أجرى الحوار: حسين الحمادي وبسام عبد السميع:
كشف المهندس أمين حسن الناصر، رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أن الشركة استعدت بشكل كامل للطرح العام وتم إنجاز المتطلبات الفنية للإدراج في الأسواق العالمية والتي تشمل القوائم المالية المدققة وفقاً للمعايير الدولية، ولبت معايير الإفصاح والشفافية والحوكمة، إضافة إلى بدء التدقيق من طرف ثالث على احتياطيات النفط.
وقال الناصر في حوار خاص مع «الاتحاد» خلال وجوده في معرض «أديبك» بأبوظبي، أمس، إن «الطرح العام في الأسواق العالمية سيأتي بعد استكمال عملية الاستحواذ على 70% من أسهم (سابك)، وانعكاس تلك العملية على النتائج المالية خلال السنة اللاحقة للاستحواذ، وأن الحكومة ملتزمة بالطرح بحلول 2021».
وأكد الناصر، أهمية استكمال عملية الاستحواذ على 70% من أسهم «سابك»، رابع أكبر شركة في العالم لإنتاج البتروكيماويات، معتبراً أن هذا الاستحواذ سيمنح «أرامكو» قيمة مضافة كبيرة في القطاع.
وكشف عن أن «أرامكو» تخطط للاستثمار في قطاع البتروكيماويات، بما يسمح لها بإنتاج 80 مليون طن من البتروكيماويات (مليونا برميل من النفط)، بحلول 2030، مضيفاً أن الشركة تعمل على تحويل الإمكانات إلى فرص، من خلال الاستفادة من احتياطياتها الهائلة من الطاقة المتمثلة في الموارد البشرية والطبيعية بغية تمكين الاقتصادات العالمية من تحقيق النمو والازدهار، وتمكين الشعوب حول العالم ليحيوا حياة هادفة وأكثر حيوية وإنتاجية.
وقال الناصر: مع تنوع طرق تحقيق القيمة من كل برميل نفطي، بما في ذلك المنتجات غير المعدنية والكيميائية المستخلصة من النفط الخام، تخطت الشركة نطاق الأسواق واستخدامات النفط والغاز التقليدية، كما استثمرت في حلول تقنية تسهم في رفع كفاءة إنتاج النفط واستهلاكه والحد من أثرهما البيئي، ومنها تحسين كفاءة وسائل النقل واستدامتها من خلال استخدام محركات وأنواع وقود جديدة عالية الأداء.
وأضاف: «استشرافاً للمستقبل، تتطلع الشركة إلى تحويل الملايين من براميل النفط وتريليونات الأقدام المكعبة من الغاز إلى مصادر متعددة لتحقيق القيمة لـ «أرامكو» السعودية والمملكة وشعبها، كما تواصل في الآن ذاته حفاظها على مكانتها كمورد موثوق للطاقة المستدامة على مستوى العالم».
وأضاف رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين: واصلت الشركة تنويع أعمالها لتتمكن من تحقيق رؤيتها المتمثلة في تحولها إلى أكبر شركة طاقة وكيميائيات متكاملة في العالم، وفي عام 2017، انبرت «أرامكو» السعودية لتنفيذ مجموعة من مشاريع النفط والغاز الضخمة، وعززت من شبكتها العالمية في مجال التكرير والمعالجة والتسويق؛ إذ ساعدها هذا الأمر في تحقيق تقدم كبير في جهودها الرامية إلى تحقيق رؤيتها في أن تصبح أكبر شركة متكاملة في العالم في قطاعي الطاقة والكيميائيات.
وتابع الناصر: «رغم بقاء النفط والغاز مكونين أساسيين في مزيج الطاقة العالمي على المدى البعيد، إلا أن (أرامكو) السعودية تواصل سعيها لابتكار حلول ترمي إلى توفير إمدادات آمنة ومستدامة وموثوقة للطاقة، جنباً إلى جنب مع مواجهة تغير المناخ».
وأضاف: بفضل قدراتها المعهودة في قطاع التنقيب والإنتاج وشبكتها العالمية المتكاملة استراتيجياً في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق وتقنياتها المتقدمة في مجال الاستدامة وإمكاناتها التنظيمية الريادية، تمكنت «أرامكو» من بناء منظومة منتجة للقيمة لا نظير لها ضمنت للشركة مكانة متميّزة في جميع قطاعات أعمالها.
وأفاد بأن «أرامكو» تتطلع لزيادة حصة استخدام الغاز إلى 70% لقطاع المياه والكهرباء خلال الـ 10 سنوات المقبلة مقابل 50% حالياً ومن خلال مشاريع الغاز الحالية سيتم رفع الطاقة الإنتاجية إلى 23 مليار قدم مكعبة مقابل 16 مليار قدم مكعبة حالياً، كما تعمل خلال السنوات العشر المقبلة على رفع طاقة الغاز غير التقليدي إلى 3 مليارات قدم مكعبة في اليوم من خلال استثمارات كبيرة في داخل المملكة. وأوضح الناصر أن «أرامكو» تضخ استثماراتها وفقاً للمدى الطويل، حيث تشير التوقعات بزيادة الاستهلاك العالمي على النفط إلى ما بين 110 و120 مليون برميل يومياً، خلال العقدين القادمين، مقابل 100 مليون برميل حالياً.
وقال: «نحن كشركات كبيرة وعملاقة وأساس في صناعة النفط والغاز على مستوى العالم، لا بد أن نكون على قدر كبير من الجاهزية من خلال الاستثمارات؛ لأن هذه طاقة إنتاجية كبيرة جداً، ولا بد من أن نخصص استثمارات لهذا المستوى».
وبحسب التقرير السنوي لـ«أرامكو»، تسعى الشركة للمحافظة على سمعتها، باعتبارها مورداً موثوقاً للنفط الخام وأحد المنتجين الرئيسين للغاز الطبيعي، ما يتطلب مواصلة تنفيذ الاستثمارات المتعلقة بطاقاتها الإنتاجية.
وفي عام 2017، واصلت الشركة بذل جهودها في التخطيط لمجموعة من المشاريع العملاقة في هذا الشأن وتنفيذها، وتضمنت زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في حقل خريص بمقدار 300 ألف برميل في اليوم في عام 2018، وزيادة مخطط لها في الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في حقل فزران بمقدار 75 ألف برميل في اليوم في عام 2020. ويتوقع بدء إنتاج حقل الدمام بـ 25 ألف برميل يومياً في عام 2021، ليرتفع إلى 75 ألف برميل في اليوم في عام 2026، مع توقعات ببدء التشغيل
في معمل الغاز في الفاضلي والمصمم لمعالجة 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز عام 2019، كما تم زيادة مخطط في طاقة المعالجة بمقدار 1.1 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم، وذلك في معمل الغاز في الحوية.
كما تعكف الشركة حالياً على إجراء تجارب ميدانية، باستخدام مياه البحر في أعمال التكسير من أجل تقليل استخدام موارد المياه العذبة، وفي سبيل تحسين ممارسات السلامة في مواقع الآبار، وتحقيق خفض كبير في التكاليف التشغيلية للحقول وفي أوقات توقف العمل فيها، استمرت الشركة في إجراء تجاربها الميدانية باستخدام المضخات الكهربائية الغاطسة المزودة بكابلات.