الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أبو الفنون».. حلمٌ سعودي يتحقق

«أبو الفنون».. حلمٌ سعودي يتحقق
6 فبراير 2020 00:03

دشنت المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة في تاريخها المسرحي من خلال تأسيس المسرح الوطني السعودي، هذه المبادرة التي قوبلت بترحيب غير مسبوق من طرف الكتاب والمبدعين والمهتمين بالشأن المسرحي في المملكة وخارجها. وبهذه الخطوة تشع نوراً على محيطها في درب الإبداع، حيث يتهيكل المشهد المسرحي ضمن مؤسسة جامعة، طالما انتظرها أهل الفن الرابع.
«الاتحاد الثقافي» استطلعت آراء المسرحيين العرب حول هذه المبادرة التاريخية التي تقيم الدليل على أن الرؤية التي انطلقت بها المملكة تقوم على المبادرات الخلاقة والتأسيس لما يبقى للأجيال، ويخدم المنظومة الجديدة. وفيما يلي مجموعة آراء من مختلف قطاعات الثقافة والفنون بالوطن العربي، حول هذه المؤسسة السعودية التي رأت النور خلال الأسبوع الماضي.

يقول الممثل والكاتب المسرحي الإماراتي عبد الله مسعود: مبادرة المسرح الوطني السعودي هي في حد ذاتها بداية لتدشين مرحلة جديدة في صياغة حراك فني ثقافي نوعي. سوف يسهم بشكل كبير في إبراز الجانب الفني والإبداعي العميق لدى المسرحيين السعوديين، باختلاف التوجهات والميول، ولكن نحن بحاجة أن ندرك ما هي الأهداف التي ينوي التركيز عليها وتحقيقها لمستقبل المسرح والمسرحيين في السعودية. وبعد أن تتحقق الأهداف سوف نرى الأثر الإيجابي ينعكس على المسرح العربي بشكل تلقائي. نتمنى أن يكون هذا المنجز الكبير مؤثراً بمحيطه، وتمنياتنا أن ينقل عدواه لأقرانه وجيرانه، حتى تتحقق الأمنيات بخلق مسرح قوي يعكس تطلعات ورؤى القائمين على المسرح والفنانين، على حد سواء.
ويؤكد الكاتب والسيناريست التونسي بكثير دومة، أن الحراك الثقافي الذي ساهم فيه مبدعون وفنانون منذ عقود وعلى مدى أجيال من تاريخ المملكة العربية السعودية لم ينقطع بالمرة، حيث قدّم المسرحيون السعوديّون منذ ثلاثينيات القرن الماضي تجارب مختلفة ومتنوّعة، وكانوا على احتكاك إيجابيّ مع نظرائهم في بقيّة البلدان العربية، واليوم ها هم يتوّجون بتدشين وزارة الثقافة للمسرح الوطني السعودي، الذي سيكون صرحاً لكلّ المسرحيين ومنارة يستنير بها الفنّانون في مختلف الفنون الأدائيّة، وذلك باستلهام رؤية المملكة 2030 للنهوض بالثقافة والفنون والتراث المحلّي، فهنيئاً لهم ولنا ولكلّ الحالمين بالحياة والتفوّق والجمال.
أما الإعلامي والفنان المسرحي العراقي ماجد لفته العابد، فيقول: بمناسبة افتتاح المسرح الوطني السعودي نبارك للإخوة في المملكة العربية السعودية هذه الخطوة المهمة تجاه الساحة المسرحية، ولعلها نافذة إبداع سوف تضاف إلى نوافذ الإبداع المسرحي في عالمنا العربي، فإلى الأمام يا مبدعي المسرح السعودي، الذين سعيتم واجتهدتم وقدمتم إبداعاتكم طوال الأعوام الماضية، فكونوا يداً بيدٍ للارتقاء والتأكيد على هوية المسرح السعودي، وتحية حب لكل الجهود المبذولة من قبل الفنانين السعوديين.

كيان جامع
يقول المخرج والناقد المسرحي السعودي نايف البقمي: أعتقد أن المسرحيين السعوديين من أكثر المناضلين المسرحيين العرب، وقد ظلوا لسنوات امتدت لأكثر من خمسين سنة، يكافحون ويجتهدون ويقدمون إبداعهم في ظل عدم وجود كيان مؤسساتي يدعمهم، باستثناء ما كانت تقوم به جمعية الثقافة والفنون التي احتضنت المسرح والمسرحيين في ظل قلة الموارد المالية، وعلى الرغم من تلك الصعوبات، كان المسرحيون متمسكين بفنهم وحبهم له ويطورون من أنفسهم ويشاركون في مهرجانات وملتقيات دولية ويحصدون الجوائز المسرحية، وكان لهم حضورهم البارز، أفراداً وفرقاً. واليوم تأتي مبادرة المسرح الوطني الذي يرأسه الصديق عبدالعزيز السماعيل، في ظل المشروع الذي تتبناه وزارة الثقافة ضمن مرحلة التصحيح والتأسيس لفعل ثقافي تدعمه الدولة بشكل واضح نفخر به، ونتطلع أن يقدم الكثير من الدعم للمسرح على مستوى البنى التحتية، بوجود قاعات للعروض المسرحية وعلى مستوى الفرق في تنظيمها ودعمها مادياً، وعلى مستوى المشاريع والفعاليات، وكذلك على مستوى التدريب، والأهم من ذلك نشر ثقافة المسرح في المجتمع، من خلال وجود موسم مسرحي يلبي حاجة المجتمع ويساهم في الوعي الثقافي والاجتماعي. فالمسرح الوطني ظل أمل كل مسرحي سعودي، ونتمنى أن يحقق أهدافه ويضع خريطة الطريق لفعل مسرحي مستمر ومثمر. وقادر على الإضافة والبناء والتأسيس لمرحلة مختلفة ومتميزة على جميع المجالات.
من جانبه يقول منير العرقي، مدير الفنون الركحية بوزارة الشؤون الثقافية بتونس: إننا نحتاج إلى منصات فنية، كما نحتاج إلى مؤسسات تعنى بالإنسان، تحرك فكره وتدغدغ خياله وتدفعه إلى السؤال، نحتاج إلى البحث في الذات والحفر عميقاً، علنا نفهم أغوار النفس ونموقع الجسد في محيطه الجغرافي، ونتعرف على مكونات الثقافي فينا عبر الأزمان، وصولاً إلى الحاضر، ونرمي البصر بعيداً، نستشرف ما هو آتٍ لا لنجد إجابات عن أسئلتنا الحارقة، بل لمزيد التعلق بالحلم والخيال لنبني غداً أفضل.. فالفن، كما العلم، نور يبدد الظلام، يحارب الظلم والكره والحقد ويكرس الحب والسلم والوئام، المسرح أبو الفنون، يجمعها كلها وينتصر للإنسان.
وخلص العرقي إلى القول: هنيئاً للسعوديين الأشقاء بمسرحهم الوطني، وكل التباريك لفرسان الكلمة، للشعراء والممثلين والسينوغرافيين والمخرجين الذين سيحتلون حرمهم المسرحي المستحق، ليحتضنوا جهد الشباب الطامح إلى التغيير والى الاحترافية، والى الهيكلة الفنية الوطنية، لمعاضدة كل التعابير الوطنية وللانخراط في الخريطة العربية والدولية. هنيئاً مجدداً ونلتقي في المحافل الدولية.

سجل ثقافي تنويري
يقول الفنان المسرحي المصري مجدي محفوظ: تعد رسالة المسرح من الرسائل الهامة للمجتمع لقدرتها علي تحفيز الفكر التنويري للإنسان، بل هي نقطة الانطلاق نحو الرقي الفكري، لإسهامها في تنمية وثقافة المجتمع، وبما تحمله من قيم تربوية وفكرية واجتماعية قادرة علي الانخراط في حياة الإنسان، واضعة بصمة تظل مواكبة للتطورات الكثيرة التي تحدث في هذا العالم الصغير، فالمسرح ليس وسيلة للتسلية، كما يعتقد البعض، بل أداة قادرة على تغيير سلوكيات الإنسان وبث الوعي الثقافي التنويري في المجتمع.
من هنا، جاءت تلك المبادرة الحكيمة نحو تدشين مبادرة المسرح الوطني بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تعد من أهم الخطوات نحو مسرح وطني متميز والذي سعدنا به كثيراً منذ الاعلان عنه، لما يشكله من أهمية لدى المثقف العربي بصفة عامة، والسعودي بصفة خاصة، وهذا ما شاهدناه من أثر إيجابي على مواقع التواصل، وهذا الكم الكبير من الإصدارات المسرحية الهامة والتي يعد الاهتمام بها والحفاظ عليها من الموروث الثقافي الهام الذي تحتفظ به الأمم. إنها أرضية خصبة للمستقبل والاستفادة منه على مر العصور، وتخليداً لسجلها الثقافي التنويري الذي ظل حافلاً بالإنجازات، من كتب وأعمال مسرحية تناقلت عبر الأجيال، فأصبح بين أيدينا تراث ثقافي كبير، يحمل بصمات خالدة، يربط بين الماضي والحاضر، لخلق بيئة ثقافية تتواصل فيها الأجيال، للاستفادة من مورثها الثقافي، وفتح آفاق جديدة للتطور والحوار البناء لحراك مسرحي متميز، يعالج قضايا وهموم وأفراح المجتمع، ليكتب في ذاكرة الشعوب هنا كان المسرح. لقد أدرك مثقفو ورواد الحركة الثقافية في السعودية الشقيقة، وعلى مدار الكثير من الأعوام، مدى أهمية ذلك، وظلت فرق وجمعيات المسرح السعودي تنشر أعمالها في كل مكان، وهذا من خلال مشاهدتي للكثير من العروض المسرحية في الكثير من المحافل العربية والدولية، ليسود لقاءاتنا الحوار والنقاش حول قضايا المسرح، أنها روح العصر التي عبر عنها مسرحيو السعودية في كل لقاء جمع بيننا ساده الود والحب والمسرح.
إن النسيج العربي المتشابك في اللغة والدين والمعتقد والعادات والمورثات الثقافية، ما هي إلا منظومة متكاملة من الوحدة، تحتاج لتكاتف الجميع حول منظور ثقافي ينتج حراكاً مسرحياً قادراً على لم شمل الأمة تحت مظلة واحدة، يكون الحوار فيه سيد الموقف، فإذا عدنا للماضي وجدنا الكثير من الثقافات التنويرية والحضارات التي كانت على أرضنا من محيطها لخليجها، وقادها مفكرون كان لهم دور كبير في ثقافة التغيير، فكانت نبراس الأمل والنور، واستطاعت أن تضع الخطط في كل المجالات الثقافية والعلمية المختلفة. كم نحن سعداء بهذا المنجز السعودي المتميز والذي فتح الباب أمام الجميع للدراسة والاطلاع والبحث، إنه لحدث مسرحي هام على أرض المملكة......فهنيئاً لكم بمنجزكم الكبير.

تدشين لأحلام أجيال
أما عباس الحايك، الكاتب المسرحي السعودي، فيؤكد أنه رغم أن نشأة المسرح في السعودية تعود إلى العام 1928 وما قبله ببعض الإرهاصات، فإنه واجه العديد من التحديات التي لم يواجهها المسرح في بلدان خليجية أخرى، حيث ظل على هامش الاهتمام، خاصة بعد أن نقلت مظلة المسرح من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام ولم يكن المسرح أبداً في حالة يسمح له بالإبداع في عهدها، رغم ملامح تشي بالتغيير، مثل جمعية المسرحيين التي انتهت إلى الغياب سريعاً.
ويضيف: حين أعلنت وزارة الثقافة رؤيتها في مارس الماضي، استبشرنا خيراً، حيث إن المسرح كان ضمن المبادرات التي أطلقتها عبر المسرح الوطني. وكنا في انتظار موعد التدشين. حملنا حقائبنا للرياض، بغية أن نملأها من فيض الأحلام، أحلام مسرحيين كافحوا من أجل شغفهم، وعاشوا مرحلة تقشف فرضتها عليهم جمعية الثقافة والفنون لسنوات، وكانوا يتجاوزونها بجهدهم الشخصي، يقدمون مسرحيات ويشاركون في مهرجانات ويعودون للسعودية محملين بالجوائز والإشادات.
المسرح الوطني كان الحلم المنتظر، فنحن على يقين، خاصة بعد كلمتي سمو وزير الثقافة التي أشار فيها إلى أهمية المسرح والفنون الأدائية، وكلمة رئيس المسرح الوطني الذي أكد على المسرح كشكل فني حضاري، فنحن في انتظار أن يتحقق حلم المسرحيين بمهرجان محلي ودولي، وبتفعيل دور الفرق الأهلية بالميزانيات وتنظيم عملها، وتنظيم المشاركات الخارجية وتأهيل المسرحيين بالتدريب المكثف، خاصة بعد قرار الابتعاث الثقافي الذي سيشكل لنا جيلاً مسرحياً متعلماً، وبدعم جهود الكتابة للمسرح وعن المسرح، عبر النشر الرسمي، وعقد مؤتمرات ولقاءات مسرحية، ليتكرس هذا المسرح في الوجدان الشعبي وتنمو شجرة المسرح لتعانق السماء.

إبراهيم الحارثي: يساهم في بناء الخريطة العربية للمسرح
يرى إبراهيم الحارثي، الكاتب المسرحي السعودي، أن 28 يناير 2020 هو تاريخ لن تنساه الخارطة المسرحية العربية، فالمسرحيون العرب هبوا ليباركوا خطوة تدشين مبادرة المسرح الوطني بالسعودية، الكل كان مبتهجًا وكأن التدشين منجزه الخاص به، جميع المبدعين من المسرحيين العرب يعلمون تماما حجم المعاناة التي كان يعانيها الحراك المسرحي السعودي، وعلى الرغم من هذا، وعلى الرغم أيضًا من (مشكلة الوعي الجمعي) الذي كان بعيدًا عن (الفنون) وليس المسرح فحسب، بل كل الفنون كانت بمعزل عن اهتمامات المجتمع، إلى أن بدأت الحالة المجتمعية بالتغير التام والجذري من خلال التوجهات الحكومية التي انطلقت وفق برامج مثل (جودة الحياة، التحول الوطني، الرؤية) .
فجاء المسرح بكامل هيبته ليحل في رأس أولويات وزارة الثقافة، وجاء يوم 28 يناير ليكون اليوم المفصلي الذي يقول: جئنا لندعم السيد النبيل، حتى يستطيع أن يكون منافساً وجاذباً ومختلفاً بل ومساهماً حقيقياً في الناتج المحلي للخطط الاقتصادية التي تقوم عليها شتى التحولات هنا. جاء المسرح الوطني ليستكمل جهود المخلصين من رجالات السيد النبيل، جاء ليدفعهم خطوات للأمام ويرافقهم ليكونوا قوى ناعمة قادرة على صناعة الدهشة دائمًا. المسرح الوطني جاء ببهجته تمسك به وزارة الثقافة ليشكل العامل المهم في عرض الثقافة المحلية. الخطة (قفزة) جادة والعمل بدأ فعليا من أجل أن يكون المسرح كما قال سمو وزير الثقافة: «قائداً للإبداع في الفنون الأدائية». وسيحضر المسرح السعودي بكل ثقة ليكون عنصرًا فاعلاً وأكثر روعة ومساهماً في بناء الخارطة العربية للمسرح ويرافق أحلام العاملين فيه ليسجل لهذا الوطن ما يليق بقيمة ثقافته وقيمة إنسان أرضه.

عزالدين بوركة: نثمن هذه المبادرة الحداثية والمستقبلية
يقول الشاعر والباحث الجمالي المغربي عز الدين بوركة: تتوجه المملكة العربية السعودية نحو إرساء أعمدة الحداثة، بعزم وعقلانية ترعى الرقي بالشعب وبالبلاد إلى ثقافة عالية؛ ولا يمكن إحداث الأمر إلا من خلال رعاية الفنون بشتى أنواعها، وفن المسرح باعتباره «أباً للفنون» جمعاء، يأتي على رأسها.
لهذا جاءت مبادرة تدشّين وزارة الثقافة السعودية، مؤخراً، «المسرح الوطني السعودي»، بصفتها حدثاً ومبادرة هامة من مبادرات وزارة الثقافة السعودية، وذلك من أجل «إحياء الثقافة باعتبارها رافداً مهماً لجودة الحياة، ومساهماً في دفع عجلة الحراك الثقافي والإبداعي الوطني». ويعدّ المسرح السعودي من أقدم المسارح العربية، إذ يرجع للعقد الثالث من القرن المنصرم، إذ ظهر أول نص مسرحي مكتوب عام 1932، ألفه الشاعر حسين عبد الله سراج.
ولا نملك إلا أن نثمن هذه المبادرة، التي سيكون لها أثر واضح في مستقبل السنوات على الأجيال القادمة، إذ إن «المسرح الوطني السعودي» بمثابة الرافعة الرئيسية لمختلف الفنون الأدائية المسرحية، مثل المسرح الغنائي، والأوبرا، ومسرح الميلودراما، ومسرح الطفل، ومسرح الشارع... ما سيضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة فنياً، والمنفتحة على سؤال التجديد المستمر واللامنقطع.

ناصر عراق: خطوة كبرى على طريق التقدم
يقول الإعلامي والروائي المصري ناصر عراق: بتأسيس المسرح الوطني السعودي، تظهر المملكة بهاءها الفني، ذلك أن المسرح يعد (أبو الفنون)، فمن خلاله تتجلى عدة فنون مجتمعة مثل الكتابة والأداء والديكور والإضاءة والموسيقى والإخراج إلى آخره، لذا فهو يسهم بنصيب معتبر في تعزيز الثقافة الوطنية للأمة من جهة، كما أنه يلعب دوراً بارزاً في تهذيب مشاعر الناس والسمو بها من جهة أخرى.
لقد كان المسرح منذ أرسطو رافعة مهمة في تطوير الشعوب والدول، وإذا كان المسرح قد نشأ وتطور في الغرب قبل قرون طويلة، فإن العرب تفاعلوا معه وانفعلوا به منذ أكثر من 150 عاماً، ففي مصر تأسس مسرح يعقوب صنوع وأبو خليل القباني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولما استقبل الناس القرن العشرين كانت الفرق المسرحية المصرية مستقرة ومتألقة هنا وهناك، من أول فرق جورج أبيض وعزيز عيد ويوسف وهبي ونجيب الريحاني، حتى فرق فاطمة رشدي وعلي الكسار وعبد الرحمن رشدي، ثم الفرقة القومية للمسرح العربي (المسرح القومي حالياً)، التي أسستها الدولة المصرية عام 1935.
من هنا، يمكن القول: إن تأسيس المسرح الوطني السعودي سيفتح الباب أمام أمرين بالغي الأهمية:
- منح الجمهور السعودي المزيد من المتعة الرفيعة والثقافة العريضة.
- تأسيس فرق مسرحية خاصة في كل مدن المملكة، الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على تطوير الحركة المسرحية بعناصرها المختلفة، من خلال اشتعال المنافسة الشريفة بين تلك الفرق، فسنرى قريباً الشباب الذين يكتبون خصيصاً للمسرح، ونشاهد الممثلين والمخرجين ومصممي الديكور، وما يستتبع ذلك من تأسيس شركات دعاية وتسويق لهذا الفن الجميل، حتى يصبح شعب المملكة قادراً على التعامل مع (أبو الفنون) برهافة وحساسية وإعجاب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©