السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجزائر: الانتخابات الرئاسية على وقع الاحتجاجات

الجزائر: الانتخابات الرئاسية على وقع الاحتجاجات
13 ديسمبر 2019 00:41

محمد إبراهيم (الجزائر)

عاشت الجزائر يوماً استثنائياً، أمس، في أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد، منذ بدء الحراك الشعبي، في فبراير الماضي، الذي أطاح بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فمع دقات الساعة الثامنة من صباح الأمس، توجّه الناخبون الجزائريون إلى صناديق الاقتراع، لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 5 مرشحين، هم: عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون (مستقل)، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.
وأعلن محمد شرفي، رئيس السلطة المستقلة للانتخابات بالجزائر، أمس، أنه تم فتح 90% من مراكز التصويت في الداخل، مشيراً إلى أن عملية الانتخاب شهدت إقبالاً كبيراً في أغلب مدن الجزائر، وقال شرفي، في تصريحات للصحفيين: «تم فتح 90% من مراكز التصويت من إجمالي 13295 مركز تصويت على المستوى الوطني»، مضيفاً أنه بين 61 ألفاً و293 مكتب تصويت، 5 بالمائة منها فقط (حوالي 3600 مكتب)، شهدت بعض التعطيل لأسباب خارجة عن نطاق السلطة المستقلة للانتخابات، التي تسعى لإيجاد الحلول المناسبة.
وتوقع شرفي، أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية كبيرة، مشيراً إلى أنه خلال أول 3 ساعات فقط من بدء الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 7.92%، بينما بلغت في الثالثة عصراً 20.43%، وقال: إن «هذا الرقم ربما لا يعني الكثير بالنسبة للبعض، لو تتم مقارنته مع نفس النسبة، التي سجلت في رئاسيات 2014»، مضيفاً أنه في 16 ولاية ارتفعت نسبة المشاركة، مقارنة مع نفس الولايات، خلال رئاسيات 2014، التي فاز بها بوتفليقة.
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين بالقوائم الانتخابية نحو 24.4 مليون ناخب، من بينهم نحو 914 ألفاً من المقيمين بالخارج، وأجريت الانتخابات في 61 ألفاً و14 مكتب تصويت، منها 135 مكتباً للبدو الرحل، و30 ألفاً و301 مكتب خاص للرجال، و26 ألفاً و569 مكتباً خاصاً بالنساء، و4009 مكاتب مختلطة، بالإضافة إلى 13 ألفاً و181 مركزاً للتصويت، من بينها 1756 مركزاً خاصاً بالنساء.
ورغم الإقبال على التصويت الذي يراه شرفي، إلا أن ولايات تيزي وزو والبويرة وبجاية، ذات الأغلبية الأمازيغية، شهدت غلقاً واقتحاماً للجان من قبل متظاهرين رافضين للانتخابات، حيث قاموا بتحطيم الصناديق الانتخابية، وإلقاء أوراق التصويت خارجها، كما شهدت وسط الجزائر العاصمة تظاهرات حاشدة معارضة للانتخابات، شارك فيها الآلاف، وسط تشديدات أمنية مشددة، إذ انتشرت قوات الشرطة بطول شارعي ديدوش مراد، وحسيبة بن بوعلي، وساحتي البريد المركزي، وموريس أودان.
وبحسب «مراسل الاتحاد»، فقد وقعت اشتباكات خفيفة بين الشرطة والمتظاهرين، انتهت بمحاصرة المتظاهرين في الساحة، وتركهم يرددون هتافاتهم المعارضة لإجراء الانتخابات الرئاسية، وحاول المتظاهرون اقتحام مركز التصويت بمدرسة «باستور» بشارع ديدوش مراد، وفرقتهم الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، واضطرت إلى غلق المركز لنحو نصف ساعة، قبل أن تعيد فتحه.
وفي مفاجئة غير متوقعة، أدلى الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، بصوته في الانتخابات الرئاسية، أمس، بمركز البشير الإبراهيمي، الانتخابات بالجزائر العاصمة.
وأناب الرئيس السابق، شقيقه ناصر بوتفليقة بالتصويت، نيابة عنه بتوكيل رسمي، اعتمده مركز التصويت، وسمح له بالإدلاء بصوته، نيابة عن شقيقه، الذي يعاني وضعاً صحياً صعباً.
واستقال عبد العزيز بوتفليقة من رئاسة الجزائر، في 2 أبريل الماضي، تحت ضغط من الحراك الشعبي، الذي انطلق في 22 فبراير الماضي، اعتراضاً على ترشحه لفترة رئاسية خامسة، رغم تدهور حالته الصحية، ومنذ استقالته لم يظهر بوتفليقة للعلن، وغابت أخباره عن وسائل الإعلام الجزائرية.
وتفاوتت نسب الإقبال على التصويت، من حي لآخر في الجزائر العاصمة، حيث قلت الأعداد في الأحياء الراقية مثل بن عكنون وحيدرة، بينما زادت في أحياء أخرى مثل بوشاوي ونادي الصنوبر غرب العاصمة، وبئر خادم والقبة وسطها.
وكعادة الأحزاب الإخوانية في كل الدول، ورغم إعلان حزب حركة مجتمع السلم «حمس» مقاطعة الانتخابات، إلا أن عدداً من قياداته شاركت في التصويت لصالح عبد القادر بن قرينة، رئيس حزب حركة البناء الوطني المنشق عن «حمس»، وعقب انتهاء موعد الاقتراع، بدأ فرز الأصوات، الذي تشرف عليه السلطة المستقلة للانتخابات، التي ستعلن النتائج الأولية للرئاسيات فور الانتهاء من الفرز، بينما سيعلن المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات، في الفترة من 16 – 25 ديسمبر الجاري، وفي حالة الوصول لجولة الإعادة، فإنها ستجرى في الفترة من 31 ديسمبر الجاري إلى 9 يناير المقبل، بحسب ما أعلنته السلطة المستقلة للانتخابات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©