سامي عبد الرؤوف (دبي)
كشفت الدكتورة سمية البلوشي، مديرة التمريض بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن إجراء امتحانات للحصول على ترخيص مزاولة مهنة التمريض لنحو 1000 ممرض وممرضة قادمين من الخارج، معظمهم مشاركون في المؤتمر العالمي السنوي للطب والصيدلة المنعقد في إمارة الشارقة الأسبوع المقبل، الذي أضاف محور التمريض لأول مرة ضمن فعالياته.
وقالت البلوشي، في تصريح لـ «الاتحاد»: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ هذه المبادرة، وتهدف إلى توفير الوقت والجهد والتكاليف على الجهات الصحية الحكومية والخاصة، بدلاً من السفر إلى الخارج للعديد من الدول لاستقطاب كوادر تمريضية للعمل بالدولة».
وأضافت: «سيتم التركيز في الامتحانات على تخصصات القبالة ومعلومات التمريض والصحة النفسية، بالإضافة إلى تخصص الطوارئ والكوارث، والوزارة معنية باستقطاب وتشغيل عدد من هذه التخصصات المهمة، لسد حاجة الوزارة والقطاع الخاص من التخصصات المطلوبة».
وأشارت البلوشي، إلى أن الاختبارات ستجرى على هامش المؤتمر العالمي للطب والصيدلة بالشارقة، حيث يوجد هؤلاء الممرضون والممرضات في زيارة للدولة للمشاركة في المؤتمر، خلال الفترة من الثامن عشر إلى الحادي والعشرين من شهر نوفمبر الجاري، ويحصل الكادر التمريضي الذي يتجاوز الامتحان على رخصة مزاولة المهنة، شريطة استكمال متطلبات الترخيص، وأبرزها تقديم الأوراق الثبوتية الدالة على شهاداته العلمية والخبرات العملية وغيرها من الأوراق المطلوبة، ويتقدم بها المتجاوز الامتحان، عن طريق الموقع الإلكتروني للوزارة.
وذكرت أن الوزارة هي الجهة المعنية والمختصة بمنح التراخيص، ويمكن للكادر التمريضي المتجاوز للامتحان الحصول على فرصة عمل في أي إمارة أو منطقة على مستوى الدولة، بعد توحيد معايير التراخيص بين الجهات الصحية في الدولة، مشيرة إلى أنه بإمكان القطاع الخاص أيضاً مقابلة هذه الكوادر التمريضية في فترة المؤتمر.
ولفتت إلى أن المبادرة تسعى لاستقطاب الكوادر المواطنة على مستوى الدولة من خلال وضع برامج تهدف إلى زيادة أعداد الكوادر التمريضية المؤهلة للمساهمة في تقديم رعاية صحية متميزة بالتنسيق مع الشركاء، لتكون مهنة التمريض جاذبة للعمل وتحقق الرقي المهني ورفعة الأداء.
وأكدت أن دولة الإمارات أصبحت من الوجهات الأولى عالمياً للباحثين عن فرص العمل، ومنها مجال التمريض والقبالة، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن الاستراتيجية التي تعنى باستقطاب التمريض والقبالة وللتعامل مع زيادة الطلب في سوق العمل للتمريض في القطاعين العام والخاص.
وشددت على أن التحدي الذي يواجه العالم هو كيفية سد الفجوة بين العرض والطلب وتوفير الممرضين ذوي المهارات العالية بأعداد كافية لتلبية احتياج القطاع الصحي المتزايد بشقيه العام والخاص، إضافة إلى تطوير كيفية تطوير معايير الرعاية التمريضية وسلامة المرضى، وكيفية تعزيز وتدعيم البحوث التمريضية التي تخدم أولوياتنا الصحية.
وقالت: «يواجه العالم تحديات متنامية لتوفير الطاقات الصحية المؤهلة والكافية لعمل النظام الصحي بفاعلية، حيث إن التمريض يشكل الشريحة الأكبر ضمن شرائح المهن الصحية، وهو محور أساس في حلقة الرعاية الصحية، والنقص في الطاقات التمريضية المؤهلة والتخصصية، يؤثر سلباً على مستوى الخدمات الصحية والتمريضية، وذلك يستوجب التعامل مع هذه القضايا بعمق ورؤية وضمن خطط واستراتيجيات مدروسة».
وذكرت أن القطاع الصحي يواجه تحديات توفير أعداد كافية من كوادر التمريض والقبالة المؤهلة والاحتفاظ بها، وبتفحص التداعيات التي أدت إلى هذه التحديات، فقد تبين أن هناك عوامل عدة، منها تسرب الكوادر والكفاءات التمريضية إلى الدول الأجنبية، واستقطاب الدول المجاورة للكفاءات للعمل خارج الدولة.
ونوهت بأن نسبة الممرضات القانونيات العاملات في مجال الممارسة قليل، مما أوجد الحاجة إلى العمل على استقطاب الكادر التمريضي من خلال تنفيذ مبادرة تعزيز جاذبية التمريض.