائي كما يعتقد البعض، حيث إن المحمل له مواصفات خاصة ودقيقة، يجب الالتزام بها، لاسيما وأن عدم الالتزام بها يجبر اللجان المنظمة لأي سباق على استبعاد المحمل المخالف»، وشدد على أن سباقات التراثي البحري تطورت بشكل كبير للغاية في الفترة الماضية، بفضل دعم القيادة الرشيدة التي تولي اهتماماً كبيراً بالتراث الوطني الأصيل الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من تكوين الإنسان.
وأضاف: «هناك أرقام تاريخية تخرج من تلك السباقات، سواء على صعيد التوقيتات، أو على صعيد الجوائز المالية الضخمة، مثلما حدث في سباق دلما التاريخي الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وتم تخصيص 25 مليون درهم جوائز للفائزين، بالإضافة إلى خمس سيارات».
وأشار إلى أن النادي يسعى دائماً، وبكل قوة، منذ خروجه إلى النور، للحفاظ على الموروثات القيمة والتراث الأصيل، من خلال تنظيم مثل هذه السباقات، ودعمها بشتى الطرق.
مصطلحات
القارب الخشبي: هو المجسم الخشبي الذي يحمل كل المكونات ويتراوح سعره من 150 إلى 180 ألف درهم.
الشراع: مصنوع من القماش ويختلف سعره حيث يبدأ من 25 ألفاً إلى 50 ألف درهم.
الدقل: العمود الوسطي الذي يربط الشراع بالمركب، وهناك دقل عود ودقل قلمي أي صغير، وهو الذي يربط الشراع الصغير بالمحمل، ويصل سعره إلى 80 ألف درهم.
الفرمن: هو الجزء العلوي للشراع، ويأتي بطول الشراع من الأسفل إلى الأعلى، ويصل سعره إلى 90 ألف درهم، وهناك أيضاً فرمن عود، وفرمن قلمي.
الدستور: هو العمود الطويل الذي يرتكز عليه الشراع من أسفل ويخرج عن المحمل لمسافة تصل إلى 12 متراً، وتصل تكلفته إلى 85 ألف درهم.
الحبال: هي التي تربط كل هذه المكونات ببعضها، وتصل تكلفتها إلى 15 ألف درهم.
القلمي: هو مصطلح يطلق على الشراع الصغير، وكذلك الدقل الصغير والدستور الصغير.