شادي صلاح الدين، وكالات (لندن)
كثّف القادة السياسيون البريطانيون، في اليوم الأخير، من الحملة الانتخابية، لقاءاتهم أملاً في تحسين نتائجهم، إذ أظهر استطلاع مهم للرأي، توجه «المحافظون» إلى تحقيق الفوز بأغلبية برلمانية مريحة.
وتوجّه رئيس الوزراء المحافظ، بوريس جونسون، وزعيم حزب العمال الرئيسي المعارض، جيريمي كوربن، إلى المناطق الرئيسية الحاسمة، في محاولة أخيرة لجمع الأصوات.
وتسببت المكاسب الأخيرة، في استطلاعات الرأي لحزبي العمال والليبرالي الديمقراطي، في تآكل أغلبية حزب المحافظين، وفقاً لاستطلاع الرأي، الذي شمل أكثر من 100 ألف ناخب، اقتربوا من التنبؤ بنتيجة عام 2017.
ومن المقرر، أن يفوز المحافظون بـ339 مقعداً، حيث من المتوقع أن يحصل حزب العمال على 231 مقعداً، وحزب الديمقراطيين الليبراليين على 15 مقعداً، والحزب القومي الإسكتلندي على 41 مقعداً.
بينما من المتوقع، ألا يحصل حزب البريكست على أي مقعد، وفقاً لاستطلاع مؤسسة «يوجوف» للأبحاث لصالح صحيفة «ذا تايمز».
لكن مستوى التباين في الاستطلاع، يشير إلى أن المحافظين يمكن أن يحصلوا على ما يصل إلى 367 مقعداً، أو ما لا يقل عن 311 مقعداً، مما دفع مدير الأبحاث السياسية في «يوجوف»، أنتوني ويلز، إلى الاستنتاج: «استناداً إلى هذا النموذج، لا يمكننا استبعاد برلمان معلق».
وكان استطلاع «يوجوف»، دقيقاً جداً في التوقع بشكل صحيح، بأن تيريزا ماي ستفقد أغلبيتها، بحساب حزبها سيفوز بـ310 مقاعد.
وتبين أن هذا الرقم، كان منقوصاً من 7 مقاعد فقط، حيث أشار الاستطلاع بشكل صحيح إلى النتيجة في 93 في المائة من البلاد.
ومع ذلك، في ما يعتبر أقل انتخابات يمكن التنبؤ بها في التاريخ الحديث، تتغير نوايا الناخبين يومياً، مما يلقي بعض الشك على النتيجة النهائية.
وتشكّل توقعات التصويت التكتيكي الواسع، عائقاً آخر أمام استطلاعات الرأي، على مستوى البلاد، حيث أشار استطلاع آخر أجرته «يو جوف»، الثلاثاء الماضي، إلى أن واحداً من كل 5 ناخبين يعتزم القيام بذلك. وإذا نجح حزب العمال، في تضييق الخناق على المحافظين في نتيجة اليوم، فقد يفشل المحافظون في تحقيق الأغلبية، وهو ما يعني عودة السياسة البريطانية، وعلاقات البلاد المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، إلى مرحلة الفوضى والاضطراب.
وإذا تحققت النتيجة المتوقعة بشكل عام، فسيحصل رئيس الوزراء، بوريس جونسون، على أكبر أغلبية لحزب المحافظين منذ الثمانينات، ليتخطى جون ميجور، الذي حقق أغلبية بلغت 21 مقعداً في عام 1992.
وهذا يعني، أنه سيمكن رئيس الوزراء من دفع صفقة البريكست الخاصة به في مجلس العموم.
وبالنسبة إلى حزب العمال، فإن توقع حصوله على 231 مقعداً، سيكون أسوأ نتيجة له منذ أكثر من 30 عاماً، وفقاً للاستطلاع. وعانى زعيم العمال، جريمي كوربين، من نكسة يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن تم الكشف عن أن جون آشورث، وزير الصحة في حكومة الظل، أبلغ صديقاً له أن حزب العمال يواجه نتيجة «وخيمة»، لأن الناخبين «لا يستطيعون أن يتحملوا زعيم الحزب»، واتهم حزب العمال المحافظين بمحاولة صرف الانتباه عن النقد، من خلال استغلال تعليقات أشورث، الذي اعتذر لاحقاً عن هذه التصريحات.
«بريكسيت» المتحكم الأول بسعر صرف الجنيه الإسترليني
حافظ الجنيه الإسترليني حتى يوم أمس، على مكاسبه التي حققها خلال الأسبوع الماضي أمام الدولار الأميركي غير أن الانتخابات العامة اليوم الخميس سيكون لها تأثيرات مختلفة باختلاف نتائجها وإن كانت محدودة وفق أغلب التوقعات.
وارتفعت العملة البريطانية قبل يومين إلى 1.316 دولار وهو مستوى لم تبلغه منذ قرابة 7 أشهر متأثرة باستطلاع للرأي لموقع «يوغوف» توقع فوز رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون بغالبية مقاعد مجلس العموم بما يسمح له بتشكيل حكومة أغلبية.
ورأى معظم المحللين بكبرى الهيئات المالية مثل «كاي بي ام جي» و«بلومبيرغ» أن الجنيه لن يتمكن من تجاوز عتبة 1.32 مقابل الدولار مهما كانت نتائج الانتخابات وقد يتراجع إلى مادون 1.29 علماً أن سعر صرف الجنيه بلغ قبل استفتاء يونيو 2016 نحو 1.50 دولار.