الجمعة 18 أكتوبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دافوس»: الإمارات تسبق العالم في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة

«دافوس»: الإمارات تسبق العالم في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة
12 نوفمبر 2018 02:31

مصطفى عبد العظيم (دبي)

أكد مسؤولون في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس»، أن دولة الإمارات تأتي في صدارة بلدان العالم في مواكبة متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ليس فقط على صعيد تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، وإنما أيضاً على صعيد تهيئة البنية التحتية التشريعية اللازمة لدعم تقنيات المستقبل.
واعتبر هؤلاء أن صدور قانون التشريعات التجريبية لتقنيات المستقبل، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، يشكل تجسيداً لريادة الإمارات وحرصها على توفير بيئة تجريبية آمنة ومحكمة للتشريعات الخاصة بتقنيات المستقبل، الأمر الذي يضعها في مقدمة الدول الأقرب للاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة التي ولدت فكرتها في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل قبل أربع سنوات.
ونوه المسؤولون بالمنتدى في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية التي انطلقت في دبي أمس، بنموذج دولة الإمارات في صياغة المستقبل، وخططها لقيادة دفة الثورة الصناعية الرابعة، من خلال «استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة» التي تعد بمثابة تتويج حقيقي للجهود الحكومية الرامية إلى صنع المستقبل، استناداً إلى رؤية طموح لتطوير اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية، التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية.

سبقت الجميع
وأكد مارون كيروز، مساعد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ومنسق مجلس مستقبل الشرق الأوسط لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، أن دولة الإمارات تعد من بين البلدان القليلة في العالم التي تعمل على تهيئة بنيتها التحتية والتشريعية والتطبيقية للاستعداد لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وسبقت الجميع في الاهتمام بهذا المجال من خلال تعيين أول وزير في العالم للذكاء الاصطناعي.
وأوضح كيروز أن صدور قانون التشريعات التجريبية لتقنيات المستقبل، يأتي بعد إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة في الدورة السابقة من اجتماع مجالس المستقبل العالمية هنا في دبي، تطويرها لبروتوكولات عالمية للذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، وذلك انسجاماً مع دور الإمارات الرائد في التحضير للمستقبل في سبيل تحسين ظروف الإنسان.
ولفت إلى أن القانون يُعتبر متقدماً للغاية، إذ أن التقنيات الحديثة لا تزال في مرحلة النمو، وبالتالي فإن على التشريعات أن توازي بين تأطير تطورها للحد من أضرارها المحتملة من جهة، ومن جهة أخرى على إفساح المجال أمام مستخدميها لإجراء التجارب التي يمكن أن تتمخض عن تقدم ملحوظ في قطاعات اقتصادية واجتماعية أساسية، الأمر الذي يعمل على تعزيز النتائج الإيجابية للابتكارات المستقبلية، والتخفيف من آثارها السلبية.
وأوضح أن الإمارات من الدول الرائدة في المنطقة التي تضع الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة في مقدمة أولوياتها، وهناك مسافة كبيرة تفصلها عن العديد من بلدان المنطقة في هذا الجانب، لافتاً إلى أن الحضور الواسع لدولة الإمارات في جميع مجالس المستقبل العالمية التي تبلغ 38 مجلساً، حيث يوجد ممثل لدولة الإمارات في كل مجلس من بين نحو 60 ممثلاً بالمجالس عن منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، يعكس مدى الاهتمام الذي توليه قيادة دولة الإمارات لاستشراف المستقبل والتخطيط له بما يمكنها من استيعاب التحولات المستقبلية في جميع المجالات.
وأضاف أن هذه المجالس التي تضم خبراء وأكاديميين ومفكرين من كل أنحاء العالم في كل القطاعات، تناقش العديد من القضايا والتحديات التي تواجه العالم وتعمل على إيجاد الحلول اللازمة لها، وبالتالي فإن استضافة دولة الإمارات لهذه الاجتماعات توفر منصة لنقل هذه الأفكار والحلول إلى الإمارات، فضلاً عن مساهمتها الفاعلة في صياغة هذه الحلول أيضاً.
وعلى صعيد المنطقة، قال كيرزو، إنه رغم امتلاك منطقة الشرق الأوسط كافة المقومات التي تؤهلها للاندماج في الثورة الصناعية الرابعة، فإن القليل منها فقط هو القادر على تحقيق ذلك؛ أعني بذلك دولة الإمارات التي تسبق بقية دولة المنطقة بمسافات طويلة، مشيراً إلى أن الكثير من البلدان في المنطقة لا تضع التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في صدارة اهتماماتها بسبب التحديات التي تواجهها على المدى القصير.

اقتصاد أكثر انفتاحاً
من جهته، أكد ميروسلاف دوسيك، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «المنتدى الاقتصادي العالمي»، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت خلال السنوات الماضية في أن تشكل النافذة الأهم لمنطقة الشرق الأوسط إلى العالم، كونها تمتلك الاقتصاد الأكثر انفتاحاً وتكاملاً على الصعيد العالمي، لافتاً إلى أن الخطوات الكبيرة التي اتخذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، أهلتها لأن تكون المنصة الأفضل للمنتدى الاقتصادي العالمي للإعلان عن تشكيل الثورة الصناعية الرابعة التي ستعيد صياغة مستقبل العالم.
واعتبر دوسيك أن ما تشهده الإمارات من تطورات متسارعة في مجال الثورة الصناعية الرابعة يعد أمراً استثنائياً لا يحدث في كثير من بلدان العالم، مؤكداً أن المنتدى الاقتصادي العالمي سيواصل العمل مع حكومة دولة الإمارات لتعزيز الشراكة بين الجانبين.
وأكد أن دولة الإمارات الأكثر استعداداً لتبني وتطبيق الأفكار والحلول التي يتوقع أن تخرج بها اجتماعات مجالس المستقبل، لتصبح الدولة بذلك مركزاً تنطلق منه أهم المبادرات العالمية والتطبيقات القائمة على التقنيات الأحدث والأكثر ابتكاراً.
وبدوره، قال ستيفان ميرجنثالر، رئيس شبكات المعرفة والتحليل، وعضو اللجنة التنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي: «ولدت فكرة الثورة الصناعية الرابعة هنا في دبي، وبالتحديد في هذا الاجتماع قبل أربع سنوات، وقد نتج عن ذلك حوار عالمي أدى إلى إنشاء شبكة عالمية من المراكز المتخصصة بالثورة الصناعية الرابعة والتي تهدف إلى سنّ القواعد والسياسات والقيم اللازمة، لضمان خدمة التكنولوجيا الجديدة للبشرية بدلاً من تهديدها. وإننا نحن نطمح لتحقيق الهدف ذاته هذا العام، ونرغب في إيجاد طرق لتسخير أحدث ما توصّلت إليه التكنولوجيا لمواجهة التحدّيات المتنوعة كتغيّر المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وبناء شبكة إنترنت آمنة، وتحسين التعاون بين الدول».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©