أنور إبراهيم (القاهرة)
في حواره الحصري لمجلة فرانس فوتبول في عددها الصادر أمس، أبدى النجم الفرنسي المخضرم لوران بلان، المدير الفني السابق لفريق باريس سان جيرمان، ندمه الشديد على ابتعاده عن مهنة التدريب منذ 28 شهراً، وبالتحديد منذ إقالته من تدريب هذا الفريق الفرنسي، واعترف بأنه ربما كان مخطئاً بابتعاده كل هذه المدة الطويلة، وقال: لم أكن أتوقع أن أبقى من دون ناد كل هذا الوقت، وربما كان ينبغي أن أرتبط سريعاً بتجربة تدريبية جديدة، لأن هذه المهنة تمثل لي سعادة كبرى.
واعترف بأنه كان يتصور أن الراحة عاماً أو عامين من الممكن أن تجدد نشاطه وتشحذ طاقاته، لكي يبدأ تحدياً كبيراً جديداً، ولكنه افتقد على ما يبدو المرونة اللازمة عندما رفض أكثر من عرض تدريبي من أندية متوسطة المستوى، إذ إنه كان يأمل في أن يتلقى عرضاً من ناد يطمح بقوة للفوز بالبطولات.
ورداً على سؤال بشأن آخر ناد تولى تدريبه، قال بلان: سان جيرمان لم يدرك أبعاد قمة المستوى الأوروبي، وليس على مستوى منافسيه من أندية هذه القمة، وكان شيئاً جميلاً أن نردد أننا من أفضل 8 أندية أوروبية على اعتبار وصولنا إلى دور الثمانية لدوري الأبطال، لكننا واجهنا فرقاً عريقة، ولها ثقلها وتلعب على أعلى مستوى منذ ثلاثين أو أربعين أو حتى خمسين عاماً، وتتفوق كثيراً على باريس في كافة المجالات: ثقافة النادي والخبرة الكبيرة والنفوذ والتأثير والكاريزما...إلى آخره..وتلك كلها أمور تتشكل على امتداد سنوات طويلة، ولا تُشترى بالمال !!
فالفوز بالبطولات لا يتم «برْمَجْته»، وهذا سر كاريزما كرة القدم. وانتقد بلان الذي تصدرت صورته غلاف مجلة فرانس فوتبول، عدداً من لاعبي سان جرمان الذين كان يتوقع لهم مستقبلاً أفضل مما هم عليه الآن، وقال إن صدمته فيهم كبيرة، وخص بالذكر الإيطالي ماركو فيراتي، والفرنسي أدريان رابيو وقال: كنت أنتظر منهما الكثير، ولكنني فوجئت بأن تطورهما توقف عند حد معين، من دون إحراز المزيد من التقدم، رغم أنهما يملكان كل مقومات لاعبي خط الوسط.
ولم يفت المجلة أن تسأله عن جائزة الكرة الذهبية ومن يرشح للفوز بها، فقال: أنا ضمن هيئة التحكيم، وقد أعطيت صوتي للمدافع الفرنسي رافائيل فاران، الذي حقق إنجازاً لم يسبقه إليه أي مدافع فرنسي، بعد أن فاز بكأس العالم بروسيا، فضلاً عن فوزه بدوري الأبطال مع ناديه ريال مدريد. وعلق قائلاً: إنني أراه أقوى مني كمدافع، وأفضل مني عندما كنت ألعب في نفس مركزه، ومازال يتطور بسرعة كبيرة..أعتقد أن فرصته جيدة للفوز بالبالون دور،
وهو محظوظ لأنه يلعب لأحد أكبر وأعرق الأندية الأوروبية منذ 8 مواسم، بينما عمره لم يتجاوز الآن الـ 25 سنة، وزاد عدد مبارياته الدولية على الخمسين مباراة وفاز بأربع بطولات شامبيونزليج مع ريال مدريد، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب فرنسي آخر، وخاصة من بين المدافعين. وشرف كبير لي أن تتم مقارنتي به!.
وعن مستقبله كمدرب بعد ابتعاده الطويل عن الملاعب، قال بلان: أعتقد أنني بحاجة للتحلي بقدر أكبر من المرونة، وسوف أعيد ترتيب أوراقي، وأمامي عدد من العروض الجيدة التي تستحق اهتمامي، وربما أعود قريباً لممارسة هذه المهنة التي أعشقها، وسخر بلان من أولئك الذين اتهموه بأن غير متمكن في مهنة التدريب، والذين يدللون على ذلك بعدم سعي أي من الفرق الكبرى على التعاقد معه، ووصف من يقولون ذلك بأنهم لا يفقهون شيئاً.
جدير بالذكر أن لوران بلان المولود في 19 نوفمبر 1965 «52 سنة» هو أحد نجوم الجيل الذهبي الفرنسي الذي أحرز بطولة كأس العالم 1998 بفرنسا، وبطولة أمم أوروبا عام 2000. وسبق له اللعب لعدد كبير من الأندية منها، مونبلييه وبرشلونة ومارسيليا وإنترميلان، ومانشستريونايتد. وكان نادي باريس سان جيرمان قد أنهى عقده يوم 27 يونيو 2016 بعد ثلاث سنوات، أحرز خلالها بطولة الدوري الفرنسي 3 مرات. وبدأ بلان مسيرته التدريبية مع نادي بوردو عام 2007 كما تولى تدريب منتخب فرنسا خلفاً لريمون دومينيك بعد الفشل الفرنسي في مونديال جنوب أفريقيا 2010، ولكنه لم يتم التجديد له بعد خروجه من دور الثمانية لبطولة أمم أوروبا 2012 على يد منتخب إسبانيا.