عبدالله القواسمة (أبوظبي)
أيام قليلة تنطلق بعدها النسخة الثانية عشرة من بطولة مبادلة العالمية، والتي تقام فعالياتها في مجمع التنس الدولي بالعاصمة أبوظبي يوم الخميس القادم، وهي البطولة التي تعتبر بمثابة التدشين الأقوى للاعبين، قبيل انطلاق موسم التنس العالمي.
وعلى مدار 11 نسخة سابقة، كانت هذه البطولة وما تزال تحتفظ ببرنامجها الأشبه بوجبة رياضية خفيفة على صعيد الأيام، لكنها دسمة بالتنافس الكبير من قبل المشاركين، الذين يحرصون سنوياً على المشاركة بها.
ويعتبر النجم البريطاني أندي موراي أول من خط اسمه على لائحة شرف البطولة، في شهر يناير من عام 2009 بعدما قدم مع الإسباني رفايل نادال فاصلاً مثيراً في المباراة الختامية، التي أنهاها لصالحه بمجموعتين مقابل مجموعة واحدة، وهو النهائي المثير الذي ما يزال عالقاً في ذاكرة المشجعين، والذي أعطى البطولة دفعة كبيرة وصيتاً ظل حتى تلك اللحظة.
ورغم فوزه باللقب الأول إلا أن موراي استغرق خمسة أعوام، قبل أن ينجح في الظفر بلقبه الثاني والأخير، وذلك في شهر يناير من عام 2015، فيما تشير لائحة شرف البطولة إلى تعادل نادال وديوكوفيتش، في عدد مرات الفوز باللقب والبالغة أربعة ألقاب لكل منهما، وهو ما سيجعل النسخة القادمة من البطولة إحدى النسخ الفريدة من نوعها، إذ يطمح كليهما إلى اللقب الخامس والانفراد بالصدارة، لفك الاشتباك القائم بينهما منذ فترة، علماً بأن لائحة الأبطال تضم كذلك اسم الجنوب إفريقي كيفن اندرسون، الذي فاز بلقب النسخة العاشرة، التي تخللها تعرض نادال وديوكوفيتش إلى الإصابات، التي حرمتهما من المشاركة، لينجح اندرسون في استغلال هذا الأمر ويقبض على اللقب بعدما تغلبه على الإسباني روبرتو باوتيستا.
إحدى المحطات البارزة في تاريخ بطولة مبادلة تمثل في اعتماد مواجهة استعراضية لتنس السيدات للمرة الأولى، وذلك قبل موسمين وبالتحديد في نسخة عام 2017، إذ ساهم هذا الأمر في منح الحدث الزخم الكبير، بعدما واجهت المخضرمة الأميركية سيرينا ويليامز نظيرتها اللاتفية يلينا أوستابينكو، وهي المواجهة التي حظيت بمتابعة جماهيرية حاشدة، الأمر الذي شجع على اعتمادها في النسخة التالية التي قدمت فيها سيرينا وشقيقتها فينوس فاصلاً استعراضياً رائعاً، فيما ستتواصل مواجهة السيدات في النسخة القادمة بلقاء يجمع الحسناء الروسية شارابوفا مع الاسترالية آيلا تومليانوفيتش.
وشهدت البطولة على مدار تاريخها تغييرات طفيفة في مواعيد انطلاقها، فجاءت النسخة الأولى على سبيل المثال في شهر يناير من عام 2009، ليتم تغيير الموعد إلى شهر ديسمبر بعد ثلاث نسخ، ليظل الموعد يتأرجح ما بين يناير وديسمبر إلى أن تم الاستقرار على آخر شهر في السنة لتنظيمها، وذلك مراعاة لموسم التنس العالمي والحالة البدنية والفنية للاعبين النخبة، في حين شهدت النسخة المقبلة تقديم موعدها بضعة أيام لتنطلق في 19 وذلك لإتاحة الفرصة أمام اللاعبين والمشجعين معاً حضور فعالياتها قبيل أعياد الميلاد.
وباستثناء المواجهة النهائية للنسخة السابعة، التي شهدت انسحاب الإسباني ديفيد فيرير بداعي الإصابة أمام اندي مواري، فإن جميع المباريات النهائية للبطولة أقيمت على الشكل الأمثل، إذ كان مجمع التنس الدولي في العاصمة أبوظبي شاهداً على انتصارات مدوية ما زالت تفاصيلها عالقة في ذاكرة المشجعين حتى اللحظة.