إبراهيم الملا (الشارقة)
بمناسبة فوز رواية «تمثال دلما» بجائزة أفضل كتاب إماراتي في مجال الرواية لكاتب إماراتي بالدورة السابعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي، استضاف ملتقى الكتاب مساء أمس الأول وفي اليوم الختامي للمعرض، الكاتبة ريم الكمالي مؤلفة الرواية في ندوة نقاشية حول أبعاد الرواية وإرهاصاتها وأفقها الجمالي ودوافع وحيثيات كتابتها. قدّمت الندوة الإعلامية صفية الشحي، وقالت الكمالي إنها أهدت رواية «تمثال دلما» لجدتها آمنة الشحي التي تأثرت بحياتها الشخصية وبمروياتها التي بعثت في مخيلتها قصصاً منسية، أبدعت الجدة بوضع بصمتها الخاصة عليها، سواء القصص الدينية أو تلك الحكايات الشعبية النابعة من الجبال العتيقة المحيطة بها.
وأوضحت الكمالي أن اختيارها للحضارة السومرية كمنطلق لتأسيس أجواء الرواية، والتعاطي مع شخصياتها الرئيسة، جاء بسبب ولعها الشخصي بعلم الآثار، وسؤالها الدائم عن تاريخ المنطقة والتحولات التي طرأت عليها قبل ظهور الديانات التوحيدية، وفي الفترة التي سيطرت فيها الممالك الوثنية على المكان. وأضافت الكمالي أنها اختارت شخصية النحّات «نورتا» كبطل للرواية لأنه كان يجمع بين الفن والكهانة والإبداع الذاتي والفضول المعرفي، وعاش تجربة عميقة وشهدت حياته انعطافات حادة بعد ذهابه إلى «أوروك» مهد العلم والمعرفة في تلك الفترة الغابرة والسحيقة، وبعد عودته مرة أخرى إلى دلما وهو مثقل بالزهو وتضخّم الأنا وشعوره بأنه أصبح فوق القانون.
وقالت الكمالي إن استشعار المكان أمر مهم جداً للروائي، خصوصاً إذا احتل هذا المكان عصب وجوهر الرواية، وصار هو المهيمن على الظروف الصانعة للحدث والمحركة للشخصيات، مضيفة أن جزيرة دلما تمتلك خصوصية بيئية وجمالية لا تجدها في أي منطقة أخرى بالإمارات.
وأضافت أنها اعتمدت في كتابة رواياتها على استكشاف العادات والطقوس القديمة في حضارات ماجان وعيلام ودلمون وما ورد في الكتابات المسمارية لحضارة بلاد الرافدين، وتعرفت كذلك على طقوس وشعائر دفن الموتى، وشكل المعابد، والأساطير البائدة، وقصة الخلق والتكوين، وغيرها من المعلومات التي عززت وعيها بتاريخ تلك الفترة، وبالتالي كتابة الرواية استناداً إلى ظلالها وتأثيرها على تصوراتها حول جزيرة دلما قديماً.
وعقبت الكمالي قائلة: «على الكاتب التفكير والانهماك في مشروعه الإبداعي بعيداً عن هاجس الفوز بالجوائز، فهذا الفوز قد يأتي لاحقاً، وقد لا يأتي أبداً، ولكن المهم أن يظل الكاتب وفياً لمشروعه، ومؤمناً بضرورة تطوير أدواته، وتنويع أعماله، والحرص على جودتها وقوة مضمونها».