سعود الظاهري يبحث عن الحرية ويجسد الموروث الإماراتي في أعماله الفنية

يشارك الفنان سعود الظاهري بأعماله الفوتوغرافية والتشكيلية في معرض “بازار رمضان الفني”، وبأربع لوحات تحمل عناوين “النقاء” في تصوير لمسجد الشيخ زايد والثانية بعنوان “الانتظار” والثالثة “ملك الطيور” والأخيرة بعنوان “الترحيب”، ويرى سعود الظاهري أن فن التصوير الفوتوغرافي أصبح فناً يتجه له الشباب الإماراتي كونه ينقل مشاهداتهم للعناصر الجميلة التي تحيط بهم. وأضاف في حوار مع الاتحاد “أن عالمي الفوتوغرافي يتمثل في تصوير اللحظات الجميلة التي تلتقطها العين وتوثيقها بإطار فني وفي عملية درامية تحمل سماتها الخاصة وزاوية النظر الملفتة”. وقال الظاهري “أقترب كثيراً إلى الطبيعة وتصوير الوجوه “البورتريه” ورغبتي لا تزال متمركزة حول فن الكولاج لأنني أفهمه على أنه محاولة مستمرة كي أضع لوحتي بنفسي وأستطيع من خلال رؤيتي الخاصة تشكيل العالم الذي أريد”. وحول مدينة العين التي يعيش فيها سعود الظاهري وما تعطيه من محفزات إبداعية كونها مدينة تجمع الصحراء والجبل قال “نعم أجد أن مدينتي العين قد امتلكت طبيعة استثنائية بالضرورة فإن هذه الطبيعة تمنح الفنان تجليات لاقتناصها وتوثيقها واللعب على جمالياتها، لهذا فإن طابع المدينة الصحراوي والجبلي يعطيني الإحساس بجمالها الأخاذ وعليه فإنها أصبحت موضوعاً مستمراً في لوحاتي وأعمالي الفوتوغرافية بالرغم أنني غالباً ما أشتغل على أفكاري الخاصة التي أنفذ فيها أعمالي”. وقال سعود الظاهري “لقد اشتغلت أعمالاً متعددة الأصناف ومنها مجموعة مخيلة طفل وقد عرضتها في معرض رسم مطر في دبي وهي لوحة واحدة تتكون من ثلاثة أجزاء تتناول كيف يفكر طفل يعيش صراعاً يتمحور حول كيفية استقباله العالم وكيف سيكون مستقبلاً وما يعيشه الأطفال في العالم من حروب هشمت شخصياتهم وجعلتهم في صراع دائم مع ذواتهم، تلك هي قصة هذه اللوحة التي توزعت على ثلاثة أجزاء”. وعن لوحته التي شارك فيها بمعرض مصاحب لمعرض الخط العربي في الشارقة وقد حاولت فيها أن أقيم صلة تناغمية بين الخط العربي وآيات الله الحسنى والدعاء والسؤال بتلك الآيات الكريمة وهي لوحة أعتبرها استثنائية لي وكان معيار نجاحها التفات الناس إليها واهتمامهم بها لحظة زيارتهم للمعرض”. وقد حاول الفنان سعود الظاهري في لوحته سيمفونية الحياة أن يمزج التصوير الفوتوغرافي مع الخط العربي وهي أيضاً عبارة عن قصة طفل عربي يشير مقلداً المايسترو ومصحوبة بعبارة له يقول فيها “لن أتنازل عن حريتي، لن أتنازل عن لغتي، لن أتنازل عن ديني، لن أتنازل عن أفكاري”، وتستمر هذه العبارة التي تمثل قناعة الطفل بعدم تنازله عن كرامته مهما مورست ضده أساليب العسف والظلم”. وقال الظاهري “هذه اللوحة أوجدت صدى كبيراً في المعرض المصاحب للخط العربي الذي أقيم في الشارقة العام الماضي لكونها جسدت ملامح طفولة متمركزة على قوة العزيمة”. ويرى سعود الظاهري أن معرض 30x30 الذي أقيم في الغاف جاليري في أبوظبي كان يمنحني تحدياً كبيراً لأن الأعمال التي عرضت فيه صغيرة لم تتجاوز 30 سم x 30 سم وهذا يمكن اعتباره اختباراً لقدرة الفنان على تلخيص ونقل أفكاره في عمل ضمن مساحة محددة وصغيرة وقال “إنني فنان أبحث عن الحرية في تنفيذ أعمالي وعندما أحدد بهذه المساحة أجد نفسي وقد فرضت عليّ قوانين خارجة عن رؤيتي وبالرغم من ذلك اشتركت في المعرض وقدمت ثلاثة أعمال وهي من مخيلة الطفل أيضاً تتناول أفكار الطفولة ومدى ما يدور من صراع داخل تلك المخيلة وما يحمل من عادات وتقاليد”. ويعد الظاهري أن أهم الأعمال المتميزة التي أنجزها في مسيرته الفنية هي التي قدمها إلى مركز القطارة للفنون في مدينة العين والذي تأسس هذا العام وقدم فيه خمسة أعمال ومنها عمل مهم يتحدث عن تاريخ المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله وما بنى من حضارة، وفيه تناول مسيرة الاتحاد التي أنجزها الشيخ زايد رحمه الله، والعمل الثاني تناول فيه “الغتر” على طريقة البوب آرت وهو يتناول الإمارات قديماً والعمل الثالث عن رياضة الجمال في الإمارات سابقاً وما تحمل من جماليات تاريخية على طريقة البوب آرت، وتعني هذه الطريقة استخدام الألوان المتعددة والمختلفة بطرح غير متداولة أما العمل الرابع فتناولت فيه الأداء الشعبي الذي يطلق عليه شعبياً “اليولة” والخامس أيضاً يتناول أداء شعبي تقوم به الفتيات. وعن مركز القطارة قال سعود الظاهري “إنه مركز فني مهم لمدينة العين ولحركتها الفنية حيث يستوعب الشباب وما يقدمون من أعمال تجد لها متسعاً داخل هذا المركز الذي نتمنى أن نقيم به المعارض مستقبلاً. ولد سعود الظاهري في 1987 بالعين وسبق أن شارك في عدد من المعارض التي أقيمت في الدولة ومنها المعرض المصاحب لفعالية القرية التراثية في العين ومعرض “عبّر عن نفسك” في 30x30 لدورتين والمعرض المصاحب للخط العربي والمعرض المصاحب لفعاليات أيام الشارقة التراثية ومعرض مصرف الشارقة الإسلامي ومعرض شرطة عجمان ومعرض كليات التقنية العليا، كذلك شارك في ورش فنية متعددة.