1 أغسطس 2012
هناء الحمادي (أبوظبي) - إذا كنت تعاني قرحة المعدة أو الاثني عشر، فلا بد أن تعرف مدى صعوبة الحالة بالنسبة لك، وإذا ما كنت تعاني قرحة مزمنة تتعايش معها، أم أنك تعاني قرحة شديدة بحيث تحتاج إلى علاج مكثف وبالتالي لا تستطيع الصوم؟.
وقبل أن تحدد بنفسك أو من خلال طبيبك هل يمكنك الصوم أم لا؟ لا بد أن تعرف أولاً أن الجهاز الهضمي هو المسؤول عن استقبال الطعام وهضمه وامتصاص المواد اللازمة منه، وطرد ما هو غير مرغوب فيه، والمعدة هي المحطة الأولى للطعام بعد مروره إلى المريء، حيث تقوم بتفريغه بعد هضمه.
أسباب المرض
يُعرف الدكتور سمير سامي، الحاصل على ماجستير في التغذية العلاجية، أن القرحة الهضمية هي عبارة عن حدوث تآكل في الغشاء المخاطي المبطن لأعضاء الجهاز الهضمي المتعرض للعصارة الهضمية، وقد تكون القرحة في المعدة أو في الاثني عشر. ويضيف “في حالة قرحة المعدة أو الاثني عشر الحادة لا ينصح المريض بالصيام لضرورة تناول الأدوية بشكل منتظم، وعدم ترك المعدة فارغة من دون طعام فترة طويلة حتى لا يجعل العصارة المعدية تلتهم جدار المعدة وجدار الاثني عشر”، مشيراً إلى أن عدم تناول الأدوية في مواعيدها يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لقرح المعدة والاثني عشر الحادة، مثل نزيف القناة الهضمية ما ينتج عنه أنيميا حادة، وهبوط في الدورة الدموية، وتدهور في الحالة إذا لم يتم إعطاء المريض المحاليل اللازمة التي تحتوي على مثبطات البروتون الذي يقلل بدرجة كبيرة من الحمض، وينتج عن هذا توقف النزيف والتئام القرحة”.
ويضيف “ترجع أهم أسباب الإصابة بمرض القرحة إلى بكتيريا الهليكوباكتر، وهي تعيش بصورة طبيعية داخل الجدار المخاطي المبطن لجدار المعدة، من دون أن تسبب مشاكل طبية في الغالب”، مشيراً إلى أنه إلى الآن لم يُعرف لماذا تنشط هذه البكتيريا التي تعمل على تآكل جدار المعدة وتحدث القرحة، كما أن طرق العدوى وانتقال هذه البكتيريا غير معروف أيضاً، لكن أكثر النظريات قبولاً هي المخالطة اللصيقة مع مريض القرحة، وانتقالها كذلك عن طريق الطعام والشراب. ?ويتابع سامي “من الأسباب الأخرى للقرحة أيضاً استخدام مسكنات الألم المعروفة والشائعة، مثل الأسبرين والبروفين والأدفيل، وكثرة التدخين، إضافة إلى الضغوط العصبية والسمنة والوزن الزائد وتناول بعض الأغذية الحريفة”.
صيام مريض القرحة
حول صيام مريض القرحة، يقول سامي “تطور الطب في علاج القرحة تطوراً كبيراً، وأصبح بالإمكان تناول العلاج مرة واحدة يومياً، ومريض القرحة المستقرة الذي تم علاجه بالمضادات الحيوية يمكن شفاؤه بصورة تامة، ويمكنه الصوم بعد تأكد الطبيب من استقرار الحالة”. ?ويتابع “من الضروري أن يستشير مريض القرحة الطبيب قبل الصوم حتى في غياب الأعراض الجانبية، لما قد يشكله الصوم من خطورة عليه بسبب زيادة مستويات الحامض المعدي، خاصة عندما تكون المعدة فارغة من الطعام، وكذلك حتى لا يتعرض لحدوث نكسات مرضية مفاجئة. ?وينصح المريض بالإفطار في حالة القرحة الحادة أو عند حدوث مضاعفات مثل النزيف”. ?ويضيف “يحتاج مريض القرحة غير المستقرة إلى إرشادات طبية متعددة، لذا ننصحه بضرورة الالتزام برأي الطبيب إذا نصح بالإفطار. حيث لكل مريض توصيات خاصة به تختلف عن غيره، ويرجع ذلك إلى مدى تطور قرعة المعدة وعند أي درجة وما معها من مسكنات وأدوية أو غيره”.
وينصح سامي مرضى القرحة في رمضان، قائلاً “في حال الصوم يجب تنفيذ تعليمات الطبيب بدقة، وتناول الأدوية بصفة مستمرة وعدم التوقف إلا بأمر الطبيب ومعالجة ارتجاع الحامض بالمريء، وكذلك أسباب زيادة إفراز الحامض المعدي”. ويوضح “يرتكز العلاج الغذائي للحالات المرضية المزمنة على الأسس التالية ويتم ذلك من خلال الحصول على ثلاث وجبات طعام عادية، وهي وجبة الفطور ووجبة بين الفطور والسحور، وعدم إهمال وجبة السحور? وذلك بتناول مقادير كافية من البروتين اللين وفيتامين (ج)، لأنهما يساعدان على شفاء جروح القرحة”. ويقول “أنصح المريض بعدم تناول الأغذية التي تسبب له الإزعاج وهي تختلف من شخص لآخر مع ?التقليل من تناول الأغذية التي تثير إفراز العصارة المعدية كالمخللات وإضافة الخل إلى طعام ومرق اللحم والدجاج”.
ويضيف “لا بد من الابتعاد عن إضافة مسحوق الشطة الحار والبهارات إلى أطباق الطعام. والتوقف عن التدخين لأنه يزيد شدة الحالات المرضية عن طريق تشجيع إفراز الحامض المعدي ويقلل معدل شفاء القروح، ويرتبط تكرار الإصابة بقرحة الاثني عشر باستمرار المريض في عملية التدخين أيضاً، ومريض القرحة لا بد له من ?التقليل من شرب السوائل المحتوية على الكافيين مثل الشاي والقهوة والكاكاو والمشروبات الغازية لأنها تثير إفرازات العصارة المعدية. كما يجب ابتعاد المريض عن مصادر القلق والضغوط النفسية لأنهما يزيدان الحالة المرضية سوءاً”. ويلفت إلى الأمر الذي لا بد ألا يغفله مريض القرحة وهو أن يحصل على قدر كاف من الراحة والنوم المبكر أثناء فترة العلاج للإسراع في شفائه. ?مع عدم تناول العقاقير المهيجة لجدران الأمعاء مثل الأسبرين والبروفين والفولتارين، وغيرها.