تدشين برنامج «المستقبل المشرق» لتأهيل كوادر في الطاقة النووية

دشن معهد التكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مؤخراً برنامج “المستقبل المشرق” الذي يعتبر أحدث البرامج المتطورة لتدريب المعلمين العاملين في مدارس إمارة أبوظبي على استخدام أساليب مبتكرة تعين الطلبة على مزيد من الفهم، وتثير فيهم دافعية التعلم وتحفّزهم للإقبال على مواد العلوم والهندسة التطبيقية والرياضيات وذلك ضمن جهود المعهد لإعداد الكفاءات الإماراتية المتخصصة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل الطاقة النووية، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الفضائية والتكنولوجيا النظيفة. وأكد المهندس حسين الحمادي رئيس مجلس أمناء معاهد التكنولوجيا التطبيقية لـ “الاتحاد” أنّ هذا البرنامج يمثل نقلة نوعية في تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بشأن تأهيل كوادر وطنية متخصصة في الصناعات الإلكترونية الدقيقة، وكذلك في مجالات النانو تكنولوجي، وأيضاً في الطاقة النووية المستخدمة للأغراض السلمية. وأشار إلى أن المرحلة الأولى في البرنامج تستهدف توسيع قاعدة توعية المعلمين والمعلمات في مدارس إمارة أبوظبي، بحيث يتولى هؤلاء المعلمون والمعلمات نقل المعرفة إلى الطلبة، وتقديم صورة واضحة حول التخصصات الدراسية التي يمكن أن يلتحقوا بها في المرحلة الجامعية ليكونوا ضمن الفرق التي سيقع عليها الاختيار للعمل في هذه القطاعات مستقبلاً. وأوضح الحمادي أن هذه المبادرة المشتركة من جانب المعاهد وهيئة الطاقة النووية “تعتبر جهداً وطنياً خالصاً لاستشراف مستقبل هذه القطاعات وحاجاتها من الكوادر المتخصصة في تلك المجالات والتي يتطلب إعدادها وتأهيلها جُهداً كبيراً، بحيث تتحقق الجودة النوعية المطلوبة في هؤلاء الخريجين والخريجات”. وقال الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير عام معاهد التكنولوجيا التطبيقية، يعمل البرنامج على دعم الجهود التي تبذلها الدولة للتركيز على العلوم والتكنولوجيا، والهندسة والرياضيات حيث يقدم البرنامج للمدرسين ممارسات جديدة ومبتكرة في تدريس المواد العلمية وذلك لجذب اهتمام الطلبة وخلق الرغبة لديهم على دراسة المواد العلمية. كما يساعدهم على التفكير الناقد ويعلمهم كيفية حل المشكلات بشكل علمي ومبتكر، وهي مهارات ضرورية لتنمية الاقتصاد القائم على المعرفة، لافتاً إلى أن المواد العلمية المشار إليها هي الأساس للعديد من المهن والمشاريع الاستراتيجية لدولة الإمارات. وأوضح الشامسي أن معهد التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي بدأ بالفعل منتصف شهر أكتوبر الماضي في تطبيق هذا البرنامج من خلال ورشة عمل ضمت مجموعة من المعلمين العاملين في 13 مدرسة بإمارة أبوظبي. وستتواصل فعاليات البرنامج من خلال ورشات عمل أخرى تستهدف المزيد من المعلمين من مختلف المدارس وذلك طوال العام الدراسي وخلال الأنشطة الصيفية لتغطي موضوعات متطورة في العلوم والرياضيات والهندسة التطبيقية بما في ذلك الكهرباء والحرارة والحركة والذرات والنظائر. وأضاف أن هذا البرنامج المتخصص تم تصميمه من خلال مدرسي المعاهد، وبدعم من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، حيث يتم تنفيذ البرنامج من قبل مدرسين متخصصين من معهد التكنولوجيا التطبيقية. ولفت إلى أن البرنامج يعمل أيضاً على تطبيق مفهوم “التعلم بالعمل”، حيث يتم تشجيع الطلاب على التفاعل والعمل من خلال حل المشكلات المطروحة عليهم باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب العلمية ومناقشة المشكلات ذات الصلة لاكتشاف الحلول المناسبة ومن ثم معالجة مواقف حياتية حقيقية. وأشار إلى أن هذه الأساليب التعليمية قد تم اختبارها من قِبَلِ باحثين وتربويين في جميع أنحاء العالم، وأثبتت أنها تحسِّن أداء الطلاب في هذه المواد، وتصل بهم إلى أعلى المستويات. وقال محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، إن إعداد وصناعة الأجيال القادمة من المهندسين المتخصصين في صناعة الطاقة النووية يعد من أولويات مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومن هنا جاء دعم المؤسسة لبرنامج “المستقبل المشرق” ليكون للمعلمين دور حيوي في تنمية الكفاءات الإماراتية وتطويرها من خلال مساعدة الطلبة على فهم أهمية المواد العلمية مثل العلوم والتكنولوجيا، والهندسة والرياضيات بالإضافة إلى دور المواد العلمية في المشاريع الاستراتيجية لدولة الإمارات مثل مشروع الإمارات السلمي للطاقة النووية. وأكد أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومعهد التكنولوجيا التطبيقية لتطوير الكفاءات الإماراتية وتأهيلها لقيادة صناعة الطاقة النووية في المستقبل.