إسطنبول (أ ف ب)
قُتل عشرات الأشخاص بانهيارين ثلجيين أمس الأول وأمس في شرق تركيا، والقسم الأكبر من ضحايا الانهيار الثاني رجال إنقاذ أرسلوا للبحث عن ناجين من الحادث الأول في الموقع نفسه، فيما انشطرت طائرة ركاب إلى قسمين بعد خروجها عن المدرج لدى هبوطها في اسطنبول أمس، ما اسفر عن إصابة 120 راكبا بجروح، بينما انشطر هيكل الطائرة التابعة لشركة «بيجاسوس» الخاصة إلى 3 أقسام واشتعلت فيها النيران بعد خروج الطائرة عن المدرج في مطار صبيحة كوكجن الدولي بسبب انزلاقها وسط تساقط أمطار في اسطنبول. وكانت الطائرة قادمة من مدينة إزمير في غرب تركيا.
ووقع انهيار ثلجي مساء أمس الأول في بهجة سراي في محافظة وان، ما أدى إلى طمر حافلة صغيرة كانت تقل حوالى 15 راكبا، وبلغت حصيلة الانهيار خمسة قتلى وثمانية جرحى ومفقودين اثنين، بحسب السلطات المحلية.
وبعد الكارثة، وصل حوالى 300 مسعف وقروي إلى الموقع للبحث عن ناجين، فوقع انهيار ثلجي ثان قرابة ظهر أمس في الموقع نفسه، فيما كانت عمليات البحث جارية.
وأفادت هيئة الكوارث الحكومية عن مقتل 33 شخصا بينهم العديد من المسعفين، وإصابة 53 بجروح في الانهيار الثلجي الثاني، ما يرفع الحصيلة المؤقتة للكارثتين إلى 38 قتيلا و61 جريحا.
وبثت وسائل الإعلام التركية مشاهد تظهر فيها آليات ذات إطارات ضخمة مجهزة للسير في الثلوج منقلبة جراء قوة الانهيار الثلجي، وكان عشرات المسعفين يحفرون في الثلج بواسطة مجارف بحثا عن ناجين، فيما تهب على المنطقة عاصفة ثلجية تحد من الرؤية وتجعل من الصعب الوصول إليها.
وتشارك فرق من هيئة الكوارث وعناصر من الدرك وفرق الإطفاء في عمليات البحث بمؤازرة عدد من سكان قرى المنطقة، وفق وسائل الإعلام التركية. وأظهرت مشاهد نقلتها المحطات التلفزيونية ناجين يُنقلون على حمالات يتم جرها على الثلج.
وذكرت وزارة الدفاع أن طائرة عسكرية أقلعت من أنقرة بعد الظهر متوجهة إلى وان، وهي تنقل آليات متخصصة و85 مسعفا ودركيا للانضمام إلى عمليات البحث الجارية.
وحذر وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا بأن الحصيلة قد ترتفع أكثر، إذ لم يعرف حتى الآن عدد الأشخاص العالقين تحت الثلوج.
والمنطقة التي وقع فيها الانهياران الثلجيان منطقة جبلية عند أقصى شرق تركيا، يصعب الوصول إليها وتشهد طقسا قاسيا في الشتاء.
وجرف الانهيار الثلجي الأول آلية لورش البناء، تمكن السائق من الخروج منها والإبلاغ عن الكارثة، وتوقفت عمليات البحث مساء الثلاثاء بسبب سوء الأحوال الجوية، قبل استئنافها أمس، وفق وزارة الداخلية.
وتركيا المعروفة بصورة خاصة بسواحلها الرملية، فيها أيضا مناطق جبلية وعرة. وتنقطع بعض قرى شرق البلاد وشمال شرقه كل شتاء عن باقي العالم بسبب تساقط كثيف للثلوج.
ويزور العديد من السياح كل سنة منطقة وان المعروفة بتراثها التاريخي وبحيرتها وقططها البيضاء.