5 نوفمبر 2010 21:40
(أبو عناد) باب الحارة لا (يعاند) المخرجين، بل يقبل اقتراحاتهم بانتظار أن يحظى بفرصته الذهبية التي تنقله من فنان شاب متميز إلى مرتبة النجم التلفزيوني، وعلى الرغم من عشرات الشخصيات التي لعبها في الدراما السورية فإن الفنان عاصم حواط يفاجئك بأن كل ما قدمه حتى الآن لا يعبّر عن نصف بالمئة من موهبته وطاقته الفنية، وأن المخرجين لم يكتشفوا مخزونه الإبداعي بعد، وهو يعترف أن (باب الحارة) وعبر مخرجه بسام الملا، أخرجه من نمطية أدواره السابقة، وغير لونه الكوميدي لينقله إلى التراجيديا في أحداث الحارة، بشخصية (صبحي) أو (أبو عناد)، وليحقق له انتشاراً واسعاً.
أطل عاصم حواط على مشاهدي الشاشة الصغيرة في الموسم المنصرم في أعمال عدة، حيث عمل في الجزء الثاني من مسلسل (صبايا)، ولعب شخصية الصحفي في قالب طريف، كما شارك في مسلسل (حارة الياقوت) للمخرج خالد الخالد، وفي مسلسل (ساعة الصفر) للمخرج يوسف رزق، حيث لعب شخصية (فايز) الشاب الطائش الذي يلوذ برفاقه من أولاد المسؤولين، ويرتكب حماقات عديدة، لكنه يقع في النهاية في (شر أعماله) كما يقال!.
كما شارك في مسلسل (الوداع) لمحمد إسماعيل الآغا، إضافة إلى (باب الحارة)، حيث انضم (أبو عناد) إلى الثوار وحقق سمعة طيبة بين أهل الحارة، وعلى الرغم من أن الشخصيات التي قدمها عاصم تعتبر جديدة عليه ومختلفة تماماً عن بعضها، إلا أنه يعبّر عن أسفه لأن التلفزيون السوري لم يفرج عن مسلسله (البقعة السوداء) في موسم رمضان المنصرف، حيث إنه لعب دوراً مميزاً لشاب متخلف عقلياً ويتصرف بذهنية طفل، ويتعرض للاضطهاد والسرقة من قبل أقربائه، ليقدم صورة واقعية لما يتعرض له ذوو الاحتياجات الخاصة أحياناً وعلى أيدي أقرب الناس إليهم، إضافة إلى لوحات أخرى مميزة.
فن الدوبلاج
لعب عاصم حواط بصوته بالعربية شخصية (أسمر) في المسلسل التركي المدبلج (ويبقى الحب)، وهو يعبّر عن سعادته بهذه التجربة، ويضيف: إن فن الدوبلاج فن قديم جداً، وهو بحاجة إلى موهبة ومقدرة، ويرفض أن يقال إن الفنان السوري يعير صوته للتركي، بل يعتبر الأمر فناً قائماً بذاته، فهو لا يعير صوته لأحد، بل يؤدي الشخصية بالصوت وباللهجة السورية، ويذهب أبعد من ذلك، فهو يدعو إلى تكريم الفنانين السوريين الذين يقومون بالدوبلاج.
لم يتوسط لي
يروي عاصم حواط أن خاله الأديب الكبير الراحل محمد الماغوط رفض بحزم أن يدعمه في الوسط الفني، وقال له: الفن لا يحتاج إلى وساطة، والفنان الموهوب تدعمه موهبته وثقافته.
وانطلاقاً من ذلك خاض عاصم مسيرته الفنية من دون دعم من أحد، فبدأ العمل في المسرح الخاص، وأسس مع أمجد طعمة وعبد القادر الحكيم (فرقة السنّارة)، وكانوا يقدمون عملاً مسرحياً كل عام، إلى أن اختاره الفنان ياسر العظمة ليشارك في سلسلة (مرايا)، وكانت تلك نقطة الانطلاق التلفزيونية له، لذلك يعتبر عاصم أن (مرايا) هو العمل الذي أطلقه، و(باب الحارة) زاد من انتشاره ولاسيما عربياً.
خارج الأسطورة
أولى مشاركات عاصم حواط في الموسم الجديد تتمثل في دوره بمسلسل (بومب أكشن) للمخرج فيصل بني المرجة، وفي فترة الاستراحة الحالية بعد موسم درامي وآخر، فإن فناننا يحن إلى بداياته في المسرح، ويشارك في عرض مسرحي مثير بعنوان (حكايا علاء الدين) على مسرح الحمراء بدمشق إخراج أسامة حلال وبمشاركة نخبة من الفنانين، بينهم أيمن عبدالسلام، وعدنان أبوالشامات، وحسام الشاه، وجهاد عبدو.
وفي هذه المسرحية يُقدم (علاء الدين) خارج الأسطورة وبنظرة حداثوية، تتضمن الكثير من المغامرة والتجريب، فالممثلون يظهرون على الخشبة، وهم ينادون بعضهم بعضاً بأسمائهم الحقيقية، وكذلك العازفون، ثم تبدأ اللعبة بتناوب الممثلين على أداء دور (علاء الدين) بحسب القرعة، وكذلك بأداء دور الراوي، في حين خلا المسرح من أي ديكور، وهو ما يعني بحسب بعض النقاد (إنزال الحكاية الشعبية عن العرش، ونزع الأسطورة منها، وتحويلها إلى حدث يومي في الحياة؟!).
مواهب متعددة ولكن
يَعتبر الفنان الشاب عاصم أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وعلى الرغم من أنه لم يحقق أكثر من نصف بالمئة من حلمه وتوقعاته، فإنه لا يعاند المخرجين الذين لم يكتشفوه بعد، ويسايرهم في أداء الأدوار التي يسندونها له، لكنه يرفض الدور الذي يحسّ أنه لن يضيف إليه شيئاً.
ولعل من الجوانب المخفية في موهبة حوّاط كونه ملماً بأصول الغناء والموسيقى، وهو يحمل شهادة احتراف في العزف على آلة العود، وقد لحن في عدد من الأعمال التلفزيونية، كما أنه يؤدي الأغنيات، لأن صوته مقبول وأداءه متقن، وإن كان لا يعتبر نفسه مطرباً، وربما هذا ما يدفعه إلى الحلم بلعب شخصية الموسيقار فريد الأطرش في أي مسلسل تلفزيوني، لأن قدراته الموسيقية وموهبته في العزف على آلة العود تؤهله لخدمة الشخصية بشكل أفضل من غيره. وإلى الغناء والعزف فإن عاصم يتمتع بموهبة التقليد والتقمص، فقد قلّد المطرب جورج وسوف في مسلسل (أسياد المال)، كما أنه قلّد بحرفية عالية عدداً من الشخصيات الفنية وغيرها. ولكن، وعلى الرغم من كل هذه المواهب والشخصيات التي قدمها، فهو لا يزال ينتظر الفرصة الذهبية التي تكرسه نجماً على الساحة العربية.
المصدر: دمشق