مصطفى عبد العظيم (دبي)
أطلقت حكومة دولة الإمارات ثلاث مبادرات، تشمل تقرير ومؤشر وتأسيس إدارة فرص وإمكانات المستقبل، لتسليط الضوء على الأفكار والمجالات الناشئة الواعدة بالنمو، وتصنيف التوجهات المستقبلية حسب القطاعات الحيوية في دول العالم، ودراسة الأفكار المقترحة، وتقويم نتائجها.
جاء ذلك، أمس في ختام أعمال الدورة الثالثة لمجالس المستقبل العالمية التي نظمتها حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي بدبي، حيث تم اعتماد الموجة الجديدة من العولمة 4.0 في عصر الثورة الصناعية الرابعة كمحور رئيس لاجتماعاته المقبلة في دافوس خلال شهر يناير 2019، والدعوة إلى صياغة بنية عالمية جديدة لتكريس التعاون الدولي والتغلب على الاستقطاب الاجتماعي المتزايد وحماية البيئة.
وخلال الجلسة الختامية للمجالس والتي شارك فيها معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، والرئيس المشارك للاجتماع، توجه بورجي براندي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بالشكر لحكومة دولة الإمارات على دورها المحوري في إنجاح القمة، منوهاً بالشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي والتي تمتد لأكثر من 10 سنوات.
وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي أن دولة الإمارات تنظر إلى المستقبل من زاوية صناعة الفرص التي توفرها التكنولوجيا والعلوم المتقدمة، وتتبني رؤية شاملة تقوم على عالمية هذه المهمة ومحورية التعاون الدولي في تحقيق متطلباتها.
وقال معاليه في الجلسة الختامية: «ركزت الاجتماعات على تصميم المستقبل وتعزيز تعاون القطاعين الحكومي والخاص في إيجاد حلول فعالة لتحديات العالم، والفرص التي توفرها العولمة في جيلها الرابع ومساهمتها الإيجابية في حياة أكثر من 7 مليارات نسمة».
وأضاف: «دولة الإمارات تؤكد التزامها الراسخ بدعم قطاعات المستقبل وتهيئة الأسس لازدهار البشرية والخروج بأفكار خلاقة تواكب التوجهات العالمية... نهدف إلى البناء على الفرص الواعدة لتعزيز دور مجالس المستقبل العالمية كمنصة رائدة لمواصلة تحقيق الإنجازات وتفعيل الشراكات».
وقال: «أصبحت اليوم مجالس المستقبل العالمية مركزاً معرفياً عالمياً في علم تصميم المستقبل، ومقصداً لأهم صناع القرار والمسؤولين والخبراء العالميين الراغبين في توظيف أدوات استشراف المستقبل لخدمة أوطانهم وشعوبهم، وسيتم توثيق هذه المعرفة والخبرات والتجارب في مجموعة من المنتجات المعرفية التي تم إطلاقها خلال هذه الدورة»، لافتاً إلى أن الدورة الرابعة لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية تعقد في مدينة دبي يومي 3 و4 نوفمبر 2019.
من جهته، استعرض يورجي في حديثة أبرز الأفكار والمبادرات والتوصيات التي تم التوصل إليها في اجتماعات المجالس هذا العام، والتي ستكون ضمن برنامج اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس، سويسرا، والذي يُنظم في يناير 2019.
وقال: تضمنت التوصيات ضرورة العمل على تفادي أخطاء الماضي من خلال صياغة هندسة عالمية جديدة تؤدي إلى ازدهار الابتكار من خلال تحويل التحديات والمشاكل إلى فرص استثمارية وفرص إبداع وابتكار، لافتاً إلى أن المجالس عملت على ابتكار حلول ومبادرات لأكثر مشاكل العالم إلحاحاً بشفافية كبيرة وناقشت مختلف المشاريع والمبادرات التي يمكن لها أن تسد ثغرات حساسة، وتقدم الحلول المطلوبة.
وأشار إلى أن التوصيات تضمنت اعتماد خطاب جديد على مستوى الحوكمه العالمية بطريقة تجمع بين مختلف القضايا، وإطلاق المبادرات المتعددة الأطراف، فضلاً عن التوصية باعتماد هندسة عالمية جديدة توائم بين مختلف حاجات العمل على مستوى مواجهة قضايا تغير المناخ ومشاكل المحيطات والتنوع البيولوجي لتقديم اتفاق جديد بشأن الطبيعة وذلك كجزء لا يتجزأ من الأجندة العالمية والاقتصادية ككل.
وأضاف يورجي أن التوصيات شملت الدعوة إلى عقد اجتماعي جديد بين الحكومات والمواطنين، مع تسارع وتيرة الثورة الصناعية الرابعة، يتعدى نطاق شبكات الأمان الاجتماعي ويهدف إلى الحصول على التعليم بتكلفة معقولة وقابلية التوسع للوصول إلى التعليم وحركة العمل والعمال، فضلاً عن بناء نماذج اقتصادية جديدة توازن بين مفهوم توليد الثروة وتوزيع الثروة، مع تعزيز قدرة المؤسسات لأن تصبح أكثر المرونة في الاستفادة من البيانات الحية في تعزيز الشفافية، وكذلك الارتقاء بمستوى الشفافية.