الثلاثاء 15 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 35 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعاصي فقر وسواد في الوجه وضيق في الصدر

6 أغسطس 2013 19:59
أحمد شعبان (القاهرة) - يتعرَّض المسلم لأمور ومواقف كثيرة، منها ما يقربه إلى الله عز وجل، ومنها ما يبعده عن الطاعة والعبادة، وأهمها المعاصي والذنوب، وقال العلماء: لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، لأن المعصية تورث الوحشة بين الإنسان وربه، وتجعل سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق. انتشار المنكرات ويقول الدكتور عبد الله سعيد أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر: ابتليت مجتمعات المسلمين في هذه الأزمان بكثرة المعاصي والذنوب وانتشار المنكرات على اختلاف أنواعها، وقال الله تعالى في كتابه العزيز: (فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)، «سورة العنكبوت: الآية 40»، قال العلماء: هذه المعاصي لها أضرار على القلوب كضرر السموم على الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وما في الدنيا والآخرة من شرور وداء إلا سببه المعاصي والذنوب؟ وقال: هذه الذنوب منها كبائر ومنها صغائر دلت على ذلك النصوص من الكتاب والسنة، قال تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما)، «سورة النساء: الآية 31»، وقال تعالى: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم)، «سورة النجم: الآية 32»، أي صغائر الذنوب، وجاء في حديث ابن مسعود أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك»، قلت: إن ذلك لعظيم ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» قلت ثم أي؟ قال: «أن تزني بحليلة جارك». ارتكاب الذنوب ومن الناس من يتساهل في الذنوب والمعاصي اعتقاداً منه أنه ما دام يؤدي أركان الإسلام وفرائضه، فالذنوب أمرها سهل والله غفور رحيم، وهذا الكلام ليس صحيحاً، فإن الله غفور رحيم وشديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره قال تعالى: (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم)، «سورة المائدة: الآية 98»، وقال تعالى محذراً من معصية نبيه: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)، «سورة النور: الآية 63»، وجاء في حديث سهل بن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبه تهلكه»، وقال أنس رضي الله عنه: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. عقوبات المعاصي وجاء في الأثر أن المعاصي تؤثر على الناس، فمعصية واحدة كانت سبباً لهزيمة الصحابة بمعركة أحد عندما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ألا ينزلوا من الجبل فعصوه ونزلوا فقتل 70، ومعصية واحدة كانت سبباً في دخول امرأة النار، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض»، وقد يتساهل الإنسان بالكلمة التي تخرج من فمه ولا يلقى لها بالاً فتكون سبباً لدخوله النار، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب». وأكد الدكتور عبد الله سعيد أن عقوبات المعاصي كثيرة، منها ما يورث الذل لصاحبها لأن العز لا يكون إلا بطاعة الله تعالى، قال تعالى: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا)، «سورة فاطر: الآية 10»، وقال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)، «سورة المنافقون: الآية 8»، وقال تعالى: (إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين)، «سورة الأعراف: الآية 152»، وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وجعل الذل والصغار على من خالف أمري»، وقال الإمام أحمد بن حنبل: اللهم أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية. ملذات الدنيا والمعصية تورث الوحشة بين الإنسان وربه وبين الإنسان والناس، ولو اجتمعت للإنسان ملذات الدنيا كلها لم تذهب تلك الوحشة لقوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى* قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا)، «سورة طه: الآيتان 124 - 125»، أي من خالف أمري وما أنزلته على رسولي وأعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه، فإن له معيشة ضنكا في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره. وفي المقابل، فإن للحسنة والبعد عن المعاصي ميزات كبيرة كما أوردها عبد الله بن عباس: إن للحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض