علاء المشهراوي، عبدالرحيم الريماوي، وكالات (القدس المحتلة، غزة، رام الله، نيويورك)
عبّر مشروع قرار فلسطيني وُزّع الليلة قبل الماضية على أعضاء مجلس الأمن وتم تسريب نصه، عن «الأسف الشديد»؛ لأنّ خطة السّلام الأميركيّة في الشرق الأوسط «تنتهك القانون الدولي».
ويُضيف مشروع القرار الفلسطيني أنّ خطّة السّلام (صفقة القرن) التي كشفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 يناير تتعارض أيضاً مع قرارات الأمم المتحدة التي تمّ تبنّيها حتّى الآن و«تُقوّض حقوق» الشعب الفلسطيني و«تطلّعاته الوطنيّة، بما في ذلك تقرير المصير والاستقلال».
وبعد إجراء مفاوضات، يُتوَقّع طرح هذا النصّ على التصويت في مجلس الأمن في 11 فبراير خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمم المتّحدة. ويُمكن أن تعترض واشنطن على النصّ باستخدام حقّ النقض «الفيتو».
ويقول دبلوماسيّون، إنّ الفلسطينيّين قد يسعون بعد ذلك إلى إجراء تصويت في الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة «حيث لا يُمكن استخدام حقّ النقض»، على غرار ما حصل نهاية عام 2017 عندما تمّت إدانة اعتراف واشنطن الأحاديّ بالقدس عاصمةً لإسرائيل. وتمّ تقديم مشروع القرار الفلسطيني إلى مجلس الأمن بوساطة تونس وإندونيسيا، العضوين غير الدائمين فيه.
ويؤكّد مشروع القرار الفلسطيني «أيضاً عدم شرعيّة أيّ ضمٍّ للأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، بما في ذلك القدس الشرقيّة»، ويَعتبر أنّ هذه الخطوة تشكّل «انتهاكاً للقانون الدولي من خلال تقويض حلّ الدولتين» واحتمالات «سلام عادل ودائم وشامل».
ويُكرّر مشروع القرار الفلسطيني التأكيد على الحفاظ على معايير السلام التي يعترف بها المجتمع الدولي حتى الآن (خطوط عام 1967 ووضع القدس كعاصمة لدولتين تعيشان في سلام جنباً إلى جنب)، ويُشدّد «على الحاجة إلى تكثيف وتسريع الجهود الإقليميّة والدوليّة لإطلاق مفاوضات (سلام) موثوق بها، بما في ذلك عقد مؤتمر دولي في أقرب وقت ممكن».
من جانب آخر، استشهد فتى فلسطيني امس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بحسب ما أعلنته مصادر فلسطينية.وذكرت المصادر أن الفتى محمد سلمان الحداد البالغ (17 عاماً) استشهد في مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب الزاوية في الخليل.
وذكر مسعفون أن الفتى قضى متأثراً بإصابته برصاص حي في الصدر واخترقت القلب.وشنت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الأربعاء، حملة دهم وتفتيش في بلدات وقرى ومدن تخللها اعتقال 13 مواطنا، من مدينة الخليل، ومن منطقة عسكر، وبلدة عورتا، وبلدة بيتا، وبلدة قراوة بني حسان، وبلدة عزون، وبلدة بير زيت، ومخيم جنين، وقرية جلقموس، ومن قرية سيريس. وفي غزة شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على عدد من الأهداف التابعة لحركة حماس جنوبي القطاع فجر أمس الأربعاء، ومن بينها موقع لإنتاج وسائل قتالية، بحسب بيان جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر فلسطينية، بإطلاق الطائرات الإسرائيلية صواريخ على مواقع لحركة حماس غرب خانيونس جنوب قطاع غزة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات بشرية في المكان.وحسب القناة 7 في التلفزيون الإسرائيلي، فقد سقطت ثلاثة صواريخ في مناطق مفتوحة في نتيفوت، لافتة إلى أن 3 مستوطنين أصيبوا بجراح طفيفة خلال هروبهم إلى الملاجئ.
وادعى بيان الجيش الإسرائيلي، أن الغارات جاءت ردًا على إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات المتفجرة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، الثلاثاء. وأضاف أنه «ينظر بخطورة بالغة إلى أي اعتداء... ويبقى في حالة جاهزية كبيرة في مواجهة سيناريوهات متنوعة، وسيواصل التحرك وفق الحاجة ضد محاولات للمساس بمواطني إسرائيل». وأعلن الجيش الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، رصده سقوط 3 قذائف أطلقت من قطاع غزة.وذكر الجيش الإسرائيلي أن القذائف سقطت في محيط بلدة نتيفوت في الجنوب، وأن 3 مدنيين أصيبوا بجراح طفيفة أثناء توجههم إلى المناطق الآمنة بعد دوي صافرات الإنذار.
برلمان الكويت يرفض الخطة الأميركية
أعرب مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) عن رفضه وتنديده بخطة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، داعيا الحكومة إلى الاستمرار في الموقف الرافض للمشروع «الذي يتضمن تنازلا مرفوضا عن الحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية في الأراضي المحتلة».
جاء ذلك في بيان صادر عن مجلس الامة تلاه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم في جلسة المجلس التكميلية امس الأربعاء أثناء النظر في طلب مناقشة مقدم من بعض الأعضاء بشأن التداعيات الخاصة بخطة السلام الاميركية وبيان موقف مجلس الأمة الكويتي منها.ودعا مجلس الأمة إلى موقف رسمي عربي واسلامي ودولي ، مشددا على رفضه «الصفقة الخاسرة» ودعمه لثبات ورباط الشعب الفلسطيني في أرضه المباركة. وأكد المجلس أهمية تكاتف الجهود الشعبية والوطنية العربية والإسلامية في نصرة الشعب الفلسطيني وتعريف شعوب العالم الحرة بالجرائم المتواصلة والانتهاكات المستمرة لدولة الاحتلال. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر عدلا وانصافا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.